ما زال عاشق الكنافة البلدي يفضل أكلها بالزبدة أو اللبن مع القليل من المكسرات أو حتي السوداني في شهر رمضان المبارك خاصة عندما يري العامل الماهر وهو يقوم برشها علي الصينية وكأنه يرسم لوحة جميلة يلتهمها الناظر بعينيه قبل أن تدخل إلي فمه فيشعر بطعمها قبل أكلها ، وذلك علي عكس الكنافة الآلي (الرفيعة) المتوفرة طول العام ، ومراعاة للأذواق المختلفة ، تقوم المحلات بعرض نوعي الكنافة البلدي والآلي للبيع ، والغالبية العظمي تطلب الكنافة الآلي أو «الشعر» في حين أن معظم المناطق الشعبية والريفية لا يقتنعون إلا بالبلدي (البلدي يوكل) ، كما تقول الحاجة أم أحمد: «متعة كبيرة وأنا متوجهة إلي فرن الكنافة البلدي، فشراء الكنافة الآلي احتمال ضعيف جدا أمام البلدي وذكرياتها الكثيرة مع الأسر والعائلات». في أول أيام الشهر الكريم يكون الطلب أكبر ، ويتناقص مع الوقت طوال الشهر، أما الأسعار فتختلف وتتغير حسب المنطقة راقية أم عشوائية ، قرية أم حي أم مدينة ، فثمن كيلو الكنافة البلدي في شبلنجة إحدي قري محافظة القليوبية خمسة جنيهات وفي الدقي وصل إلي سبعة بينما ثمانية في أماكن أخري، ولم يكن سعر الكنافة في الأعوام السابقة يتجاوز الأربعة جنيهات . الكل يتسابق في صناعة الكنافة وللمهنة أسرارها ومنها العجين وأسلوب لفه أو رشه علي الصينية النحاسية فوق الفرن البلدي والنفس والتسوية كل هذا وغيره يعد الفارق بين صنايعي وآخر . وعلي الرغم من معرفة صنايعي الكنافة البلدي سر صنعة عجينة الكنافة الآلي ، إلا أن معظمهم يرفض العمل علي هذه الآلة ويشعر أنه مخنوق ، وأنها تتحكم فيه علي عكس الفرن البلدي ، حيث يكون هو سيد الصنعة فيظهر مهاراته، بداية من عمل العجينة وصبها، وتعديل حرارة الفرن، ومعظم العاملين في هذا المجال يقولون الصنعة عندنا أهم من العلام وهناك قري تشتهر بعمل الكنافة البلدي منها قرية الحرازة بمركز شبين الكوم ،والتي تعد أشهر مراكز تصنيع المخبوزات خصوصا الكنافة البلدي ، والمهنة متوارثة فيها من جيل لجيل .