سجلت الأسواق العالمية هبوطا حادا أمس انطلاقا من نيويورك, التي انخفض مؤشرها بنحو5%, وهو أدني هبوط يومي منذ2011, وصولا إلي بورصة طوكيو التي هوت أمس لأكثر من4%. وتشهد الأسواق موجة بيع واسعة بفعل مخاوف المستثمرين من التضخم واحتمال تراجع الاقتصاد الأمريكي, في الوقت الذي ارتفعت فيه معدلات الفائدة علي السندات الحكومية الأمريكية بسرعة كبيرة. ونشرت صحيفة إيه بي سي الأمريكية تقريرا عن الهبوط الحاد في أسواق الأسهم الأمريكية تحت عنوان السقوط العظيم, مشيرة إلي أن انهيار وول ستريت أدي إلي خسارة اغني أغنياء العالم أكثر من115 مليار دولار في يوم واحد, مشيرة إلي ان هذا الهبوط ليس الأسوأ بل الأسوأ قادم لا محالة, وهو ما يعزز عدم ثقة المستثمرين في الاقتصاد الامريكي خاصة وان الهبوط يمكن ان يستمر لمدة25 يوما. وأنهي مؤشر داو جونز جلسة في بورصة وول ستريت منخفضا بنسبة4.6% إلي24345.75 نقطة في حين, هبط مؤشر ستاندرد آند بورز500 بنسبة4.10% ليغلق عند2648.94 نقطة. وبذلك سجل المؤشران أكبر هبوط ليوم واحد منذ أغسطس2011 ليفقدا معظم المكاسب التي حققاها منذ إعلان خفض الضرائب في الولاياتالمتحدة العام الماضي. وللمرة الأولي منذ دخول دونالد ترامب البيت الأبيض, قبل13 شهرا تقريبا, تهوي بورصة وول ستريت بهذا الشكل, وتبعتها طوكيو وهونج كونج ولندن, وكان لهذا التراجع في الأسهم والبورصات العالمية تأثير كبير علي أمريكا داخليا, وعلي مستوي عدد من اقتصادات الدول الكبري. وجاء انهيار البورصات عالميا مدفوعا بمخاوف قادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية وحسابات مؤشرات الأسهم القوية في نيويوركوطوكيو ولندن, التي عانت من خسائر حادة ومخاوف من جانب مستثمرين, ارتفعت لأعلي درجة لها منذ عامين. وتراجعت الأسهم في أسواق أوروبا وآسيا, أمس, وانخفض مؤشر نيكي الياباني ل4.7%, وتراجعت أسهم هونج كونج5%, ومؤشر فوتسي100 ببورصة لندن3%, وقد تبع الانخفاض الحاد السابق يوم مرعب للمستثمرين في أمريكا, إذ انخفض مؤشر دو الصناعي لأكثر من1.175 نقطة أو4.6%, وهو أكبر انخفاض له في يوم واحد. ومن الطبيعي أن يؤثر انهيار بورصة وول ستريت علي سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية الاقتصادية, لهذا من المتوقع أن يعمل الاتحاد الفيدرالي علي رفع معدلات الفائدة بأسرع مما كان مخططا له, متأثرا بتقرير الوظائف الأمريكي الذي أظهر نمو الرواتب, ما يعني معدلات أسرع للتضخم. ويمثل انهيار البورصة ايضا صدمة كبيرة لترامب وإدارته, خاصة أنه يقدم نفسه دوما باعتباره الناجح في رفع أسعار الأسهم الأمريكية, وعلي الرغم من ذلك طمأن البيت الأبيض الامريكيين, واصفا اقتصاد أمريكا بالأقوي, مدللا علي ذلك بانخفاض البطالة وارتفاع الرواتب للعمال, التي أصبحت مرتفعة بشكل استثنائي, بجانب تدني مستوي البطالة. كما هبط المؤشر ستوكس600 الأوروبي بنسبة1.6% ليغلق عند أدني مستوي منذ منتصف نوفمبر2017 في سادس جلسة علي التوالي من الخسائر, فيما أغلق مؤشر ستوكس لأسهم منطقة اليورو منخفضا بنسبة0.6%. وسجلت بورصة موسكو تراجعا طفيفا, حيث انخفض مؤشرهاMICEX للأسهم المقومة بالروبل عند التسوية بنسبة0.22% فيما تراجع مؤشر الأسهم المقومة بالدولارRTS بنسبة0.71%. وفي اليابان, تراجعت بورصة طوكيو بأكثر من4% عند افتتاح جلسة التداولات لتلحق بنظيرتها الأمريكية,كما تراجعت بورصة هونج كونج بحوالي4% في حدث غير مسبوق, ففي الدقائق الأولي للتداولات خسر مؤشر هانج سنج الرئيسي3.77% من قيمته أي1216.56 نقطة مسجلا31028.68 نقطة. أما في الصين, فقد خسر مؤشر شانجهاي المجمع1.99%(49,69 نقطة), مسجلا3418.01 نقطة في حين خسر مؤشر شنزن المجمع1.95% مسجلا1771.08 نقطة. وتستمر موجات البيع الضخمة للأسهم في البورصات العالمية, متأثرة بانخفاض المؤشرات الأمريكية التي بدأت الأسبوع الماضي, عقب صدور تقرير في الولاياتالمتحدة بشأن الوظائف. فقد أثار هذا التقرير توقعات بأن قوة الاقتصاد بلغت درجة يحتاج معها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلي رفع معدلات الفائدة بطريقة أسرع مما كان متوقعا. وبدأت موجة البيع الضخمة للأسهم في بورصة الولاياتالمتحدة, الجمعة الماضية, عندما أصدرت وزارة العمل الأمريكية بيانات التوظيف, التي أظهرت نموا أكبر من المتوقع في الأجور. وتحرك المستثمرون, جراء التغير في التوقعات بشأن الاقتصاد الأمريكي وبالتالي العالمي, وما يعنيه ذلك بالنسبة لتكلفة الاقتراض.