بائعون سريحة, بحثوا عن مكان لترويج بضاعتهم لم يجدوا أمامهم سوي ميدان التحرير, أناس كثيرون وفرصة أكبر للبيع وبالتالي الربح الوفير, تسابق البائعون من مختلف المحافظات والمدن. لحجز مكان مناسب لبيع البضاعة التي تتراوح أسعارها بين جنيه و15 جنيها حتي تكون في متناول الجميع. ولكن سرعان ما تحولت أحلام250 من الباعة الجائلين إلي سراب بعدما قرر شباب الثورة إخلاء الميدان من الباعة, مما اعتبروه قطعا للارزاق متناسين في الوقت نفسه ما تسبب وجودهم فيه من متاعب بالميدان. ورغم ذلك القرار فإن أرض الميدان لم تخل من بائعي المياه المعدنية أو الغازية والسجائر أو التين الشوكي, والعصائر بمختلف أنواعها والسندويشات والترمس والسميط, والفيشار, كما لم تخل من بائعي الميداليات والبادجات, إلا أن ذلك لا ينفي اختفاء اعداد كبيرة من هؤلاء من وسط الميدان. وقال محمود المصري بائع اعلام أنه في ميدان التحرير منذ4 أيام ويبيع نحو100 علم يوميا بأسعار تتراوح بين5 و15 جنيها وخاصة الاعلام الصغيرة للاطفال وهو لا يبيع هذا الحجم بخارج الميدان. والبديني جودة بائع ذرة مشوية موجود منذ يومين بالميدان ويبيع بنحو70 جنيها ذرة مشوية ويبلغ سعر الحبة الواحدة جنيها. ويوسف محمد بائع نظارات موجود منذ يوم الجمعة الماضي ويبيع بقرابة100 جنيه يوميا في الميدان دون أي مضايقات من الشرطة أو البلدية أو غيرهما. فيما أكد عاطف بائع للشاي أنه في يومه الأول بالميدان وأوضح أن بائعي الشاي في الميدان كثيرون ولكن لكل بائع رزقه وانه يبيع في الميدان أكثر من أي مكان آخر. ومحمد بائع الترمس الذي يبيع كوب الترمس بمبلغ50 قرشا وأحمد بائع التين الشوكي الموجود منذ يومين في الميدان يبيع في حدود300 جنيه يوميا وعصام يبيع المياه المعدنية والمشروبات المثلجة منذ3 أيام. أما علي بائع التمر هندي الذي أتي من ميت عقبة إلي الميدان فيبيع بنحو30 جنيها يوميا ويبلغ ثمن كوب التمر50 قرشا, ومصطفي بائع الفيشار الموجود منذ يوم الجمعة الماضي ويبيع بمبلغ50 جنيها يوميا, ويصل سعر كيس الفيشار إلي50 قرشا ومحسن بائع السندويتشات ويتراوح سعر السندويتش بين125 و150 قرشا ويبيع بنحو150 جنيها يوميا. كل هؤلاء البائعين تضرروا من قرار شباب الثورة الذي أثر عليهم بصورة بالغة نظرا لأن حجم مبيعاتهم بميدان التحرير أكثر بكثير من أي مكان أو منطقة أخري, خاصة في ظل عدم وجود أي مضايقات من الأجهزة الحكومية سواء الشرطة أو البلدية أو المحليات أو التموين أو غيرها في جميع المناطق التي حضروا منها بالقاهرة أو الجيزة أو حلوان أو القليوبية أو غيرها من المحافظات.