فيما لاتزال الأنشطة الاقتصادية بمحافظة البحر الأحمر تنصب في نشاطين رئيسيين أولهما هو النشاط السياحي الذي يتركز في مدن الغردقة وسفاجا ومرسي علم , وثانيهما هو الأنشطة البترولية بالقصير ورأس غارب, تحوي صحراء مدينة رأس غارب رصيدا ضخما من الثروات المحجرية علي رأسها أجود نوعيات الرخام والجرانيت والرمال البيضاء, إلا أن هذه الثروات تتعرض لعمليات نزيف مستمر نتيجة للتساهل في بيعها كخامات أولية بأسعار زهيدة وعدم تصنيعها في موقع الإنتاج بما يعظم الاستفادة منها اقتصاديا ويخلق فرص عمل جديدة لأبناء المنطقة ممن يعانون البطالة. يقول محمد رفيع من أبناء مدينة رأس غارب إن منطقة رأس غارب بما فيها منطقة الزعفرانة وتحديدا المنطقة الصحراوية تسبح فوق بركة من الخيرات المجرية التي لو استغلت لأصبح للمنطقة شأن آخر خاصة أن مدينة رأس غارب في أشد الحاجة إلي نشاط آخر يؤازر النشاط البترولي. وأضاف أنه منذ أواخر الثمانينيات صدر قرار من مجلس الوزراء بإنشاء منطقة صناعية في مدينة رأس غارب تعتمد علي الثروات المحجرية الموجودة بالمنطقة وعلي رأسها الرخام والجرانيت والرمال البيضاء وغيرها ولكن للأسف هذا القرار أصبح في طي النسيان موضحا أنه منذ سنوات قليلة مضت قامت المحافظة بتحديد مساحة ثلاثة آلاف فدان بمنطقة الشيخ فضل غرب المدينة لإنشاء منطقة صناعية أيضا إلا أنه لم يتم تفعيل تلك الإجراءات, مطالبا بضرورة إنشاء هذه المنطقة خاصة أن مدينة رأس غارب باتت تعاني من البطالة وللأسف هذه الثروات تستنزف بشكل سيئ, حيث تستغل ككتل وتنقل لمنطقة شق التعبان بالقاهرة لتصنيعها كما يتم تصدير كميات كبيرة منها للخارج بأسعار زهيدة. ويشير محمد عبده حمدان إلي عملية نقل كتل الرخام الضخمة من مواقع المحاجر سواء من جنوب مرسي علم إلي منطقة شق التعبان علي مسافة تصل لنحو900 كيلو متر أو من منطقة خشم الرقبة برأس غارب لشق التعبان أو العاشر من رمضان أيضا علي بعد أكثر من300 كيلو متر يزيد من تكلفة الإنتاج بينما المفترض أن يتم التصنيع في مواقع الإنتاج وهو ما يحقق هدفين أولهما خفض التكلفة وثانيهما سهولة تصديرها كمنتج نهائي نظرا لقربها من موانيء التصدير. ويؤكد الدكتور أبو الحجاج نصير عضو اللجنة الوطنية للعلوم الجيولوجية علي ضرورة قيام هيئة التنمية الصناعية بتفعيل إجراءات إنشاء منطقتين صناعيتين الأولي بصحراء رأس غارب بين الزعفرانة وطريق الشيخ فضل ومنطقة خشم الرقبة التي تزخر بعشرات إن لم يكن مئات الكيلو مترات الغنية بأجود أنواع الرخام والجرانيت, علاوة علي منطقة وادي الدخل ووادي قنا غرب رأس غارب أيضا وهما من أهم المناطق التي تحتوي علي الرمال البيضاء والمنطقة الصناعية الثانية والتي تستدعي الظروف إنشاءها ويجب أن تكون بين القصير ومرسي علم التي تزخر صحراؤهما بخامات هائلة من الرخام والجرانيت والفوسفات وخامات تصنيع الأسمنت وغيرهما لخلق أنشطة اقتصادية جديدة بالمنطقة وعدم التقوقع حول نشاط البترول في رأس غارب والسياحة في بعض المدن الأخري بما يتيح فرص عمل جديدة تستوعب أبناء الصعيد بصفة خاصة, مشيرا إلي أنه لابد من قيام الهيئة بتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع ووقف تصدير تلك الخامات كخامات أولية لوقف نزيف إهدار تلك الثروات لأنها تباع بأسعار رخيصة جدا وقد نستوردها بأضعاف هذه المبالغ. منطقة الملاحات وخامات ملح الطعام ويقول المهندس أيمن محمد إبراهيم رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للتعدين إن منطقة الزعفرانة وطريق الكريمات وبالأخص منطقة تسمي خشم الرقبة بصحراء رأس غارب ومنطقة جنوب القصير مرورا بمرسي علم تعد من أغني مناطق مصر من حيث الثروة المحجرية وعلي رأسها الرخام بكل أنواعه والجرانيت والرمال البيضاء التي تدخل في صناعات الزجاج والكريستال وكذلك الجبس وغيره من الخامات التي تعد محورية من حيث استخداماتها المتعددة, بالإضافة إلي منطقة تسمي الملاحات والتي تزخر بكميات لا حصر لها من خامات ملح الطعام, ومنذ سنوات طويلة مضت يتطلع أبناء المنطقة إلي إقامة منطقة صناعية تعتمد علي تصنيع تلك الخامات في مواقع إنتاجها من أجل تعظيم الاستفادة منها وخلق فرص عمل جديدة. وأوضح أن المحافظة من جانبها ومنذ عدة سنوات خصصت مساحة ثلاثة آلاف فدان بصحراء رأس غارب لإقامة منطقة صناعية ولكن مازال هذا المشروع حبرا علي ورق وكل ما يحدث حتي الآن علي أرض الواقع هو نشاط المحاجر المرخصة لأشخاص يقومون باستخراج الخامات خاصة الرخام ككتل إما لنقلها لتصنيعها بمنطقة شق التعبان بالقاهرة أو لتصديرها خامات أولية بثمن زهيد للخارج خاصة لدولة الصين بما يمثل إهدارا لقيمتها الاقتصادية ويحرم المنطقة من المئات من فرص العمل حال إقامة مصانع لاستغلال تلك الخامات.