لاتزال مدينة رأس غارب تالعاصمة الأولي لصناعة البترول في مصر وأحد أهم مناطق الجمهورية من حيث الثروات المحجرية تخاصة الرخام والجرانيت والرمال البيضاء تبحث عن ظهير صناعي بترولي من جانب ومنطقة صناعية لاستغلال ثرواتها المحجرية من جانب آخر, فمنذ أن عرفت هذه المدينة صناعة الذهب الأسود وهو البترول في عام1930 تقريبا تتقوقع فقط حول عملية استخراج تلك الخامات سواء من باطن البحر أو من اليابسة رغم أن هذا القطاع كفيل بإقامة عدد كبير من الصناعات التي تخدم عليه من جانب وتعتمد علي مشتقاته من جانب آخر, رغم احتواء صحراء المحافظة خاصة منطقة تسمي خشم الرقبة علي كنوز من أجود أنواع الرخام والجرانيت والرمال البيضاء وغيرها علاوة علي مساحات هائلة من المنطقة الصحراوية أيضا تحتوي علي ثروة هائلة من ملح الطعام إلا أنه إلي يومنا هذا مازالت محرومة تمن منطقة توطين صناعي لاستغلال تلك الثروات, لذلك أصبحت المدينة تعاني البطالة لعدم وجود أنشطة اقتصادية جديدة وعدم قدرة شركات البترول علي استيعاب الزيادة المضطردة من شباب الخريجين من أبناء المدينة. يقول لطفي الدمراني بالمعاش وأحد أبناء المدينة: إن منطقة الزعفرانة وطريق الكريمات وبالأخص منطقة تسمي خشم الرقبة بصحراء المدينة تعد من أغني مناطق مصر من حيث الثروة المحجرية وعلي رأسها الرخام بكافة أنواعه والجرانيت والرمال البيضاء التي تدخل في صناعات الزجاج والكريستال وكذلك الجبس وغيره من الخامات التي تعد محورية من حيث استخداماتها المتعددة بالإضافة إلي منطقة تسمي الملاحات والتي تزخر بكميات لا حصر لها من خامات ملح الطعام ورغم ذلك يتطلع أبناء المنطقة منذ سنوات طويلة إلي إقامة منطقة صناعية تعتمد علي تلك الخامات من أجل تعظيم الاستفادة منها وتوفير فرص عمل جديدة, مشيرا إلي أنه رغم قيام المحافظة منذ عدة سنوات بتخصيص مساحة ثلاثة آلاف فدان بتلك المناطق لإقامة منطقة صناعية إلا أن أحدا من المستثمرين لم يستجب ويكتفي المسئولون فقط بإعطاء التصاريح والتراخيص اللازمة لفتح محاجر بمعرفة أشخاص يتولون استخراج الخامات مثل كتل الرخام إما لنقلها لتصنيعها بمنطقة شق الثعبان بالقاهرة أو لتصدير تلك الخامات بأسعار زهيدة للخارج خاصة لدولة الصين بما يمثل إهدارا لقيمتها الاقتصادية ويحرم المنطقة من المئات من فرص العمل حال إقامة مصانع لاستغلال تلك الخامات. ويؤكد الدكتور أبو الحجاج نصير الخبير الجيولوجي, عضو اللجنة الوطنية للعلوم الجيولوجية ضرورة قيام هيئة التنمية الصناعية بتفعيل إجراءات إنشاء منطقتين صناعيتين بالبحر الأحمر الأولي بنطاق صحراء مدينة رأس غارب خاصة المنطقة الواقعة بين الزعفرانة وطريق الشيخ فضل ومنطقة خشم الرقبة التي تزخر بعشرات إن لم يكن مئات الكيلو مترات من المناطق الغنية بأجود أنواع الرخام والجرانيت علاوة علي منطقة وادي الدخل ووادي قنا غرب مدينة رأس غارب أيضا, وهما من أهم مناطق مصر التي تحتوي علي الرمال البيضاء والمنطقة الصناعية الثانية التي تستدعي الظروف إنشاءها يجب أن تكون بنطاق مدينة القصير التي تزخر صحراؤها بخامات هائلة من الفوسفات وخامات تصنيع الأسمنت وغيرهما من أجل خلق أنشطة اقتصادية جديدة بالمنطقة وعدم التقوقع حول نشاط البترول في رأس غارب والسياحة في بعض المدن الأخري بدائرة المحافظة بما يتيح فرص عمل جديدة تستوعب أبناء الصعيد بصفة خاصة ولابد من قيام الهيئة بتشجيع الاستثمارات في هذا القطاع ووقف تصدير تلك الخامات كخامات أولية لوقف نزيف تلك الثروات لأنها تباع بأسعار رخيصة جدا وقد نستوردها بأضعاف هذه المبالغ ولتعظيم الاستفادة منها من جانب آخر عن طرق توفير فرص عمل كثيفة من خلال إقامة مصانع بمناطق الإنتاج. ويشير عطا محمود, أحد العاملين بقطاع البترول, إلي أن المطلب الأكثر أهمية والذي تتطلع إليه الغالبية العظمي من أبناء رأس غارب يتمثل في ضرورة إقامة ظهير تصنيعي حول نشاط البترول بالمدينة وتوابعها مؤكدا أن مدينة رأس غارب مهيأة بنسبة مائة بالمائة لأن تصبح عاصمة اقتصادية ليس علي مستوي البحر الأحمر فحسب بل علي مستوي محافظات الصعيد من خلال إقامة عدة مصانع تعتمد علي تصنيع مشتقات البترول وتوفير ما يحتاجه هذا القطاع من منتجات أخري فمن يصدق أنه رغم أن هذه المنطقة تنتج نحو75% من إنتاج مصر البترولي إلا أنه حتي يومنا هذا لا يوجد بها معمل لتكرير تلك الخامات ويتم نقلها عبر خطوط ناقلة لتكرر في محافظات أخري علي بعد مئات الكيلومترات, ويطالب أيضا بإقامة مصنع للبتروكيماويات وأكثر من مصنع تعتمد علي مشتقات تلك البتروكيماويات التي تتوافر جميع مقوماتها, ومصانع لإنتاج المازوت والديزل والبنزين والكيروسين والزيوت والشحوم بأنواعها والفازلين وتصنيع زجاجات البلاستيك ومصنع لتعبئة الغاز داخل أسطوانات بمنطقة رأس شقير التابعة لمدينة رأس غارب والتي تنتج الغاز الطبيعي, كما أن العدد الكبير من شركات البترول الموجودة بالمنطقة يحتاج عمالها لمصنع لإنتاج الملابس ومعدات السلامة المطلوبة لهم والتي يتم استيرادها بالملايين رغم توافر خامات إنتاجها. وأكد المحافظ أحمد عبد الله أنه بالتنسيق مع وزارة البترول تقرر إنشاء أول معمل لتكرير خامات البترول بنطاق مدينة رأس غارب, مشيرا إلي أنه تم إجراء الدراسات اللازمة لهذا المشروع والذي سوف يطرح أمام المستثمرين ضمن المشروعات التي سيعلن عنها خلال المؤتمر الاقتصادي للمحافظة والذي سيعقد خلال الفترة المقبلة ويتضمن طرح عدد كبير من المشروعات السياحية ومشروعات الطاقة بمدن المحافظة. أما بخصوص المطالبة بإنشاء منطقة صناعية تعتمد علي الخامات المحجرية بالزعفرانة ومنطقة خشم الرقبة والشيخ فضل قال عبدالله هذا مطلب ملح جدا من أجل الحفاظ علي القيمة الاقتصادية الحقيقية تلهذه الخامات وعدم إهدارها حال بيعها كخامات أولية والمحافظة من جانبها خصصت ثلاثة آلاف فدان لهذا الغرض وهناك تنسيق جار حاليا مع هيئة التنمية الصناعية لإنشاء هذه المنطقة.ت