عائلة سورية تعيش تحت الحصار, ليتحول منزل أم يزن التي تعيش هي وأبناؤها الثلاثة, إلي ملاذ آمن لهذه العائلة الصغيرة وجيرانها أيضا, حيث تحاول هذه المرأة القوية التي تجسد دورها الفنانة هيام عباس, حمايتهم من الحرب الدائرة بالخارج, في ظل تدمير القنابل للمباني, وتحويل القناصة إلي ساحات حرب, واقتحام اللصوص للمنزل وترويعهم, ورغم كل ذلك تسعي للحفاظ علي التوازن داخل المنزل الذي ترفض مغادرته رغم التحذيرات بخطورة الوضع. كانت هذه قصة فيلمinsyriate أو في سوريا والمشارك في المسابقة الرسمية بمهرجان القاهرة السينمائي, وسبق له أن حصل علي جائزة الجمهور في مهرجان برلين السينمائي; حيث عقدت ندوة بعد الفيلم أدارها الناقد أحمد شوقي, وبحضور منتج الفيلم, وبطلة العمل الفنانة اللبنانية دياماند أبو عبود, والتي قالت: إنها علي الرغم من كونها لبنانية إلا أنها لم تر أي مانع في تقديم عمل عن الأوضاع في سوريا, مشيرة إلي أن أحداث الحرب ليست غريبة عليها; حيث سبق وأن عاشتها من قبل في لبنان. وأضافت أن مشاركتها في الفيلم جاءت بترشيح من مخرج العمل البلجيكي فيليب فان ليو والذي كان يعمل كمدير تصوير في إحدي الأعمال التي تشارك بها, وبعد انتهاء التصوير بعام تحدث إليها ليخبرها بترشيحها للعمل, مشيرة إلي أنه تم تصوير الفيلم بالكامل بشقة في بيروت. وأوضحت أنه علي الرغم من كون المخرج بلجيكي الجنسية إلا أن ذلك لم يمنع من أنه نجح في أن يوصل الرسالة بشكل جاد وإنساني, فهي قضية إنسانية سورية عالمية, ويجب أن نكون سعداء في أن المخرج نجح في أن يقدم تفاصيل الشخصيات, رغم أنه لم يسبق له الذهاب إلي سوريا. وتابعت أن نجاح العمل يرجع لكونه انسانيا بعيدا عن السياسة ومختلف عن السائد, ومن هنا تكمن أهميته. بينما قال منتج العمل كريم مخلوف: إن المخرج البلجيكي حقق إنجازا, خاصة أن الفيلم ليس وثائقيا, لكنه كان حريصا علي القراءة عن سوريا وتأثر بالأوضاع, ورأي الأحداث بعينه والاستعانة أيضا بمستشارين سوريين, إلي أن قرر كتابة العمل ونجح في أن يصل بالرسالة. وأشار إلي أن المخرج فيليب صور فيلم لعائلة من الطبقة المتوسطة ولا تعرف أين زوجها, كما أن هناك عائلات متوسطة لديهم خادمات غير سوريات, وهو أمر ليس غريبا, وبالتالي كان وضع الخادمة في الفيلم طبيعيا. وحول حكي الفيلم من وجهة نظر نسائية قالت دياماند: إن هذا راجع إلي اختيار المخرج, وكانت وجهة نظره من وراء ذلك أن النساء تناضل للعائلة تتحملن مسئولية شئون المنزل, بينما يذهب الرجال للحرب.