تختص بطابع آسر لا ينسي ولا يمحيه التنقل أو الترحال في المدن و الأجواء مميزة الروائح.. هنا فقط شعور الدفء وحب التندر بالعراقة والأصالة خاصة في الناحية التجارية.. إنها المنصورة معنا وشهرة.. عروس الدقهلية. ويزيد التهافت علي الحلويات في رمضان, وتنادي المارة رائحة طهي الحرارة للعجين علي الصينية الصاج الكبيرة ويزيد الزحام أمامها للاطلاع علي صنعة إنتاج الكنافة البلدي.. الأهرام المسائي شارك الإقبال علي تجمعات أشهر صينية حلويات في شهر الصوم.. كنافة المنصورة.. تشعر بروح رمضان في المناطق الشعبية.. هكذا بدأ محمد الهادي- بائع الكنافة اليدوي- حديثه, واستكمل.. بالرغم من اندثار معظم الحرف اليدوية إلا إن صناعة الكنافة اليدوي مازالت تحيي روح رمضان في مناطق كفر البدماص وشارع محمد فتحي ومنطقة سندوب في الشهر الكريم. وتابع الهادي قائلا: الشهر الكريم يعني شعلة النشاط حيث تشهد أسواق محافظة الدقهلية وخاصة مدينة المنصورة عاصمة الإقليم إقبالا كثيفا علي شراء القطايف والكنافة والجلاش والرقاق..وخاصة في المناطق الشعبية حيث يعود بنا الزمان إلي أكثر من خمسين سنة بمنطقة كفر البدماص المنطقة الشعبية الشهيرة وأيضا منطقتي العباسي والطميهي حيث أصل المنصورة و المحال القديمة والتي تمثل قبلة المواطنين للحصول علي متطلباتهم. وفي منطقة محمد فتحي يقف عم السعيد حاملا( كوز رش العجين) علي الصينية النحاسية ليدور بها دوائر يقف أمامه الأطفال الصغار لمتابعته أثناء عمله فرحين فبمجرد رؤية عم السعيد يعمل تكون طقوسهم المحببة في الشهر الكريم. وفي منطقة ميت حدر الشعبية يقول عبده شلبي: الصنعة المتقنة لا يختلف عليها اثنان والخلطة البسيطة التي أصنع منها الكنافة هي سر نجاحي فالزبائن تقف طوابير أمام المحل لشراء الكنافة اليدوي.. وخرج صوته مشحونا باعتزاز قائلا: الكنافة الآلي سهلة في التشكيل عن اليدوي.. لكن الطعم الألذ لليدوي و أنا أرفض تماما العمل بالمحلات الأفرنجي علي الرغم من إتقاني الصنعة بها لأنني عملت بها منذ صغري..فالصنعة عندنا أهم من العلام والمهنة تتوارث من جيل لجيل ومش أي حد يبقي كنفاني بلدي. وتظهر علامات الرضا علي وجهه وهو يقول: المهنة شاقة و تحتاج إلي صبر وإلي بنية جسمانية قوية, تحتمل حرارة الفرن, ولهذا لا يمكن أن يمارسها من هو أقل17 سنة والأجيال الجديدة لا ترحب بهذا العمل الشاق فالكنافة الآلي بدات منذ بداية الثمانينيات و العمل بها أسهل كثيرا. وتقول ماريان صليب: أشارك المسلمين فرحتهم بشهر رمضان وأساعد جارتي في عمل صينية الكنافة و لأنها مشغولة فقد أوصتني أن اشتري لها كنافة يدوي أثناء عودتي من عملي ونحن لا نطهو إلا الكنافة اليدوي البلدي فهي أفضل كثيرا من الكنافة الشعر لأنه لها عرق سميك ولا يستخدم بها محسنات و بعد خروجها من الفرن الرائحة تفتح النفس.. ويعلو وجهها البشر قائلة: الكنافة البلدي( اليدوي) لا تظهر إلا في شهر رمضان فقط.. لذا أشتريها وأخزنها في الثلاجة لاستعمالها علي مدار العام بالزبد و اللبن و القشدة.