يؤكد الدكتور محمود علم الدين, العميد الأسبق لكلية الإعلام جامعة القاهرة, أن ترويج الأكاذيب وتشويه الواقع وتعمد نشر الشائعات تتحول إلي حرب وتصبح خطرا إذ تسهم مواقع التواصل وغيرها من الأدوات في أن تنتشر تلك الشائعات والأكاذيب في ظل وجود غموض حول موقف ما وأهمية تتعلق بالموقف نفسه فتكون النتيجة أن ينساق البعض وراء خبر غير مؤكد ومشكوك في مصادره استغلالا لعنصري الغموض والأهمية حول الموقف الذي أثيرت حوله الشائعة. وأشار إلي أن الشائعة تنطلق بشكل عشوائي وقد يتم إطلاقها في إطار استخدامها في الحرب النفسية بهدف إرباك المجتمع وشل حركته والتأثير علي معنوياته بشكل مقصود ومنظم. ويضيف الدكتور علم الدين أنه يكثر إطلاق الشائعات هذه الأيام حيث يواجه المجتمع تحديات ضخمة مثل خطر الإرهاب والجهود الجبارة التي تقوم بها الدولة ممثلة في القوات المسلحة والشرطة وباقي أجهزة الدولة في القضاء عليه والتحرر السياسي والإصلاح والتنمية الاقتصادية ما يجعل الكارهين للمجتمع والذين وصفهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بأهل الشر ينتقون الموضوعات ذات الأهمية للمواطن التي تؤثر علي حياته اليومية مثل الأدوية وأموال المعاشات والمرتبات والآثار المصرية وغيرها من الموضوعات التي يمكن أن يتم استخدامها في خلق شائعات ونشرها والترويج لها بهدف خلق حالة من التوتر والبلبلة حولها في المجتمع. وأوضح أن أهل الشر وأعداء الوطن يقومون بذلك علي أمل أن ينشروا الإحباط في المناخ العام في مصر ويجعلون الناس يتحدثون عنه فيتحول إلي واقع يؤدي إلي مزيد من الإحباط والارتباك لتتحقق أهدافهم الشريرة في التأثير علي قدرتنا علي مواجهة التحديات واجتيازها. وحول كيفية مواجهة ذلك أكد علم الدين أن المواجهة لا تقتصر علي طريقة واحدة في التعامل مع كافة الشائعات فلكل شائعة أسلوب في المواجهة حسب نوعيتها وأهداف مطلقيها, مشيرا إلي أن هناك نوعية شائعات يجب أن يكون الرد عليها فورا سواء كان ردا مباشرا لتوضيح حقيقة وتصويب أمر أو رد غير مباشر لتوضيح الأمر لكن بطريقة غير مباشرة. وقال: ليس من الحكمة اتباع نفس الطريقة دائما في مواجهة الشائعات والرد عليها وإلا فقدت قيمتها أو زادت الأمر سوءا. وفيما يتعلق بدور المواطن وضرورة التحقق من الأمور قبل أن تصديق الشائعات والمساهمة في نشرها بشكل عفوي غير مقصود طالب علم الدين بضرورة الإلحاح من خلال الإعلام وقادة الرأي ومواقع التواصل الاجتماعي للرد علي كل ما يشاع حول أمور تهم المواطن وتؤثر في حياته اليومية وأن يتم توعية المواطن بأن ليس كل ما يقال يتم تصديقه فليس كل ما يقال صحيحا وليس كل ما يتم الترويج له حقيقيا فلا بد من معرفة المصدر وتقدير مدي مصداقيته ومقارنة الخبر الكاذب الذي يتم ترويجه عن عمد بالمعلومات والأخبار السابقة التي تتعلق بالأمر لمعرفة مدي صدقه من كذبه فيما يتعلق بموضوع الشائعة المنتشرة. وطالب بضرورة العمل علي بناء رؤية نقدية تقوم علي التشكك والتساؤل لمعرفة الأهداف والنوايا الحقيقية وراء كل ما يتردد من خلال التجارب السابقة. واختتم علم الدين حديثه بالتأكيد علي أنه طالما هناك مجتمع به حركة وحياة تظل هناك شائعات تطاله لتنال منه وتزداد هذه الشائعات في اللحظات المصيرية والحاسمة, قائلا: علينا أن نتيقن أنه طالما نحقق نجاحا سيظل هناك أعداء يتربصون بنا يفعلون ما استطاعوا ليتحول النجاح إلي فشل وتعثر, وأشار إلي أن السبيل الأكبر في مواجهة ذلك الخطر يكون بوعي المواطن وتصديه لمروجي الشائعات والأكاذيب.