أثارت التصريحات المتضاربة لعدد من المسئولين الأمريكيين وعلي رأسهم الرئيس دونالد ترامب حول قرار شن الحرب علي كوريا الشمالية بسبب تجاربها الصاروخية, الكثير من الجدل. فبعد خروج وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس في مؤتمر صحفي خلال الساعات القليلة الماضية ليؤكد أن بلاده ترغب في حل الأزمة مع كوريا الشمالية بالطرق الدبلوماسية, وان الرئيس ترامب كان واضحا جدا بشأن هذه المسألة, يخرج ترامب بعدها بدقائق خلال مؤتمر صحفي عقده بالبيت الأبيض ليعلن أن واشنطن علي استعداد للخيار العسكري كحل جذري للتوترات الحاصلة مع بيونج يانج وعلي الرغم من انه ليس الخيار الأفضل, إلا انه سيكون مدمرا لتلك الدولة المثيرة للمشاكل. ويأتي ذلك في وقت أكدت فيه مجلة نيوزويك الأمريكية نفس المعني بأن واشنطن تستعد للحرب مع كوريا الشمالية وان إطلاقها لصاروخ عابر للقارات أمس الأول من قاعدة فاندنبرج الجوية شمال لامبوك بكاليفورنيا, كان المقصود منه إرسال رسالة قوية للزعيم الكوري كيم جونج اون وسط تصاعد التوترات بينهما بعد تحذير وزير خارجية كوريا الشمالية ري يونج بأن بلاده لديها الحق في إسقاط الطائرات الأمريكية حتي ولو كانت خارج المجال الجوي لبلاده وهو ما اعتبرته واشنطن استفزازا جديدا. كما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن الجنرال الكوري الجنوبي شين ون سيك أن بيونج يانج لن تستطيع أن تخوض حربا مع الأمريكيين في ظل التخوف علي الطائرات المقاتلة من أن تطير بعيدا خوفا من نقص الوقود أو الخوف من تحطمها, خاصة ان العقوبات التي فرضت علي كوريا الشمالية أثرت علي استيراد الوقود المستخدم في تشغيل المقاتلات الحربية, كما جعلت البلاد عاجزة عن دفع رواتب عشرات الآلاف من موظفيها. وهناك مخاوف من أن يدفع الخطاب المتطرف بين الجانبين إلي نشوب حرب لن يكون فيها منتصرا ومهزوما بل سيدفع ثمنها الآلاف من الأبرياء, لذلك علي الرئيس ترامب والزعيم الكوري الاستماع إلي كبار مستشاريهم, وعدم المبالغة في اتخاذ القرارات. وأكد شين ان كيون الخبير العسكري في وزارة دفاع كوريا الجنوبية أن الإرادة التي دائما ما يتباهي بها الشمال ليست كافية لمحاربة صواريخ ومقاتلات الأمريكيين. وقالت أيضا صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن التنين الصيني عاود لمساندة الرجل الصاروخ باستيراد الفحم من كوريا الشمالية, التفافا من بكين مجددا علي قرارات مجلس الأمن والذي أكد ضرورة معاقبة بيونج يانج وفرض حظر علي استيراد الفحم ومنع سفنها من دخول موانئ العالم. إلا أن الصين ضربت بتلك القرارات عرض الحائط مؤكدة استئنافها استيراد الفحم من بيونج يانج بعد5 أشهر فقط من فرض الحظر. وخلال شهر أغسطس فقط استوردت بكين مليونا و600 ألف طن من الفحم, وهو ما يعود بالمنافع الاقتصادية علي كوريا الشمالية التي تستغل ذلك في تطوير أسلحتها وصواريخها العابرة للقارات.