{إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر} (الكوثر:1-3) إنا أعطيناك- أيها النبي- الخير الكثير في الدنيا والآخرة, ومن ذلك نهر الكوثر في الجنة وقد رآه النبي- صلي الله عليه وسلم- لما عرج به إلي السماء السابعة وهذا النهر حافتاه خيام اللؤلؤ المجوف, وطينه المسك يجري علي الدر والياقوت, ماؤه أشد بياضا من اللبن, وأحلي من العسل فأخلص لربك صلاتك كلها, واذبح ذبيحتك له وعلي اسمه وحده. فإن مبغضك ومبغض ما جئت به من الهدي والنور, هو المنقطع أثره, المقطوع من كل خير فينقطع من عبادة الله- جل وعلا- وعمل الصالحات, وينقطع في الآخرة من أهله وماله; لأنه يخسرهما, وينقطع في الدنيا بعد موته بألا يكون له ذكر في عباد الله المؤمنين.