في أحضان أهرامات الجيزة، وفي قلب التاريخ الذي صنعه الفنان المصري من قديم الزمان، يرتفع الآن إلي سماء الدنيا ملامج متحف مصر العملاق أو المسمي «المتحف الكبير»، وقد بدأت بشائر إشعاعات الدفعة الأولي من كنوز الملك الذهبي «توت عنخ آمون» وقدرها كما شرح الدكتور المهندس طارق توفيق المشرف العام علي المتحف ألف وخمسمائة قطعة لم يسبق عرضها، حيث كانت داخل مخازن الآثار، وقد وصلت بالفعل الي مركز الترميم الذي تم انشاؤه في الطابق السفلي من المتحف، وبدأت أيدي شباب المرممين من أبناء وأحفاد الفراعنة صناع هذا المجد.. بدأت في ترميم وصيانة هذه التحف تمهيدا لعرضها.. وتستقبل خلال أيام مجموعة أخري قدرها 1500قطعة من كنوز الملك توت هي أيضا كانت مخبأة داخل مخازن الآثار، ليصبح إجمالي القطع ثلاثة آلاف قطعة من تحف توت عنخ آمون البالغة 4500قطعة، أما باقي القطع وهي المعروضة الآن داخل متحف التحرير، فقد تقرر أيضا نقلها خلال أيام لوضعها مع جميع آثار هذا الملك داخل اكبر صالة عرض في كل متاحف الدنيا، والتي تصل مساحتها الي 7 آلاف متر مربع، والتي سوف تذهل الدنيا بأكملها، بما تحتويه من كنوز ذهبية نادرة صنعها الفنان المصري القديم، في هذا الزمن المبكر، للملك الصغير صاحب السنوات الثمانية عشرة، والذي غادر الحياة في هذا العمر المبكر، وأصبحت حياته القصيرة الذي تولى فيها حكم مصر وعمره 9سنوات ثم وفاته الغامضة، وكذلك مجموعة كنوزه وآثاره، ومقبرته الشهيرة وحكاية اكتشافها وسرقة بعض محتوياتها، كل تلك المعلومات تشغل أسطورة كتبها العالم.. وسوف تكون «الفاكهة» المميزة داخل متحف مصر الكبير فوق هضبة أهرامات الجيزة. في موقع مساحته 491 الف م2 (117فدان) والذي صمم ليكون أكبر المراكز المتحفية في العالم، وأكبر متحف آثار في العالم علي الاطلاق والذي يعرض آثار عصور ما قبل التاريخ حتي العصر اليوناني الروماني، وينفرد بعرض كنوز الملك توت عنخ آمون، وتقول تصميماته كما يضيف د.طارق توفيق أنه سوف يضم 100ألف قطعة أثرية للعرض المتحفي وينتظر أن يصل عدد الزائرين من 5 الي 8 ملايين زائر سنويا. ويهدف هذا الفرح الحضاري الي انشاء مركز عالمي رفيع المستوي للآثار المصرية القديمة يقدم للزائرين بشكل شيق، سيكون له تأثير بالغ في الارتقاء بدراسات الآثار الأكاديمية ومجالات ترميم وصيانة الآثار، وكذلك الاسهام في تطوير المنطقة العمرانية المحيطة والارتقاء بها. ويضم مركزا متحفيا للطفل للتعليم والتوعية بتاريخ مصر القديمة.
وتقول تقارير متابعة أعمال البناء في المتحف الكبير أنه تم إنجاز 24% من المشروع ويتوقع الانتهاء من الأعمال الأنشائية عام 2017 والافتتاح 2018، ولحين موعد الافتتاح سوف تنقل كنوز توت عنخ آمون بعد ترميمها داخل مركز في المبني الجديد مجهزة بأحدث وسائل التخزين العالمية وملحق بمركز الترميم.. أما المومياء الخاصة بالملك، فإنها سوف تبقي في مقبرته بالبر الغربي بالأقصر، حيث تستقبل الآن الزائرين من السياح.
وقد تقرر أيضا عدم عرض مومياوات ملوك مصر داخل المتحف الكبير بالهرم، وأن يتم عرضهما جميعا في صالة خاصة لملوك مصر الفرعونية داخل متحف الفسطاط الذي يتم الانتهاء من انشائه خلال هذا العام.