استعدادات مبكرة بدأتها محافظة الوادي الجديد لاستقبال موسم جني التمور التي تعد المحصول الرئيسي الذي لايزال يتصدر اقتصاديات سكان المحافظة في ظل استمرار اعتماد المحافظة علي المياه الجوفية الأمر الذي يحرمها من التوسع في زراعة المحاصيل التصديرية المطلوبة في أسواق المحافظات والأقاليم الأخري. وتأتي هذه الاستعدادات وسط تطلعات كبيرة من المزارعين والأهالي بأن تصبح الجدوي الاقتصادية أكبر هذا الموسم لتتماشي مع الأسعار الحالية لمستلزمات الإنتاج الحقلية, فضلا عن تلبية الحاجات المعيشية لأسر المزارعين بالمحافظة. وقال الدكتور مجد المرسي مدير عام الزراعة بالوادي الجديد أن هذه الاستعدادات ساعد فيها البروتوكول الذي وقعته المحافظة مؤخرا مع جائزة خليفة الإماراتية الدولية لدعم المحافظة ب18 مليون جنيه لتطوير مجمع التمور التابع للمحافظة بالخارجة, مشيرا إلي أن البروتوكول تضمن توريد25 ماكينة حديثة لتعبئة وتغليف المنتج ليكون جاهزا للتصدير الخارجي ويشمل خلال الموسم المقبل تزويد واحة الخارجة بثلاجة لحفظ البلح وأخري لواحة الداخلة, لافتا إلي أن إنتاج الوادي الجديد من البلح السيوي( الصعيدي) يصل إلي حوالي60 ألف طن سنويا يصدر منه لدول عربية وأجنبية حوالي18 ألف طن, فيما يصل عدد أشجار نخيل البلح بالوادي الجديد إلي حوالي2 مليون شجرة منها مليون و400 ألف شجرة للنخيل السيوي المثمر, وبقية الأشجار للنخيل المنتور والتمر والمجهول. وأضاف أن سلعة التمور في الوادي الجديد تمثل السلعة الاقتصادية الأولي لسكان الواحات سواء للمزارع أو المواطن العادي أوللموظف, مشيرا إلي أن هذا المنتج يعتمد عليه المواطن في الواحات منذ زمن بعيد في المأكل والمشرب وفي التعليم والزواج والعلاج وكل مهام الحياة ويقول إبراهيم خليل أحد الأهالي إنه عندما كانت وسيلة المواصلات الوحيدة التي تأتي إلي الواحات الخارجة هي قطار يربط نقادة بمحافظة قنا بالواحة الخارجة في العشرينيات والثلاثينيات, كان يحضر تجار محافظة قنا الي الخارجة حاملين المواد الغذائية والبضائع ويستبدلونها بالبلح, مشيرا إلي أن موسم البلح يستقبله السكان بالأفراح والورود لكونه يمثل موسم الخير بالنسبة لهم. ويضيف أحمد عبد المنعم ذ أحد أبناء الخارجة أن هذا النوع من التمور الذي تنتجه الوادي الجديد في الغالب لا ينمو سوي في الواحات وعلي الظروف المناخية بها, مشيرا إلي أن هناك تجارب كثيرة تمت خلال السنوات الماضية لمحاولة زراعته بعدد من المحافظات المجاورة ورغم نجاح الشجرة وتفاعلها مع مياه وتربة وادي النيل والدلتا إلا أنها لم تثمر وإن حدث وأثمرت فلم تكن في جودة تمور الواحات, وهو ما جعل لتمور الواحات أهمية خاصة ووصل سعر الكيلو جرام منها في شهر رمضان الماضي إلي30 جنيها. ويضيف أحمد أبو أشرف ذ مزارع نحن نتطلع هذا الموسم إلي تحديد سعر مقبول للتمور حتي تتحقق لدينا المعادلة المعيشية التي قابلتها ظروف غلاء رهيبة سواء في أسعار الأسمدة أو العمالة أو الكهرباء التي تقوم بتشغيل ماكينات استخراج المياه من الأبار الجوفية لري النخيل, مشيرا إلي ضرورة قيام المسئولين بتحديد السعر من بداية الموسم لحماية المزارع من استغلال مصانع تعبئة البلح. وفي إطار المتابعة المستمرة لاستعدادات المحافظة لموسم جني التمور قام أشرف مصطفي سكرتير عام المحافظة بتفقد مجمع تمور المحافظة والتقي العاملين به للوقوف علي أهم المعوقات والمشكلات وتقديم الحلول اللازمة لها علي أرض الواقع كما تفقد( الحملة الميكانيكية ذ الثلاجات ذالورش ذ مخازن المجمع ذ خطوط الإنتاج) ووجه بضرورة استغلال المساحات الفضاء بالمجمع لزراعة النخيل وإعداد تقرير مفصل بمشتملات الحملة الميكانيكية ومدي استخداماتها وإعادة استغلال خط إنتاج الدبس وسرعة الانتهاء من إجراء الصيانة اللازمة للمخازن والثلاجات استعدادا لموسم جمع البلح. وقال سكرتير عام المحافظة إن مجمع التمور يعد درة المحافظة وعلامة مميزة ولن يرتقي إلا بجهود العاملين المخلصين به, مؤكدا ضرورة المرور الدوري علي المجمع للتأكد من جاهزيته خاصة مع اقتراب الموسم الجديد. كما قام اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد بجولة تفقدية لمجمع التمور وذلك للوقوف علي سير العمل وأعمال التطوير به وتفقد خطوط الإنتاج والماكينات والمعدات الجديدة المقرر تركيبها ضمن أعمال تطوير المجمع,.. ووجه بسرعة الانتهاء من الأعمال وذلك بهدف تعظيم الاستفادة من المجمع واستغلال امكانياته مشيرا إلي ضرورة إعلان أسعار التمور بشكل يومي من خلال شاشات العرض التابعة للمحافظة وذلك لمنع التلاعب في الأسعار وحفاظا علي حق المزارعين.