تمتد مساحة الدول العربية إلي ما يقرب من14 مليون كيلو متر مربع, ممثلين لعدد22 دولة عربية ما بين قارتي آسيا وأفريقيا, وتشتمل الدول العربية علي كثافة سكانية تصل إلي حوالي400 مليون نسمة, فنحن ثاني أكبر المساحات الإقليمية عالميا بعد روسيا, ونحتل المرتبة الرابعة عالميا بعد الصين والهند والاتحاد الأوروبي من حيث الكثافة السكانية. وبالتالي نحن قوة لا يستهان بها من حيث المساحة وعدد السكان. ودعما لقوتنا العربية, وتدعيما لأواصر الترابط فيما بيننا, فقد تم التفكير في إنشاء جامعة الدول العربية عام1944, حيث دعا رئيس الوزراء المصري مصطفي النحاس كلا من رئيس الوزراء السوري جميل مردم بك ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة لها, وكان هناك اقتراح بأن يسمي هذا التجمع ب الاتحاد العربي, إلا أن مصر اقترحت أن يطلق عليه مسمي جامعة الدول العربية تماشيا مع وحدة اللغة العربية التي تجمع شعوبنا, وبالفعل تم الاتفاق علي هذا المسمي ليتم الإعلان عن إنشاء جامعة الدول العربية بحلول عام1945, وقبل قيام منظمة الأممالمتحدة بعدة أشهر. وبالتالي فنحن قوة لا يستهان بها من حيث اللغة والفكر والميول العقائدية. ومع الإعلان عن قيام جامعة الدول العربية, تم تحديد مجموعة من الأهداف التي ستسعي الجامعة إلي تدعيمها, وتضم تلك الأهداف كل من العمل علي تعزيز البرامج السياسية والبرامج الثقافية والإقتصادية والإجتماعية, والتنسيق فيما بين الدول الأعضاء, كما ستعمل الجامعة علي التوسط في حل النزاعات التي قد تنشأ بين دولها, أو النزاعات بين دولها وأطراف ثالثة, وفي ذلك الشأن فقد وقعت الدول الأعضاء علي اتفاق الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي في13 أبريل1950, دعما لجهود التنسيق العسكري والاقتصادي بين دولنا العربية الأعضاء. ولم تغفل جامعة الدول العربية الجهود الثقافية والتعليمية, فتم إنشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم( أليسكو), ويذكر لتلك المنظمة أن من أهدافها هو القيام بدور فعال في صياغة المناهج الدراسية, والنهوض بدور المرأة في المجتمعات العربية, وتعزيز رعاية الطفولة, وتشجيع برامج الشباب والرياضة, ومكافحة المخدرات, والحفاظ علي التراث الثقافي العربي, وتعزيز التبادلات الثقافية بين الدول الاعضاء. وبالتالي فنحن قوة لا يستهان بها في مجال الريادة الثقافية وحقوق المرأة والاهتمام بالأطفال والشباب. وعلي الرغم من امتلاكنا لكل المقومات التي تؤهلنا لأن نكون قوة دولية عظمي, إلا أننا مازلنا في مفترق الطرق, ولم نصل إلي ما نأمله من مكانة عالمية, ليس بقولي, ولكن بلغة الأرقام. فوفقا لتقديرات عام2017, نجد أن متوسط إجمالي الناتج المحلي للدول العربية مجتمعة وصل إلي حوالي4 تريليون دولار, بما يمثل نحو3% من إجمالي الناتج المحلي العالمي, كما بلغ متوسط حجم التجارة العربية إلي حوالي2 تريليون دولار, بما لا يتجاوز قيمة ال5% فقط من حجم التجارة العالمية. فعلي الرغم من إننا قد سبقنا الكثيرين في الدعوة إلي قيام وحدة إقليمية, إلا أن الكثيرين قد سبقونا في التنفيذ الفعلي, وعلي الرغم من إمتلاكنا لكل مقومات قيام الوحدة العربية, وافتقار الكثيرين لها, إلا إننا لم ننجح فيما وصلوا إليه من اتحاد. علينا أن نعيد لجامعة الدول العربية رونقها, وأن نعمل علي إحياء أهدافها ومبادئها السامية, فشاء من شاء وأبي من أبي فنحن قوة لا يستهان بها. [email protected]