حالة من الألم والمرارة تنتاب زائري مستشفي الطوارئ بالمنصورة التي بنيت كصرح تعليمي لطلاب الطب بجامعة المنصورة أصبحت تعاني تكدس المرضي فعلي الرغم من مجهودات الفريق الطبي والتمريض والعاملين المتواصل إلا أن زيادة أعداد المرضي يحول دون تقديم الخدمة الطبية اللازمة حيث تستقبل المستشفى المرضي مختلف أنحاء الجمهورية وتفتح أبوابها ثلاثة أيام في الأسبوع للحالات الطارئة مما استوجب حتمية توسعة المستشفي لتسع هؤلاء المرضي ولتقدم لهم الخدمة الطبية اللازمة. يقول الدكتور وائل خفاجي، أستاذ الجراحة ورئيس وحدة القولون ومدير مستشفي الطوارئ، نستقبل أيام الأحد والثلاثاء والخميس من 1000 إلي 1500 حالات بالمستشفي علي مدي 24 ساعة حيث تزداد الحوادث بفصل الصيف وبحسبه بسيطة نجد إننا نتعامل مع 40 إلي 50 حالة في الساعة من مختلف أنحاء الجمهورية كما نقوم بإجراء 8000 عملية سنويا وهذه العمليات الجراحية مختلفة ومتنوعة ومن اخطر الجراحات مثل قسطرة المخ والأطراف والأوردة والشرايين علي الرغم من أن وفد من الأطباء الفرنسيين كانوا في زيارتنا وجاء تقييمهم للمستشفي بأنها لا تسع سوي 300 مريض. مشيرا إلي أن هؤلاء المرضي يخضعون للكشف في 8 غرف كشف فقط موزعين علي دورين الأرضي الذي نطلق عليه استقبال الفرز والتجنيب خصصنا به غرفتين للكشف وغرفة للجبس وغرفة للجراحات البسيطة وغرفة للأشعة العادية ومن تكون حالته خطيرة يتم نقله الي الاستقبال بالدور الأول حيث يوجد به 8 غرف للكشف وغرفتين للحالات الحرجة "الإفاقة" الأمراض الباطنة والحوادث وغرفة للجراحات البسيطة وجهازين للأشعة المقطعية والأشعة العادية ويتم حجز مصابوا الحوادث هنا ولكن حالات الباطنة يتم نقلها إلي مستشفيات الجامعة الأخرى بعد توقيع الكشف عليها. ويضيف استغلينا كل شبر بالمستشفي ولم تعد هناك سعه أخرى حتى نستغلها كما أننا قمنا أخيرا ببناء الدور السابع بالمستشفي. ويقول الدكتور اليماني - فودة أستاذ الجراحة ومدير الاستقبال بالمستشفي - نعترف أننا نواجه مشكلة خطيرة تتمثل هي أن عدد المرضي يفوق أطقم الأطباء العاملون بالمستشفي فتلقي 50 حالات بالساعة عدد كبير جدا فلا نستطيع أن نقدم لهم الخدمة المثالية فلا سعة المكان تستوعب هؤلاء المرضي ولا طاقم الأطباء والتمريض والعمال فلدينا عدد كبير من الأطباء وغيرهم تحتاج فقط المكان للعمل وهناك تصورات وحلول عديدة لحل تلك المشكلة لتقديم خدمة مثالية للمريض أولها أن نقوم بفتح أبواب المستشفي علي مدي الأسبوع إلا أننا نواجه مشكلة قلة الأسرة مما يضطر المرضي إلي النوم علي مراتب وحق دستوري لكل مريض أن ينام علي سرير وعندما نتحدث بشكل علمي فإننا كمستشفي تعليمي ليس دورنا العلاج لكل الحالات بل ننتقي الحالات التي نحتاجها للتعليم ولكننا مضطرون إلي استقبال كل المرضي والحل الثاني هو تقليل عدد المرضي أو توسعة المكان فنحن لا نستطيع منع المرضي من العلاج بالمستشفي فبعد بحث وتفكير وجدنا أن الحل هو التوسعة فبجوار المستشفي مبني يتبع وزارة الصحة"تدريب تمريض" عبارة عن طابقين ومساحته 1300 متر وقد أجرينا دراسة جدوي في حال الموافقة علي ضمه إلي الطوارئ والتي أسفرت عن حاجتنا إلي 300 مليون جنيه للبناء والتجهيزات وهو مبني غير مستغل لذلك نناشد رئيس الوزراء لتخصيص هذا المكان لتوسعة مستشفي الطوارئ حيث أن هذا الأمر سيعود بالمنفعة علي المرضي فنحن نريد زيادة سعة الاستقبال من غرف كشف وغرف للأشعة وبالحصول علي تلك القطعة من الأرض سنبني ملحق بالمستشفي مكون من خمسة ادوار وسيتم تزويده بسته غرف للعمليات وبذلك نستطيع أن نستقبل 200 مريض آخرون بالقسم الداخلي ولا يضطر المرضي إلي النوم علي الأرض ولقد خاطبنا وزير التعليم العالي ليخاطب بدوره وزارتي التخطيط والصحة هيئة والمساحة وقد وافقت وزارة التخطيط علي الفور ومازال الأمر لم يتم البت فيه مع باقي الوزارات ووزارة التخطيط دائما ما تدعمنا فقد تم دعمنا العام الماضي بمبلغ 13 مليون جنيه لأجهزة الأشعة المقطعية والتعقيم والغسالات والآلات وتربيزات وكشافات الغرف ومستلزمات الجراحة. فيما يقول مصدر رفض ذكر اسمه بمديرية الصحة أن هناك مباني تحت الإنشاء بصحة الدقهلية بقيمة 600 مليون جنيه فضلا عن مستشفيات التكامل التي بناها وزير الصحة الأسبق الدكتور إسماعيل سلام وأغلقها خلفه الدكتور حاتم الجبلي والتي يسكنها الآن الفئران وتم صرف ملايين الجنيهات عليها وهي غير مستغلة كما إن نسبة الإشغال بمستشفيات الصحة لا تتجاوز ال40% حسب تصريحات وزيرة الصحة السابقة.