لا تزال أصداء الاحتجاجات في إيران في أوجها, تنتقل من الشارع المنتفض إلي خلف الأبواب الموصدة في البرلمان تارة لاحتواء المشهد المتفاقم بدون سياسات تعيد إنتاجه بما هو أسوأ, وعلي الموائد السياسية تارة أخري حيث ذروة التناقض في الخطاب السياسي الرسمي, فالمرشد الأعلي علي خامنئ مصر علي موقفه المعادي للمحتجين واعتبارهم عملاء للخارج الذي يتآمر علي الجمهورية الإسلامية خاصة الولاياتالمتحدة وبريطانيا, في مقابل الرئيس روحاني الذي وعد بإصلاحات اقتصادية خلال فترة حكمه الثانية لم تتحقق, فجرت تلك الانتفاضة في المقام الأول قبل أن تجر قائمة الأوضاع السياسية التي يرفضها المحتجون خاصة التمدد الخارجي لإيران في الإقليم بما يشكله من تكاليف وأعباء شاملة علي الداخل, فإن روحاني قفز إلي الشأن السياسي معتبرا أن هناك أزمة سببها ذلك الجيل القديم الذي يسيطر علي مقاليد الأمور ولا يفهم احتياجات ذلك الجيل الشاب الذي انتفض. وأيضا كانت وجهات النظر بين هذا أو ذاك فلا شك أن التظاهرات الحالية تضاف إلي رصيد متنام للمعارضة الإيرانية للنظام وسلوكه في الداخل والخارج.