بيروت امستردام وكالات الأنباء: دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أمس اللبنانيين الي تفويت الفرصة علي الراغبين في دفع البلاد نحو الفتنة. وقال ميقاتي في كلمة نقلها التليفزيون بعد ساعات علي صدور قرار الاتهام المتعلق باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري: اننا اليوم أمام واقع مستجد يتطلب منا مقاربة واعية ومدركة نضع فيها مصلحة البلاد العليا وسلمنا الاهلي ووحدتنا الوطنية وحرصنا علي معرفة الحقيقة فوق كل اعتبار. واضاف سنتعاطي بمسئولية وواقعية مع هذا الحدث انطلاقا من ان القرارات الاتهامية ايا كان مصدرها ليست احكاما وان الاتهامات تحتاج الي ادلة دامغة لا يرقي اليها الشك وبان كل متهم بريء حتي تثبت ادانته. ورحب سعد الحريري رئيس وزراء لبنان السابق ونجل رفيق الحريري بصدور لائحة الاتهام التي طال انتظارها ووصف الحدث بانه لحظة تاريخية ودعا الحكومة الي التعاون مع المحكمة. ولم يكشف ميرزا عن مضمون لائحة الاتهام ولكن وسائل الاعلام اللبنانية قالت انه يعتقد ان القرار يوجه الاتهام الي أربعة اعضاء بحزب الله بالتورط في التفجير الذي وقع في بيروت في14 فبراير عام2005 واودي بحياة رفيق الحريري و22 آخرين. في غضون ذلك, أكدت مصادر حزب الله أنه سيكون للحزب موقف مناسب من القرار الاتهامي للمحكمة الدولية في الوقت المناسب. وأوضحت المصادر لموقع النشرة الاخباري اللبناني أن الحزب لم يحدد بعد شكل ما اذا كان سيصدر عن الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله مشيرة الي ان الحزب يدرس الأمور حاليا. من ناحية ثانية, وصف حزب الاتحاد التوقيت الذي صدر فيه القرار الاتهامي بالتوقيت المشبوه الذي يعبر عن تسييس فاضح ومكشوف للجهات التي تقف خلف المحكمة الدولية. وطالب الحزب باعادة النظر في علاقة لبنان بالمحكمة وسحب القضاة اللبنانيين ووقف تمويلها... وناشد الجماهير الوطنية والعروبية في لبنان اليقظة والحذر من استهدافات القرار الاتهامي لطعن المقاومة وتحويل لبنان إلي ساحة صراع مفتوحة. من جانبها, قالت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ان الاسماء الواردة في قرار الاتهام الذي اصدرته في قضية اغتيال الحريري ستظل سرية مؤكدة ان القرار ارسل الي السلطات اللبنانية. وقالت المحكمة ان تأكيد قرار الاتهام واصدار أوامر قبض يعني ان قاضي التحقيق دانييل فرانسين مقتنع بوجود ادلة كافية للانتقال بالقضية الي مرحلة المحاكمة. وقالت المحكمة انها لن تعلق علي الاسماء الواردة في قرار الاتهام. واضافت في بيان قرر القاضي فرانسين فعلا بقاء قرار الاتهام في نطاق السرية لمساعدة السلطات اللبنانية في القيام بواجبها القبض علي المتهمين. في غضون ذلك, ذكرت فضائية أخبار المستقبل اللبنانية أن وفدا من المحكمة الدولية سيتوجه الي سوريا لابلاغ السلطات هناك بأسماء المتهمين السوريين في الجريمة. وأكدت المحطة المملوكة لرئيس الوزراء السابق سعد الحريري تورط عدد من السوريين في جريمة اغتيال رفيق الحريري. ورحب أهالي منطقة الطريق الجديدة في بيروت ذات الاغلبية السنية الموالية لتيار المستقبل بصدور القرار الاتهامي عن المحكمة الدولية باطلاق المفرقعات ابتهاجا بهذا القرار. وأفادت وسائل الاعلام اللبنانية من ناحيتها أن الشخص الوارد اسمه في القرار الاتهامي للمحكمة الدولية سليم عياش هو المسئول عن الخلية التي نفذت اغتيال الحريري. وأشارت الي ان مذكرات الاعتقال التي تضمنها القرار الاتهامي بحق أربعة اشخاص ليست وحدها في دائرة الاتهام وانما هناك اسماء متهمين آخرين للبنانيين وسوريين. وذكرت ان وفد المحكمة الذي سلم المدعي العام قرار الاتهام من فريق عملها في لبنان ولم يحضر من الخارج. وعرضت السيرة الذاتية لكل من مصطفي بدر الدين وسليم عياش اللذين تسرب اسميهما باعتبارهما متهمين في القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الحريري. وبحسب وسائل الاعلام فإن سليم جميل العياش هو أحد كوادر حزب الله ويتردد أنه يحمل الجنسية الأمريكية وقد ورد اسمه في تقرير مجلة دير شبيجل حول القرار الاتهامي الذي نشرته المجلة قبل عدة اشهر. أما مصطفي أمين بدر الدين فانه قريب للمسئول العسكري في حزب الله عماد مغنية.