بحيرة البرلس هي ثاني أكبر بحيرة في مصر بعد بحيرة المنزلة حيث كانت مساحتها في البداية130 ألف فدان وتقلصت إلي80 ألف فدان بسبب التعديات المتكررة عليها منذ عشرات السنين يعمل بها حاليا مايقرب من مائتي ألف صياد. ولايوجد لهم مصدر رزق آخر غير مهنة الصيد أصبحوا لايجدون قوت يومهم بسبب الأوضاع السيئة في البحيرة واستيلاء الحيتان, وأصحاب النفوذ علي خيراتها ورغم أنها محمية طبيعية طبقا لقرار رئيس الوزراء عام1985 إلا أنها أصبحت مستباحة لمعدومي الضمير ورغم أن مشاكل البحيرة المزمنة تعتبر من أهم المشكلات التي تعاني منها محافظة كفرالشيخ إلا ان جميع المسئولين الذين ترددوا علي قيادة المحافظة فشلوا في ايجاد حلول علمية وعملية لمشكلاتها, حيث عجز المسئولون عن ايجاد وسيلة فعالة لتطهير بوغاز البرلس لزيادة نسبة الطمي, والقضاء علي الحشائش في البحيرة, والتخلص من مياه صرف كوتشنر التي تصرف في البحيرة رغم وجود العديد من المواد السامة في هذه المياه والتي تنتقل بدورها الي الاسماك, كما عجزوا عن حماية حدود البحيرة وتحديد مساحتها وازالة التعديات المتكررة عليها وقيام اصحاب اللانشات بصيد الزريعة الصغيرة قبل أن تنضج وضخها في مزارعهم السمكية الخاصة, في غياب كامل للدور الأمني في البحيرة وأرجع الذين تولوا مسئولية المحافظة عدم قدرتهم علي حل مشاكل هذه البحيرة الي تعدد الجهات المشرفة عليها, مثل الري والزراعة والثروة السمكية والبيئية والوحدة المحلية والمحافظة ويؤكدون انه لو تم ترك الأمر للمحافظة وحدها لتم حل جميع المشكلات بسهولة, ورغم قيام المحافظ الحالي أحمد زكي عابدين بجهود غير مسبوقة استطاع من خلالها الحصول علي مبلغ50 مليون جنيه من وزارة الاسكان لتطهير البحيرة, إلا أن هذا المبلغ لايكفي إلا لتطهير مساحة صغيرة جدا من البحيرة التي تحتاج بهذه الطريقة إلي عشرات السنين خاصة انه يتم تطهير البوص من احدي المناطق فيظهر مرة أخري في منطقة أخري وبالتالي ندور في حلقة مفرغة والمطلوب هو وضع حلول عملية تعالج المشكلة من جذورها. ويؤكد الحاج حمدي شرابي رئيس جمعية الصيادين بالبرلس ان الصيادين الصغار يحلمون بالعودة إلي الزمن القديم حيث كانوا يخرجون للصيد في الصباح الباكر فيعودون بالخير الوفير, بينما في الوقت الحالي يظل الصياد يبحث طوال اليوم عن قوت يومه وربما يعود بخفي حنين, مشيرا الي ان ميناء الصيد ببرج البرلس مشروع عملاق ولكن الصياد الذي تربي وترعرع في البرلس لايشعر بالامان إلا من خلال الصيد في البحيرة. وأوضح رئيس جمعية رعاية الصيادين ان جميع الحلول التي تم اتخاذها لعلاج مشاكل البحيرة كلها حلول مسكنة ولن تفيد مشيرا الي ان البحيرة تحتاج إلي علاج جذري يبدأ من ازالة جميع التعديات من عليها, بالاضافة الي ضرورة اخضاعها لاشراف جهة واحدة هي التي تتولي التنسيق مع باقي الجهات وتكون لها اليد العليا في اتخاذ اي قرارات مصيرية, ايضا يجب تخصيص ميزانية ضخمة للقضاء علي المشكلات المزمنة بالبحيرة التي لاتقل في اهميتها عن أي مشرووع قومي, لانها رغم ماتنتجه من اسماك الا ان هذا الانتاج لايساوي1% من الانتاج الحقيقي للبحيرة لو تم تطهيرها بالكامل وازالة التعديات عليها وتنظيم العمل بها. أحمد الجزائرلي احد كبار البرلس أكد ان البحيرة كنز كبير يجب اعادته الي سابق عهده مشيرا إلي أن التعديات علي البحيرة لاتقتصر علي المقيمين بالبرلس أو بالمحافظة فقط بل إن الغالبية العظمي من حالات التعدي وقعت من هيئات خارج المحافظة, بعضهم من القارة وبعضهم من الاسكندرية وبورسعيد وغيرها من المحافظات فالكل طامع في خيرات البحيرة ووصل الامر الي قيام مسئولون كبار بالمشاركة في التعديات.