تعيش المستشفيات الجامعية بالمنصورة حالة مأساوية فما بين قوائم انتظار شهور و سنوات و نقص كبير في بعض الأدوية و المستلزمات الطبية, وعجز الموازنة عن سد احتياجات المستشفي والمواطنين لتوسعتها مما يسبب زحام و تكدس للمرضي و خاصة بالأقسام الداخلية في مستشفي الطوارئ التي يقع بجوارها مبني مهمل للصحة تطالب بضمه للتوسعة كحل للمشكلة.. إلي جانب نقص العناية المركزة علي مستوي المحافظة و التي من الممكن إنهاؤه بمستشفي الباطنة في حال توافر الميزانية اللازمة.. ويرجع البعض أسباب الأزمة إلي ضعف الميزانية المرصودة لتلك المستشفيات الملحقة بالجامعة و هي مستشفي الجامعة و الطوارئ و المستشفيات التخصصية مثل الباطنة و الأطفال والجهاز الهضمي و الكلي و العيون و التي هي في الأصل مؤسسة تعليمية و تتلقي تلك المستشفيات التبرعات من المجتمع المدني للمساعدة في حل مشاكل المرضي. قالت ريهام صابر- مواطنة-17 سنة: انأ كمريضة أواجه صعوبات في ظل نقص الأجهزة الإشعاعية حيث اعاني ورم بالغدة الدرقية و ننتظر كثيرا للعجز في توفير اليود المشع, و احتاج في الجرعة الواحدة من80 مللي إلي100 مللي بسعر1000 جنيها علي نفقه الدولة أو التامين الصحي, بينما يصل ثمن تلك الجرعة بالخارج7 الاف جنيه.. ولكن الأدوية غير متوافرة. وتابع محمد صلاح مواطن- ان المستشفي تعاني من تكدس المرضي, فعلي الرغم من حهود الفريق الطبي والتمريض والعاملين المتواصل إلا أن هناك زيادة مطردة في عدد المرضي مما استوجب حتمية توسعة المستشفي لتسع هؤلاء المرضي و لتقدم لهم الخدمة الطبية اللازمة, فنحن كمرضي ننتظر حتي تفتح المستشفي أبوابها حتي نبتعد عن مستشفيات وزارة الصحة وإهمالها. زرع النخاع و تساءل خضر بصل- موظف- لم لا يتم إنشاء وحدة لزرع النخاع بالمستشفي لحل مشاكل آلاف المرضي الذين يعانون من أمراض الدم و السرطان حيث انه يتم تحويل المريض إلي معهد ناصر أو معهد الأورام القومي بالقاهرة و نتكلف بصورة يوميه تكاليف سفر و إرهاق.. ألا يكفينا معاناة المرض المعنوية والنفسية؟ تعجيزية وأضاف رضا عيسي سائق- هناك طلبات تعجيزية للأطباء و فوق طاقة المرضي مثل أدوية التخدير غير المتوافرة حتي في كبري الصيدليات, فضلا عن سوء المعاملة من التمريض و العمال خاصة عمال المصاعد و إجبار المرافقين علي ارتداء ذلك الزي البالي و كما ننتظر كثيرا حتي يتم سحب عينات الدم و التي تتم أكثر من مرة دون تحليلها مما يؤدي لتجلطها. و يقول محمد حسن- طبيب- أن هناك ضغط شديدا علي الطوارئ فالأطباء لا يكادون يلتقطون أنفاسهم حتي يدخل مريض أخر ولكننا نعمل بنظام( الشاطرة تغزل برجل حمار) فالمستشفي تتهالك يوما بعد اليوم بسبب التكدس الشديد ولولا ظروف البلاد لقام الأطباء بالإضراب عن العمل مطالبين بالتوسعة فالمرضي لا يجدون مكانا للكشف فنحن نريد توسعة في نفس محيط المستشفي حتي لا يشتت الأطباء هنا وهناك. فيما يؤكد الدكتور تامر يوسف- مدير المستشفي الجامعي- إن مستشفي الجامعة هي الوحيدة التي تقدم كافة الخدمات للمرضي مجانا في ظل ارتفاع أسعار الدواء و المستلزمات فلدينا24 قسما منهم7 أقسام للجراحة, و بالفعل يوجد نقص شديد في ميزانية الأدوية وهناك مناقصات يجب أن يعاد طرحها و تشمل أدوية و مستلزمات و محاليل و نلجأ لقبول التبرعات و لكنها ضعيفة جدا قياسا بأسعار أجهزة جراحه القلب و الصدر, و في قسم علاج الأورام, نحتاج إلي جهازين للعلاج بالإشعاع و ثمن الجهاز الواحد5 مليون جنيها ونستقبل سنويا404 ألف مريضا للعيادات الخارجية و60 ألف مريضا للدخول السنوي و لدينا قوائم انتظار للعمليات الجراحية. 6 محافظات و يضيف الدكتور محمد حجازي مدير مركز الأورام إن المركز يستقبل مرضي من6 محافظات و سعته500 سرير و بمعدل تردد تخطي ال150 ألف مريض سنويا بحسب إحصائيات عام2017, ويضم جميع التخصصات الطبية العلاجية والجراحية والتشخيصية لمرضي الأورام للكبار والأطفال. مشيرا إلي أنه جاري تنفيذ مشروع كبسولات زرع النخاع بالدور11 بمساهمة المجتمع المدني والذي تقدر تكلفته45 مليون جنيه, فتلك الكبسولات من الإجراءات الطبية المهمة لعلاج مرضي الدم والسرطان فهناك166 مريضا يحتاجون لزراعه نخاع العظام سنويا كعلاجا جذري للعديد من هذه الأمراض المستعصية, فضلا عن تطوير الدور السابع المخصص لوحدة أورام الأطفال و تطوير وحدة العمليات الكبري لتعمل بنظام الكبسولات الجراحية و هو أفضل نظام جراحي في العالم, كما يشهد قسم علاج الأورام و الطب النووي حالة من التكدس لعدم توافر بعض العناصر الأساسية لعلاج المرضي مثل اليود المشع و نقص الأجهزة اللازمة للعلاج نظرا لتكلفتها العالية. عجز30 مليون جنيه و أوضحت الدكتورة ماجدة علام رئيس القسم إن تكاليف العلاج باهظة فالمريض يتلقي علاجه بالقسم علي مدي سنوات عمره, و قسم الطب النووي يعالج مرضي أورام الغدة الدرقية باليود المشع و فحوصات من خلال المسح الذري للعظام لاكتشاف انتشار الأورام, و لدينا عجز30 مليون جنيها بالميزانية مما تسبب في قوائم انتظار طويلة و القسم في أمس الحاجة إلي جهاز التماثل وجهاز معجل خطي كبير. وكذ يوضح الدكتور سمير عطية مدير مستشفي الطوارئ أن المستشفي تستقبل علي مدار3 أيام من1000 إلي1500 حالة بالمستشفي علي مدار24 ساعة, حيث تزداد الحوادث بفصل الصيف وبحسبة بسيطة نجد أننا نتعامل مع50 حالة في الساعة من كافة أنحاء الجمهورية, كما نقوم بإجراء8000 عملية سنويا وهذه العمليات الجراحية مختلفة ومتنوعة, وهناك تصورات وحلول عديدة لحل تلك المشكلة لتقديم خدمه مثاليه للمريض, أولها أن نقوم بفتح أبواب المستشفي علي مدار الأسبوع الا اننا حينئذ سنواجه مشكله قلة الأسرة, وسيضطر المرضي إلي النوم علي مراتب علي الأرض.والحل الثاني هو تقليل عدد المرضي أو توسعة المكان, ولأنه من الصعب منع المرضي من العلاج بالمستشفي, ووجدنا أن الحل هو التوسعة, حيث يوجد بجوار المستشفي مبني يتبع وزارة الصحة غير مستغل( تدريب تمريض) عبارة عن طابقين ومساحته1300 متر, و أجرينا دراسة جدوي في حال الموافقة علي ضمه إلي الطوارئ و أسفرت عن حاجتنا إلي300 مليون جنيها للبناء والتجهيزات, و نناشد رئيس الوزراء لتخصيص هذا المكان لتوسعة مستشفي الطوارئ, فهذا الأمر سيعود بالمنفعة علي المرضي, وفي الوقت نفسه نعمل علي زيادة سعة الاستقبال من غرف كشف و غرف للأشعة, وبالحصول علي تلك القطعة من الأرض سنبني ملحق بالمستشفي مكون من خمسة ادوار وسيتم تزويده بسته غرف للعمليات وبذلك نستطيع أن نستقبل200 مريض آخرون بالقسم الداخلي ولا يضطر المرضي إلي النوم علي الأرض. موضحا ان المستشفي في وضعها الحالي لا تسع سوي300 مريضا حسب تقييم وفد من الأطباء الفرنسيين, فلدينا8 غرف كشف فقط و دورين للاستقبال في الدور الأول والدور الأرضي الذي نطلق عليه استقبال الفرز والتجنيب الذي خصصنا به غرفتان للكشف وغرفه للجبس وغرفة للجراحات البسيطة وغرفة للأشعة العادية, ومن تكون حالته خطرة يتم نقله إلي الاستقبال بالدور الأول, حيث يتواجد به8 غرف للكشف وغرفتين للحالات الحرجة( الإفاقة) لأمراض الباطنة والحوادث وغرفة للجراحات البسيطة و جهازين للأشعة المقطعية والأشعة العادية. و في مستشفي الباطنه التخصصي تقوم حاليا تقوم إدارة المستشفي علي إنهاء الأعمال بالمبني الجديد الملحق والذي سيحل مشكلة قوائم الانتظار للعنايات المركزة, و تستقبل المستشفي شهريا7000 حالة دخول و8000 حالة مناظير و2500 حالة قسطرة تشخيصية و علاجية للقلب المبني الملحق الجديد و المقرر أن يضم350 سرير جديد لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المرضي. و تعلق الدكتورة مها ماهر مدير المستشفي علي ذلك بان مستشفي الباطنة لها وضع خاص و هي تستقبل الحالات الحرجة جدا حيث تستقبل حالات الغيبوبة و قصور الشريان التاجي و قسطرة القلب, وأن مشكلة المبني الجديد تتلخص في توفير مبلغ70 مليون جنيه حتي يتم الطرح و قد خاطبنا وزارة التخطيط للدعم و نخاطب المجتمع المدني للمساهمة في إنهاء المبني الذي يتكون من9 طوابق.