الصيف قصير.. والجمهور مشغول بهموم الثورة ومتابعة أحداثها.. والمنتجون خائفون.. ودورة رأس المال غير معروفة عواقبها بالنسبة للإنتاج.. وأفلام حبيسة العلب.. تنتظر اشارة للخروج من علبها.. واتفاق بين شركات الإنتاج الكبيرة وهي صاحبة دور العرض وتفضل عرض أفلامها.. ولكنها فتحت أبواب دور العرض ترحب بالأفلام المحبوسة لتعرضها في دور العرض الخاصة بها.. ولكن أفلام العلب المغلقة.. في حالة صمت.. الكل في حالة انتظار اشارة من ثلاثة أفلام تجرأت وقررت أن تعرض نفسها علي شاشات السينما.. هذه الأيام.. لتكون هي مقدمة طلائع أفلام هذا الصيف.. وعليها عبء التجربة.. وارسال اشارة الأمل في انطلاق باقي الأفلام المحبوسة.. لتحتل مساحة أفلام الصيف مثل كل عام.. الأفلام الثلاثة التي حملت علي نفسها عاتق القيام بالتجربة وأخطارها.. انتظرت الجماهير.. واقبالهم علي هذه النوعية من الأفلام علي الرغم من كل الصعاب التي تواجه المشاهد وتفرغه لمشاهدة أفلام سينمائية.. ولكن هذه الأفلام الثلاثة عندها أمل بإقبال الجماهير وذلك لأسباب مبشرة.. منها الانتهاء من حظر التجوال.. والسيطرة الواضحة علي الأمن.. وإعادة حفلات منتصف الليل.. وحفلات التاسعة.. ثم اقتربت الامتحانات من النهاية وأصبح الزبون السينمائي المشاهد للأفلام قادرا علي المشاهدة.. ولكن هناك التحفظ الذي فرضته الظروف في تغيير وجدان المشاهد.. وتغيير وجدانه مع ثورة التغيير ومتابعته باهتمام لما يحدث من تحقيقات.. واكتشافات لحزم الفساد ماديا بشكل مذهل ولم يكن متصورا وجودها بهذا الحجم المرعب.. وهي أفلام لا تعرض علي شاشة.. ولكنها أفلام حقيقية.. أشد جذبا من أي أفلام يتم كتابة سيناريو لها.. ومخرج وممثلين.. أنها أفلام الحقيقة المذهلة.. والتي يعيشها المشاهد.. دون ثلاثية الابعاد التي توهمك بأنك تعيش داخل الفيلم.. لان الجمهور الآن يعيش حقيقة من غير ارتداء نظارات تساعد علي الرؤية.. فهو ليس في حاجة إلي النظارات.. لأنه يعيش الواقع الذي يحدث حوله بشكل مذهل ويحرك الوجدان الرافض المذهول.. من كل ما يشاهده ويتابعه ويعيش فيه!! المهم الأفلام الثلاثة التي تتحمل مسئولية ارسال اشارة خروج الأفلام من علبها.. وانطلاق شركات الإنتاج لإنتاج أفلام جديدة تجذب المشاهد وتحاول أن تلبي طلبات وجدانه.. وتعطيه القوة في التغلب علي كل هذا الفساد.. وهذه القسوة من شدة وقع هذا الفساد علي النفس البشرية. والأفلام الثلاثة هي.. صرخة نملة.. لعمرو عبدالجليل.. ورانيا يوسف.. والفاجومي.. لخالد الصاوي.. وكندش.. وفيلم سامي أكسيد الكربون لهاني رمزي ودرة.. وهناك منتجون يؤكدون أن حركة الإنتاج السينمائي توفيت تماما.. ولم تعد هناك قنوات تشتري الأفلام لعرضها علي شاشتها وأن القول بأن سبب توقف الإنتاج أزمة الموضوعات في الفترة الحالية غير صحيح لأن هناك موضوعات تصلح لجميع الأوقات.. وهناك موضوعات لا تصلح.. وأكد المنتج هاني جرجس أن هناك أملا في تخطي هذه الفترة وتعود الأفلام إلي شاشاتها. والمنتج محمد العدل: معظم المنتجون ليس لديهم خارطة للإنتاج ومعظمهم ينتظرون الآخرين كيف سيدخلون السوق بأفلامهم وهل استطاعت أفلامهم أن تجذب الجمهور أم لا.. حتي يقدموا علي الإنتاج وطبعا هناك شركات لها اراء أخري حيث قررت عدم التوقف عن الإنتاج وهناك أفلام ستعرض بعد أيام.. وأخري يتم تصويرها.. خصوصا بعد تعاون النجوم والفنيين بتخفيض أجورهم لمواجهة الأزمة الاقتصادية.. وهناك شركات تبحث بجدية عن الموضوعات التي يجب طرحها في الفترة الحالية. مع ضمان إمكانية عدم الخسارة.. ولابد من معرفة دورة رأس المال واتجاهها ونتائجها قبل البداية.. ولاداعي للمجازفة.. وهناك اقتراحات بانشاء اتحاد جديد للمنتجين لحماية المنتجين الصغار والشباب ومقاومة الشركات الكبيرة واحتكارها.. وطبعا ظهور السينما المستقلة.. وقليلة التكلفة.. والديجيتال في العالم كله لكي تواجه الشركات الكبري من احتكار النجوم الكبار.. ودور العرض.. وقد نجحت هذه النوعية من السينمات في مشوارها وأصبحت موجودة في كل المهرجانات.. ومعظم دور العرض التي تشجعها.. والجمهور يقبل عليها لانها تهتم بالموضوعات.. أساسا.. وبالالتزام الفني الضروري.. واكتشاف الوجوه الجديدة التي تعوض المشاهد عن الملل من مشاهدة نجوم الاحتكار.. ونأمل في النهاية.. أن تستطيع شركات الإنتاج والأفلام التي تعرض الان.. أن تحقق الأمل في إمكانية ارسال اشارة بداية انطلاق أفلام العلب.. والتخلص من صمتها.. وتحمس الإنتاج لجعل كاميرات السينما تدور من جديد!! ياريت س.ع