علي مدار المواسم السينمائية الماضية

الكوميديا تتراجع.. والأكشن يتصدر

بات تصدر الأفلام الكوميدية للإيرادات أمرا نادر الحدوث فعلي مدار المواسم الثلاثة الماضية اهتم الجمهور بأفلام الأكشن علي حساب الضحك والكوميديا, حيث تصدر في موسم عيد الفطر الماضي فيلم هروب اضطراري إيرادات أفلام العيد محققا أكثر من50 مليون جنيه, وفي موسم عيد الأضحي حقق فيلم الخلية المركز الأول وحصل علي نصيب الأسد من الإيرادات ليصل إلي55 مليون جنيه.
بينما يحتل صدارة سباق أفلام عيد الفطر حتي الآن فيلم الأكشن حرب كرموز بطولة أمير كرارة محققا في ثلاثة أيام فقط18 مليونا, وجاء في المركز الثاني فيلم ليلة هنا وسرور بطولة محمد إمام فرغم تصنيفه كوميديا إلا أنه جاء مليئا بمشاهد الأكشن والضرب, وهو ما يعني وجود حالة انجذاب تجاه أفلام الأكشن علي حساب الكوميديا التي جاءت هذا العام في المركزين الثالث والرابع وهما قلب أمه والأبلة طمطم, وفي هذا التحقيق يتحدث عدد من النقاد حول هذه الظاهرة وتقييمهم لأفلام العيد.
في البداية, قال الناقد عصام زكريا إن الكوميديا مازالت أساس الموسم رغم أنها لم تتصدر الإيرادات مثل كل موسم, وذلك لأن المشاهد أصبح ينجذب للأكشن خاصة أن معظم جمهور العيد شباب ممن يهتمون بهذه النوعية, ولكن هذا لا يمنع من تواجد الأفلام الكوميدي التي تتناسب مع العائلات وكذلك الأطفال, موضحا أنه ينبغي أيضا أن نري إلي أين وصلت الكوميديا من تطور في التناول, خاصة أنها في الفترة الأخيرة كانت تستخف بعقل المشاهد ولذلك لم تحقق إيرادات رغم أن من يقدمها نجوم كوميديا متخصصون مثل محمد هنيدي وياسمين عبد العزيز ومحمد سعد.
وأضاف أنه شاهد فيلم كارما للمخرج خالد يوسف ووجد أنه لا يختلف عن نوعية أفلام خالد يوسف التي قدمها من قبل من ناحية المضمون والشكل فهو يناقش قضية الطبقية الهائلة التي تفصل بين المصريين, والتي سبق أن تناولها في فيلمه حين ميسرة وبالتالي لا توجد اختلافات إلا في نقاط بسيطة, مشيرا إلي أنه كان ينتظر اختلافا بخلاف اعتماد خالد يوسف علي التقنيات الحديثة في السينما المصرية من خلال مشاهد المطاردات والمعارك بجانب توظيف الممثلين وبعض المواقف.
فيما أكد الناقد طارق الشناوي أن الكوميديا هذا العام بالفعل لم تتصدر الإيرادات مثلما حدث في الآونة الأخيرة, إلا أنني أري أن وجودها في السباق أمر مهم لتحقيق التنوع المطلوب في موسم الأعياد, ونجد هذا العام أن فيلم حرب كرموز قد تصدر الإيرادات وهو أكشن, لكنه يحمل خلطة تجذب المشاهد تتلخص في ظهور العديد من النجوم وكل فنان منهم هو نجم في دوره, غير أن منتج العمل قدم نوعا جديدا من الأكشن باستخدام أحدث التقنيات التكنولوجية بجانب أن مخرج العمل بيتر ميمي قدم هذه التقنيات علي الشاشة بشكل جاذب للجمهور وللأطفال.
وأضاف أن فيلم ليلة هنا وسرور يعتبر متصدرا للإيرادات في الكوميدي إلا أنه للأسف محمد إمام لم يستطع أن يخلق لنفسه شخصية منفردة بعيدا عن والده حيث يقلد نفس حركاته وإفيهاته وكل أفلامه تنجح بناء علي العناصر التي يقدمها مثل قصة الحب التي يقدمها واستخدامه فنانين كوميديا مثل بيومي فؤاد ومحمد ثروت وغيرهما من القادرين علي توظيف الكوميديا كما يحبها الجمهور, بجانب استخدامه خلطة الأكشن للحفاظ علي نوعية الجمهور التي تحاول أفلام الأكشن استقطابهم, معتقدا بذلك أنه يحقق المعادلة كاملة دون النظر إلي نضجه كفنان باسم محمد إمام وليس عادل إمام. وأشار إلي أن ياسمين باتت تعتمد في الفترة الأخيرة علي اسمها دون النظر إلي نوعية الأعمال التي تقدمها وهل تجذب الجمهور الذي بات يمتلك نضجا كافيا, ولهذا تأتي إيرادات أفلامها دائما في ذيل القائمة, بينما هشام ماجد وشيكو أتمني أن يغيرا من طريقتهما غير أن الإيرادات لا تشير إلي ذلك.
بينما قالت الناقدة ماجدة خير الله إننا لا نستطيع أن ننكر أن أفلام عيد الفطر هذا العام متنوعة ولا تركز علي نوعية محددة من الأفلام حيث تتنوع الأعمال بين الأكشن والكوميدي والاجتماعي, أما بالنسبة لعدم تصدر الكوميديا فإذا دققنا جيدا سنجد أن الكوميديا بالفعل لم تتصدر هذا الموسم, لكنها حاضرة في أغلب الأعمال وعلي سبيل المثال فيلم كارما الذي يناقش قضية جادة إلا أنه يعتمد في بعض خطوطه علي كوميديا الموقف, وكذلك حرب كرموز فرغم مناقشته لفكرة الأكشن وشعاره الذي يرفعه الحرب ابتدت إلا أنه ممتع وفي الوقت نفسه يتمتع أبطاله بخفة ظل, وأري أيضا أن الأفلام هذا العام مختلفة وكل نجم يحاول التميز عن الآخر سواء بالأحداث وفريق العمل والأكشن والقصة. وأضافت بالنسبة لتقييم الأفلام أنها شاهدت فيلم حرب كرموز ووجدت أنه متميز فبطل العمل أمير كرارة يسعي من خلال هذا الفيلم إلي تدشين نجوميته في السينما بعدما أصبح واحدا من نجوم الدراما التلفزيونية بعد مسلسله كلبش, كما أن الفيلم يضم عناصر فنية ساعدت علي تميزه لتحقيق أعلي إيرادات في السينما مثل المتميز محمود حميدة ومصطفي خاطر الذي يعتبر من أهم مشاريع النجوم في الفترة المقبلة, وهكذا الفنان فتحي عبد الوهاب الذي يضفي روحا من الضبط علي أي عمل يظهر فيه حتي لو من خلال مشاهد قليلة, كما أن الاستعانة بنجم عالمي جعلت من مشاهد الأكشن مختلفة.
وأشارت إلي أن ليلة هنا وسرور لمحمد إمام يلاحق حرب كرموز في الإيرادات والأكشن أيضا, والفيلم الكوميدي قلب أمه لهشام ماجد وشيكو, بينما كارما فقد أحدث ضجة قبل عرضه بيوم بسبب سحب تراخيصه بعد إجازته من الرقابة.
ورأت الناقدة ماجدة موريس أن التنوع أمر مطلوب وبالتالي وجود خمسة أفلام منهم ثلاثة أفلام كوميدية أمر ليس بالسيئ حتي وإن كان المتصدر هو فيلم أكشن وأري أن وجود فيلمين أكشن واجتماعي جاء لتحقيق معادلة الموسم. وأضافت موريس أن الكوميديا أنواع فمنها من يحترم عقل المشاهد وأخري تستخف به وغيرها كوميديا موقف وهادفة ولكن في النهاية كل ما نريده هو تقديم أعمال تليق بالجمهور المكون من عائلات وشباب وأطفال والذي حدث لهم نضج فني بعد تطور السينما والتلفزيون بشكل عام.