محافظ بنى سويف يناقش مستجدات مشروعات المرحلة الأولى من "حياة كريمة" بمركز ببا    بنك مصر يخفض سعر العائد على شهادتى ادخار "القمة" و"إيليت" بالدولار الأمريكي    محافظ كفر الشيخ: تسهيلات غير مسبوقة للجادين بتقنين إجراءات التصالح    حزب الله يقصف "زوفولون" بالصواريخ ويتصدى لمحاولة تقدم قوات الاحتلال لميس الجبل    عصام عبد الفتاح: كلاتنبرج وبيريرا أثبتا فشل تجربة الأجانب مع لجنة الحكام    سلوت يستقر على بديل أليسون بيكر في ليفربول    جريمة غامضة.. تحقيقات موسعة لفك طلاسم العثور على جثة طفلة بالسلام    ضبط 2600 كيلو سكر تموين مدعم قبل بيعه فى السوق السوداء بالبحيرة    سقوط سيارة ملاكى من أعلى كوبرى أكتوبر وإصابة قائدها.. صور    وزارة التعليم: 3 نماذج لأسئلة امتحان كل مادة لاختبار شهر أكتوبر    توصيات الحوار الوطنى تتصدر أجندة "إعلام النواب" خلال دور الانعقاد الخامس    الفائز بجائزة نوبل فى الفيزياء يحذر من مخاطر الذكاء الاصطناعى    إيمان العاصى:نور الشريف طلب وضع اسم أحمد عز قبله بمسجون ترانزيت والأخير رفض    منشآت هيئة الرعاية الصحية بأسوان تستقبل وفدًا من منظمة الصحة العالمية    فالفيردي: مبابي أخرس الجميع.. وأشكر الله على وجوده معي بالفريق    بعد رحيله عن ليفربول.. يورجن كلوب يُحدد وجهته المقبلة    إحالة عدد من العاملين بمدرستين في الفشن ببني سويف للتحقيق    خبير اقتصادي: قرار حظر تدابير الدولار لاستيراد السلع الترفيهية "حماية للاحتياطيات الأجنبية"    إصلاح وتجديد.. خطة عاجلة لإنشاء خط طرد جديد 1200 مم بمياه أسيوط    مصر الخير تطلق 22 شاحنة مواد غذائية لأهالي شمال سيناء    تقلبات جوية حتى منتصف الأسبوع.. الأرصاد تكشف طقس الأيام المقبلة    مصرع سباك إثر سقوطه من الطابق الخامس أثناء عمله بالشرقية    الأقوى على مر التاريخ.. إعصار ميلتون يصل ولاية فلوريدا الأمريكية    برلماني: تفتيش حرب الفرقة السادسة رسالة مهمة للداخل والخارج    بينها مجلس للجامعات الأهلية.. 8 قرارات حكومية عاجلة في الاجتماع الأسبوعي    فيلم عصابة الماكس يحتل المركز السادس في منافسات شباك التذاكر    رحمة رياض تنضم لفريق لجنة تحكيم برنامج "X Factor"    بين الماضي والحاضر في الأهلي.. محمد رمضان الذي "لا يعرف إلا الأبيض والأسود"    «الصحة» تبحث تقوية نظام الترصد الوبائي باستخدام التحول الرقمي مع الأمم المتحدة    وائل جسار يعلن تأجيل حفله بمهرجان الموسيقى العربية    رئيسة قومي الطفولة تبحث مع مفوضية اللاجئين إنشاء فروع جديدة للمجلس    وزارة الصناعة توقع وثيقة تعاون مع منظمة العمل الدولية    "رحلة حامل".. تفاصيل مذكرة تفاهم ضمن مبادرة العناية بصحة الأم والجنين    أخبار الأهلي : 3 قنوات مفتوحة تنقل مباراة الأهلي والعين في إنتركونتيننتال    انطلاق برنامج البناء الثقافى لأئمة سوهاج.. صور    رئيس المركز الاعلامى لمبادرة ألف قائد: تأهيل شباب مسؤولية ولا غنى عن عودة المجالس المحلية    «العدل» يعلن إعادة الهيكلة واستحداث أمانات جديدة لتعزيز الأداء    أخبار الأهلي : صفقة تبادلية بين الأهلي وزد ..تعرف على التفاصيل    جامعة بنها تنظم قافلة طبية متخصصة في أمراض العيون بقرية بطا    فريدة الشوباشي: إسرائيل تكتب نهايتها بأيديها    ممثلة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين: نساء غزة يواجهن فظائع لا يمكن تحملها    وكيل زراعة الإسكندرية يتفقد منطقة آثار أبو مينا ببرج العرب لرصد المشاكل    بشرى سارة على صعيد العمل.. حظ برج الثور اليوم الأربعاء 9 أكتوبر 2024    لماذا رفضت منال سلامة دخول ابنتها أميرة أديب مجال الفن؟    تمنى وفاته في الحرم ودفنه بمكة.. وفاة معتمر مصري بعد أداء صلاة العشاء    الرمادي: اعتذرنا للزمالك لعدم بيع بيكهام.. وأخطأنا في رحيل خالد صبحي للمصري    جنود إسرائيليون فى رسالة تحذيرية: إما وقف إطلاق النار أو التوقف عن الخدمة    مسئول أممى: الجيش الإسرائيلى يهاجم لبنان بنفس الأساليب التى يستخدمها فى غزة    جيش كوريا الشمالية يعلن إغلاق الحدود مع كوريا الجنوبية بشكل دائم    المشاط: المنصات الوطنية ضرورية لترجمة الاستراتيجيات إلى مشروعات قابلة للتمويل وجاذبة للاستثمارات و"نُوَفِّي" نموذج عملي    محافظ أسيوط يتفقد مركز بني محمديات المتميز للخدمات الصحية للأم والطفل لبحث تشغيله ودخوله الخدمة    بالأسماء، السماح ل 21 شخصًا بالتنازل عن الجنسية المصرية    الحالة المرورية بشوارع وميادين القاهرة الكبرى.. الأربعاء 9 أكتوبر    أمين الفتوى: الوسطية ليست تفريط.. وسيدنا النبي لم يكره الدنيا    اليوم.. الجنايات تستكمل محاكمة المتهمين بقتل طفل شبرا الخيمة    هدنة غزة.. «رويترز» تكشف عن خطوة مفاجئة من قيادات حزب الله والسبب لبنان    الدعاء وسيلة لتحسين العلاقة بالله وزيادة الإيمان    الدعاء كوسيلة للتخلص من الهموم وجلب الطمأنينة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللواء محمود خلف يكشف أسرارا جديدة:
لولا الإرادة الوطنية ما تحقق نصر أكتوبر

اللواء دكتور محمود خلف المستشار في أكاديمية ناصر العسكرية, لديه خبرة قتالية متفردة, شارك في حروب اليمن و67 والاستنزاف وأكتوبر, عاش مرارة الهزيمة وتحديات السنوات الست العجاف,
سار بتحد وإصرار في طريق النصر حتي الوصول إلي لحظة العبور التاريخية.
الأهرام المسائي التقاه في ذكري احتفالات حرب أكتوبر المجيدة ليقدم شهادته ورؤيته, قال إنه يرفض فكرة التهليل للنصر باعتبار أنها ليست حكايات نرويها إنما حدث تاريخي عظيم ينبغي التوقف عنده, ودراسته بشكل علمي دقيق وأمين, لربط الدروس والنتائج بالوقت الراهن والمستقبل.
وأضاف أن هناك سؤالا لايزال يشغل العالم وهو كيف استطاعت مصر أن تنتصر في حرب73 ؟.. وأجاب أن الشعب المصري هو البطل الحقيقي في كل الانتصارات, وأن سيدات مصر هن أيقونات, لم يتذمرن أويعترضن علي ظروفهن الصعبة في مرحلة الصمود, وهو درس مهم للأسر والأمهات في الوقت الراهن, وتابع أنه لا يمكن أن نتكلم عن عظمة أكتوبر دون أن نتكلم عن فداحة الهزيمة, حتي ندرك كيف تؤدي المصاعب إلي العبور والنصر, وشرح لنا كيف استطاعت مصر استخدام استراتيجية الخداع واصفا السادات بالداهية, ويحذر من محاولة إسرائيل تزوير التاريخ والإساءة إلي عبد الناصر وخداع شبابنا من خلال فيلم سينمائي تحضر له الآن, ويقدم رؤيته للتصدي لهذه الأكاذيب, ويكشف مدي قوة الجيش المصري وتمتعه بخبرة قتالية متفردة وبرنامج تسليح مميز, ويؤكد أن الإعلام الوطني الواعي كان أحد أسلحة مصر في مرحلة الصمود والاستنزاف وحرب أكتوبر, وشدد علي أن هناك من يستخدم الآن ما يعرف ب علم الجهل لمحاولة الهدم. وإلي نص الحوار:
ما سر انتصار أكتوبر بالرغم كل الصعوبات والتحديات الجسيمة وما سبق ذلك من هزيمة؟
هذا السؤال لا يشغل المصريون وحدهم, لقد كان لي شرف تمثيل مصر في منتديات ومناورات دولية في العالم كله, وكان هناك دائما سؤال مهم يوجه لي: هو كيف استطاعت مصر أن تنتصر في حرب73 ؟, فهو سؤال كان ولا يزال يشغل العالم, ولم يكن الهدف عندما أجيب عنه هو أن أحكي قصصا, إنما كان من من المهم بالنسبة لي ان أذكر دروس تتعلق بهذه الحرب, لأنني واحد ممن شاركوا فيها والاستعداد لها, وهم القادرون علي الإجابة عن اسئلة كثيرة تدور في أذهان المصريين والعالم كله حول هذه المرحلة المهمة من تاريخ مصر, ويكمن سر تحقيق الانتصار في الحرب أن مصر كلها كانت تتمتع بالإرادة الوطنية, وهو ليس مجرد شعار أو نشيد, فللشعوب إرادة عند مواجهة الصعاب مثلما هو الأمر بالنسبة للأفراد, الأكثر من ذلك البعض يبدع في هذه المواجهة, وذلك ما حدث مع مصر في حرب أكتوبر.
إذن أثمر لنا توحد الإرادة القوية للشعب والجيش معا هذا النصر العظيم؟
بالطبع, وأريد التأكيد أن الشعب المصري هو البطل الحقيقي وهو نفسه ما حدث في30 يونيو حين رأيت أما تحمل طفلتيها وفي عينيها بريق الإرادة فأيقنت أن مصر ستنتصر هذه المرة أيضا الشعب هنا أدرك واستوعب حجم الهزيمة والخطر, وعندما نزلنا كجنود من أرض المعركة, وشاهدنا أشفق علينا, لكنه في الوقت نفسه حملنا المسئولية, وكلفنا باستعادة الأرض, وكان الجميع يقول لنا نريد الأرض وهو جانب مهم يعكس وطنيته وإرادته ووعيه,؟ كان الشعب يصر علي أن ما يعنيه هو استعادة الأرض والكرامة, وهو شعب عظيم لأنه في سبيل ذلك كان يقدم لنا الدعم والمساندة, برغم ما يمر به هو أيضا من أزمة اقتصادية طاحنة, وإحساس مرير بالهزيمة والحزن, وأتذكر أثناء التدريب في الفيوم علي بعض الأعمال القتالية أن شاهدنا بعض المواطنين فأعطونا بعض الخبز والجبن برغم أنهم كانوا متواضعي الحال للغاية, وعندما قلنا: لهم أنتم وأبناؤكم أحق, ردوا: أنتم أيضا أبناؤنا, أنتم من ستعيدون لنا الكرامة والأرض, وكان الجميع وفي مقدمتهم المرأة يقفون في طوابير طويلة في كل تفاصيل الحياة ومن أجل السلع الأساسية لا الترفيهية, كالخبز, الدجاج, السكر, الصابون والزيت, وذلك في مصر كلها من صغيرها إلي كبيرها, فلم يكن هناك بكوات وهوانم, ولا أحد من الأساس يريد أن يكون بك أو هانم, وسيدات مصرهن سيدات أيقونات, لم يتذمرن أو يعترضن علي ظروفهن الصعبة, وهو درس مهم للأسر والأمهات في الوقت الراهن.
وكان الدرس المهم من حرب أكتوبر هو الإرادة والصمود؟
درس نحتاج أن نتوقف عنده طويلا في ظل المخاطر التي تحيط بمصر الآن, الشعب المصري كله مر بحالة كفاف, وكان أبناء الجيش يعانون هم أيضا من الظروف نفسها في الميدان, لكن الجميع تحمل, فعظمة الشعب وتحمله دفعتنا إلي مزيد من الإصرار والعزيمة, لكي نقدم النصر له, ولذلك لكي نفهم ماحدث وكيف وصلنا للنصر, لابد أولا أن نتعرف علي مرارة هزيمة يونيو.67 لأنها كانت بداية الطريق لهذا النصر.
دعنا نتحدث عن مرارة الهزيمةو بداية الطريق من خلال ذكرياتك كمقاتل؟
بعد عودتي من اليمن في مايو سنة67, كانت هناك الأزمة بين الرئيس عبد الناصر وإسرائيل, وكنا في هذه المرحلة متشوقين للحرب, وفي انتظارها, وارتفعت درجة الاستعداد في15 مايو بشكل مفاجئ, في حين أن الجانب الاكبر من الجيش كان في اليمن, والموجود مجموعات قليلة كانت عائدة للتو من اليمن, وبدون خطط أو ترتيبات أوتسليح كاف اندفعنا الي سيناء في عجالة, واستكمل الجيش من الاحتياط, وكانت نسبة الاعتماد علي الاحتياط كبيرة وهو لم يكن في صالحنا, لأن القادمين من الاحتياط هم قادمون من بيوتهم للميدان مباشرة, وهذا في حد ذاته خطأ جسيم,, وقامت حرب يونيو وحدث ما حدث, وشهدنا الخسائر الشديدة فيها, وأتذكر حينئذ إنني بصعوبة شديدة عدت من وحدات الصاعقة الي موقع شمال الاسماعيلية وفقا للتعليمات ومعي حوالي عشرين جنديا, لنجد في انتظارنا مشهدا أليما وموجعا.
كيف كان المشهد؟ وكيف واجهتموه؟
كانت المفاجأة بالنسبة لنا إننا فوجئنا أن العدو الاسرائيلي وصل الضفة الشرقية لقناة السويس, وأن العلم الاسرائيلي مرفوع عليها, وأن الفتيات الإسرائيليات يسبحن في قناة السويس, ويلتقطن الصور, وبمجرد أن وقعت عيونهن علينا, ونحن عائدون بملابسنا الممزقة, تهجموا علينا, ووجهن لنا أفظع الشتائم, وبالطبع أصبحنا في حالة لايمكن وصفها من الغليان, كنت ضابطا صغيرا لا يتجاوز عمره حينئذ23 سنة أي لم أستطع لا من حيث السن ولا الخبرة استيعاب ما يحدث, خسرنا المعركة والعدو الاسرائيلي أصبح علي الضفة الشرقية أمامنا, ولو وقف أي مصري في شرفة بيته في بورسعيد أوالإسماعيلية فإنه يشاهد الإسرائيليين علي الضفة الأخري, وتم التهجير, وكانت معظم أسلحتنا في سيناء مدمرة, لكني أنا وزملائي برغم سننا الصغيرة وخبرتنا المحدودة شعرنا بأننا نحن هذا الجيل الجديد هو المسئول عن مصر.
كانت هذه هي بعض ملامح البداية..فلا يمكن أن نتكلم عن عظمة اكتوبر دون أن نتكلم عن فداحة الهزيمة, وما تبعها من6 سنوات عجاف, لقد تندر العالم علينا, نعم كانت فترة أليمة وموجعة خاصة لأبناء القوات المسلحة, لقد حضرت كضابط ملازم أول اللقاء الذي نظمه جمال عبد الناصر في ألماظة وقال فيه ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة وقال: اذكروا لسائر أبناء الجيش انكم ستثبتون لمصروالعالم ما معني الجيش المصري؟ كان يقول لنا هذا الكلام ونحن نعيش ظلاما حالكا, لم نره من قبل, وبدأنا مشوارا طويلا, وهذا المشوار مهم للغاية, فلا أحب حين نتحدث عن الحروب أن نهلل للنصر ونحكي حكاياته وحدها, إنما الطريق للنصر هو المهم, لأنه مليء بالصعاب والتحديات التي ينبغي ان نستعيدها دائما, ونعرف الأجيال الجديدة, بها لينطلقوا منها للأمام دون أن يتوقفوا فقط عند لحظة النصر.
كمقاتل في ميدان المعركة اشرح لنا كيف استطاعت مصر خداع إسرائيل وكيف كان المشهد في الجبهة يوم6 اكتوبر ؟
الرسالة كانت عند اسرائيل اننا نهرج. ولن نحارب, حتي بالنسبة داخل الميدان كانت مفاجأة لنا لقد استلمنا يوم الخميس4 اكتوبر اشارة أن البرنامج التدريبي انتهي, وهو البرنامج الذي قمنا بتنفيذه للمرة الخامسة, وان الأجازات ستفتح من ذلك اليوم, عدا الوحدات ستنزل يوم السبت6 أكتوبر, ومن ذلك وحدة الصاعقة التي اعمل فيها, وبالفعل سافرت مجموعات من الجنود يوم الخميس, وتحرك بهم القطار الحربي, بينما كانت المجموعات الأخري تمارس مهامها كما اعتادت وتستعد لبدء أجازتها بعد يومين إلي أن استقبلنا الأوامربساعة الصفر في صباح السبت6 اكتوبر, ووقتها عرفت الدموع طريقها الي عيوني من فرط التأثر والسعادة, جاء اليوم الذي سنسترد كرامتنا وارضنا, ونأخذ فيه بثأر زملائنا الذين استشهدوا, وفي هذا اليوم اسرائيل أخذت درسا لن تنساه بسبب خداع مصر لها, ان الجندي المصري كان علي بعد مسافة قريبة للغاية من الاسرائيلي أقل من100 متر, ونري بعضنا البعض, وفوقنا الأقمار الصتاعية, ورغم ذلك لم يكتشف أحد منهم, وفي اطار الخداع أيضا أمر السادات حافظ اسماعيل بالتوجه الي نيكسون مساء يوم الجمعة5 أكتوبر, لينقل له اننا تعبنا ونريد السلام, فلم يرحب نيكسون بكلامه ونام وايقظوه لييخبروه أن المصريين عبروا قناة السويس! وما يدل علي مهارة مصر في خداع إسرائيل هو شهادة ديان أمام تحقيقات أجرانات بمفاجأة شن المصريين الحرب عليهم.وتثبت استراتيجية مصر في خداع إسرائيل كم كان الزعيم الراحل أنور السادات داهية سياسية وعسكرية بكل المقاييس.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا تحاول إسرائيل الآن بعد مرور كل هذه السنوات الإدعاء بأن شن الحرب لم يكن مفاجأة؟
هي لا تفعل ذلك فقط, بل الأخطر أنها بصدد انتاج فيلم تدعي فيه أن أشرف مروان قد أخبرها بخطة الحرب قبل الحرب, بالتحديد يوم الجمعة وأنه لم يكن هناك خداع لها, وأن الجيش المصري لم ينتصر وكان من السهل هزيمته لولا خطأ وقع فيه الإسرائيليون وإسرائيل لا يهمها جيلنا كضباط ومعاصري الحرب الذين يعرفون الحقائق, إنماتستهدف الشباب الذي لا يعرف معظمه الكثير عن الحرب, خاصة بعد مرور سنوات طويلة, وذلك ليفقد الشباب العزيمة والارادة ويفقد الثقة في نفسه وفي كل الثوابت الوطنية وبعمل علي هدم الدولة, وهنا أوجه نداء لوسائل الاعلام المصرية أن إسرائيل تستعد لتزييف التاريخ لعدة أسباب حتي تنال من الزعيم جمال عبد الناصركرمز عربي فمن المعروف أن أشرف مروان كان زوج ابنته ولكي تعمل أيضا علي زعزعة ثقة المصريين خاصة الشباب, وتشككهم في إمكانية الانتصار عليها في المستقبل, أو تحدي الصعاب التي يمرون بها, وأيضا كي تثبت للأجيال الجديدة من الشباب من يهود العالم قوتها.
وماذا علينا ان نفعل؟
نحرق لها الفيلم عن طريق كشف زيفها فيه من قبل خروجه للجمهور, بالتحذير والتنبيه من زيف محتواه, وتناول ذلك بأسلوب علمي منهجي دقيق, وفي مقدمة ذلك مناقشة تقارير لجنة تحقيقات اجرانات الإسرائيلية الذي يتضمن شهادات واعترافات القادة الإسرائيليين بمفاجأة الحرب والخداع وبانتصار الجيش المصري, مثل الاعتراف بأن الحرب عندما قامت أبلغوا جولدا مائير بالهجوم المصري, فأصدرت أوامرها الفورية لاجتماع عاجل لمجلس الوزراء الاسرائيلي, فإذا بها لاتجد سوي3 وزراء فقط من أصل18 ولم ينعقد الاجتماع إلا في وقت متأخر, فكيف إذن كانوا يعرفون بموعد الحرب وأشيرهنا إلي أنه صدرت منذ شهور قليلة باللغة العربية لأول مرة في مصرتقارير لجنة اجرانات باللغة العربية, بعد أن تمت ترجمته ومراجعته في المجلس الأعلي للثقافة, وهومالم ينتبه إليه أحد, فنرجو الآن الاهتمام بها, والاستعانة بها في الرد علي المزاعم الإسرائيلية.
لكن هل كان تحقيق العبوروالوصول إلي النصرنفسه في بعض مشاهده مفاجأة للقوات المصرية نفسها؟
لا لم يكن مفاجأة.لأننا نكسب الحرب قبل أن تبدأ, بمعني أننا نحضر لها بحرفية شديدة ودقة وعلم, ولم نفاجأ, فكل السيناريوهات كانت مطروحة ومدروسة, بل علي العكس كانت تتوقع ما هو أكثر من ذلك من جانب اسرائيل.
كيف وقد كنت قائدا لإحدي وحدات قوات الصاعقة التي تحركت في الموجة الأولي لقواتنا؟
كما كان مقررامع الضربة الجوية, أن تقوم قوات الصاعقة في الجيش الثاني, بالمرور في الموجة الأولي علي قوارب للضفة الأخري, لكي يصعد بعضنا إلي النقاط القوية في الساتر الترابي, وجزءسيتجه الي عمق15 كيلو لنمنع الدبابات الإسرائيلية من التقدم واحتلال أماكنها, لأنها لوفعلت ذلك لن نستطيع تركيب الكباري للعبور, اي دورنا كان تجهيز المسرح لعمل الكباري, فقد كان الكوبري الواحد يتكون من52 قطعة, يتم إلقاؤها بالتتابع ثم يتم تجميعها وهكذا مع25 كوبري, وهو مايستغرق وقتا محددا كان لابد خلاله ان يتم منع إسرائيل من توجيه ضربات لنا في الوقت الذي تم فيه أيضا طيرانها من ضربنا بسبب حائط الصواريخ, وبحسابات دقيقة نجحنا في مهامنا وواقتحام اكبر مانع عسكري في التاريخ الحربي في6 ساعات.حتي انتهت قواتنا من مهمتها, من العبور وتدمير خط بارليف.الأمر الذي أوصلنا الي مصاف الخبراء العالميين في العسكرية.
وكيف تري برنامج التسليح المصري الآن في ظل التحديات الراهنة؟
حتي هذه اللحظة التي أتكلم فيها في أكتوبر2017 يوجد لدي الجيش المصري خبرة قتالية غير موجودة عند الآخرين, فكل جيوش العالم منذ الحرب العالمية الثانية لم تخض حربا مثل حرب مصر في أكتوبر.التي كانت بمثابة مدرسة حرب حقيقية, ذلك أن الحرب ليست في الكتب, ولذلك إن صولنا إلي عاشر قوة مسلحة في العالم, وكوننا أعظم قوة مسلحة في الشرق الاوسط هو إحدي نتائج حروبناالسابقة وفي مقدمتها اكتوبر., ولتجربتنا القتالية المتفردة وما نعرفه بعمق وبشكل كامل عن تفاصيل منطقة الشرق الأوسط, تتم دعوتنا إلي مختلف المناورات العالمية, في أوروبا والولايات المتحدة وبحر الشمال وحلف وارسو, كما أن مصر متميزة في برنامج التسلح, وتتسابق المصانع لتشتري مصر أسلحتها, لأننا نحارب بها بالفعل, مثل الرافال التي خرجت من فرنسا, ولم تحارب بها إلا مصر في مواجهة الإرهاب في ليبيا, وطالما حاربت تقبل علي شرائها دول أخري, كما أنها تقوم بمهام تأمين في في البحر الاحمر, بل دخلنا بأفكارجديدة وتطويرللأسلحة في أكبر مصانع التسليح, حيث يأتي السلاح ونستخدمه ونبعث أفكارنا لكي نطورها, وذراعنا طويلة تصل الي باب المندب, لكننا لا نعتدي علي أي دولة, نحن نحمي الوطن من أي مخاطر, كما أننا صمام أمان الشرق الأوسط.
ما ردك علي توجيه انتقاد للقوات المسلحة من حين إلي آخر بخوض مجالات تنموية وانتاجية؟
الجيش قوة وطنية يمتلكها الشعب, والعقيدة القتالية للقوات المسلحة المصرية هي عقيدة تنتمي للتراب الوطني, والتراب الوطني لن يلمسه أي معتد ومن يحاول سندفنه, من الخارج أو الداخل, وفي السلم لابد أن يكون له دورمن خلال استغلال خبرته الواسعة في نظم الادارة العملية والعلمية والواقعية, فهذه الخبرات مدرسة قومية, ومن المفيد توجيه, طاقات أبنائه والخبرة لصالح بناء الوطن, ولذلك إن ما نراه من إنجازات للقوات المسلحة علي أرض الواقع في السلم هي امتداد لحرب اكتوبر التي أخرجت لنا هذه الخبرات العظيمة, ولابد من تكاتف الجميع حتي تنهض مصر وتنطلق, وهذا ما يفعله الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن, علي سبيل المثال البعض يندهش من مشروعاته التنموية الضخمة, والاتجاه إلي الأماكن النائية, ومد شبكة الطرق, ولهؤلاء أقول تذكروا إننا نعيش علي7.8% فقط من أرض مصر, وأنه لابد من التنمية واستغلال الأراضي, وتشييد الطرق كي نصل إلي ممتلكاتنا, ونسثمر ثرواتنا الطبيعية.
إلي أي مدي يكون للشائعات وإثارة القلاقل تأثيرا سلبيا علي الإرادة الوطنية؟
تأثير طاغ, يكفي أن نعرف أن الإعلام الوطني الواعي كان أحد أسلحة مصر في مرحلة الصمود والاستنزاف وحرب أكتوبر, لعب دورا في رفع الروح المعنوية, وتوحيد الإرادة الوطنية, وهو ما نأمل أن ننتبه إليه الآن, لأن ما يحدث من نشر أكاذيب ومعلومات خاطئة وأفكار هدامة يزعزع ثقة الشعب في نفسه ويفقده الارادة والتحدي, إن هناك من يستخدم الآن ما يعرف ب علم الجهل قد يفاجيء البعض منا بوجود علم بتلك التسمية, لكنه حقيقة, فقد قام باحث بجامعه ستانفورد والمختص بتاريخ العلوم روبرت بروكتر بصياغة ما يعرف باسم علم الجهل(Agnotolgy); بمعني: العلم الذي يدرس صناعة ونشر الجهل بطرق علمية رصينة. وكانت البداية في عام2013 في المؤتمر العالمي بمدينة سلوفينيا, وتتعرض مصر الآن لتطبيقاته الاحترافية في تجهيل البشر, وبأدوات متنوعة علي رأسها بالطبع صفحات( الفيس بوك), والميديا غير الرشيدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.