تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. مثل شهير طبقته الظروف المفاجئة علي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مشواره نحو الرئاسة الجديدة بعد الاستفتاء الدستوري الذي أقر في أبريل2017 والتي تمنحه صلاحيات إضافية; فقد أعلنت أربعة أحزاب تركية, أمس, رسميا تشكيل تحالف انتخابي يسمي تحالف الأمة للوقوف بوجه حزب أردوغان, في الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجري في24 يونيو المقبل. ويضم التحالف أبرز أحزاب المعارضة وهي حزب الشعب الجمهوري اشتراكي ديمقراطي, حزب الخير يمين, حزب السعادة محافظ, والحزب الديمقراطي يمين الوسط, وذلك بحسب البروتوكول الذي تم تسليمه للسلطات الانتخابية. ومن خلال هذا التحالف, تطمح المعارضة إلي قطع الطريق علي أردوغان الذي أعلن في مارس الماضي تقريب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية من نوفمبر2019 إلي24 يونيو.2018 ويقتصر التحالف بين الأحزاب الأربعة علي الانتخابات التشريعية, ولاسيما أن ثلاثة منها قررت تقديم مرشحين حزبيين للانتخابات الرئاسية التي تنظم بالتزامن مع البرلمانية. ويعتبر حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد الغائب الأكبر عن هذا التحالف, بينما أطلق حملته الانتخابية أمس الأول بإعلانه رسميا ترشيح رئيسه السابق صلاح الدين دميرطاش للرئاسة رغم أنه مسجون منذ أكثر من عام ونصف العام. وفي المقابل, تحالف حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان, وصاحب أكبر كتلة نيابية منذ16 عاما, مع حزب الحركة القومية لخوض الانتخابات المبكرة. ويكتسب الاقتراع المزدوج الرئاسي والتشريعي أهمية كبيرة لأنه يدشن بدء سريان معظم الإجراءات التي تعزز سلطات رئيس الجمهورية بعدما أقرت بسبب الاستفتاء الدستوري في أبريل.2017 ويبدو أن الحملة الانتخابية ستكون حامية إذ إن المعارضة اختارت مرشحين مفوهين ومشاكسين لمواجهة أردوغان وحزبه. وأعلن حزب الشعب الجمهوري ترشيح محرم إينجه النائب البارز المعروف بخطبه النارية والحماسية لمنافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المبكرة; وافتتح إينجه حملته أمس في يالوفا في شمال غربي البلاد, لكن وسائل الإعلام الرسمية تجاهلته, بينما تنقل خطابات أردوغان كاملة بشكل مباشر.