بداية سيئة للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم وصيف كأس الأمم الإفريقية الأخيرة في تصفيات كان2019 بالخسارة أمام تونس بهدف دون رد في افتتاح مباريات الفريقين في تصفيات أمم إفريقيا المقبلة. وجاءت الخسارة لتفتح الباب أمام ناقوس خطر يلاحق الفراعنة يتمثل في ضرورة إعادة النظر في التكتيك الدفاعي المبالغ فيه للأرجنتيني هيكتور كوبر المدير الفني الذي أثار جدلا واسعا في الفترة الأخيرة بسبب إعلان الفتة غير اللائق. وتعد المواجهة هي الأسوأ علي الصعيد الرسمي للمنتخب منذ فترة طويلة, حيث ظهر عدم الانسجام علي التشكيلة التي لعب بها هيكتور كوبر وخطأه الكبير في عدم خوض وديات قوية قبل مباراة نسور قرطاج, وإصراره علي اللعب بدون رأس حربة صريح في ظل إهماله ضم لاعبين كان يمكن لهم أداء هذا الدور مثل باسم مرسي مهاجم الزمالك أو أحمد جمعة هداف المصري والدفع بلاعبين غابوا عن المباريات منذ فترة طويلة مثل كهربا الذي لعب في غير مركزه رأس حربة صريح بدلا من مركزه الأصلي كلاعب وسط مهاجم, كما عاب علي كوبر تحجيم القدرات الهجومية لمحمد صلاح ورمضان صبحي ولعبا كجناحين مدافعين ولم يحاول استغلال سرعات أي منهما في تنفيذ هجمات مرتدة. في المقابل كان نبيل معلول المدير الفني للمنتخب التونسي ناجحا في إدارته للمواجهة وقراءة الأحداث بشكل جيد, حيث اعتمد علي نقطة ضعف كبيرة في المنتخب المصري تمثلت في الجبهة اليمني للفراعنة التي يجيد فيها أحمد فتحي الواجب الدفاعي بعكس محمد صلاح, وضغط بقوة من هذة الجبهة كما يحسب للمدرب التونسي إيقافه لخطورة الفراعنة من خلال تمركز أمين بن عمر وفرجاني ساسي محوري الارتكاز في منطقة العمق لغلق المساحات. وبدأ الشوط الأول بتكتيك واضح وصريح من جانب هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب وهو اللعب الدفاعي البحت بتثبيت7 لاعبين في المنطقة الدفاعية بالإضافة إلي وضع رمضان صبحي ومحمد صلاح علي طرفي الملعب في الوسط وبقاء كهربا وحيدا في عمق الدفاع التونسي, في المقابل لجأ نبيل معلول المدير الفني لتونس إلي سلاح الضغط الهجومي ب7 لاعبين من خلال رباعي الوسط ورأسي الحربة بالإضافة إلي تقدم أحد ظهيري الجنب عند الحصول علي الكرة. واستفاد نبيل معلول من الحالة الفنية الجيدة لمدافعي الوسط فرجاني ساسي وأمين بن عمر اللذين فرضا سيطرتهما علي منطقة الوسط وسط فشل تام من جانب محمد النني وطارق حامد في الاستحواذ أو الضغط أو إفساد الهجمات. ومع تقدم التوانسة وتراجع الفراعنة, حاصر نسور قرطاج دفاعات المنتخب المصري عبر مهارات يوسف المساكني الذي لعب حرا في الوسط ومال كثيرا للجبهة اليسري التونسية وشكل مع علي معلول ظهير أيسر الأهلي دويتو قويا اخترق دفاعات الفراعنة عدة مرات بصورة مهارية, وسط تراجع لافت لأحمد فتحي ظهير أيمن المنتخب المخضرم, وكانت تلك الجبهة هي المحطة الهجومية التي راهن عليها معلول كثيرا في الوصول إلي شباك شريف إكرامي. وأول فرص الشوط الأول كانت في الدقيقة السابعة عندما اخترق المساكني من الجانب الأيمن وسقط داخل منطقة الجزاء وطلب ركلة جزاء تجاهلها الحكم. بعدها كاد صيام بن يوسف قلب الدفاع أن يسجل من رأسية اصطدمت بالعارضة وسط مشاهدة من شريف إكرامي وعدم تدخل من المدافعين. وفي الدقيقة24 كان هناك اختراق مهاري ناجح ليوسف المساكني وراوغ النني وطارق حامد وسدد كرة أرضية اصطدمت بقدم أحمد حجازي وارتدت. وفي الدقيقة27 تصدي شريف إكرامي حارس مرمي المنتخب لتسديدة قوية أرضية من المساكني أخطر اللاعبين, وكانت هناك محاولتان للمنتخب, الأولي لرمضان صبحي من اختراق من الجانب الأيسر ومرر كرة عرضية تصدي لها الدفاع وأخري لكهربا الذي تلقي كرة في منطقة الجزاء ولكنه سدد بغرابة بعيدة تماما عن المرمي رغم غياب الرقابة عليه. وفي الدقيقة44 كاد طه الخنيسي أن يسجل من كرة عرضية لمعلول حولها برأسه ومرت بجوار القائم بياردة واحتسبها الحكم ركلة ركنية, ونفذها أمين بن عمر عرضية وحولها صيام بن يوسف خطيرة في المرمي مباشرة أمسكها إكرامي وفي الدقيقة45 يطالب الفريق التونسي بركلة جزاء بعد سقوط يوسف المساكني داخل منطقة الجزاء, يطلق بعدها الحكم صفارة نهاية الشوط الأول والنتيجة0 0 وفي النصف الثاني, بدأ نسور قرطاج بقوة ونجحوا في تسجيل هدف مبكر من اختراق ناجح ليوسف المساكني وتمريرة رائعة في العمق مستفيدا من بطء الثنائي علي جبر وأحمد حجازي لتصل الكرة إلي طه الخنيسي الذي استفاد من خروج شريف إكرامي الخاطئ وتمركزه السيئ وسدد بيسراه كرة ضعيفة لمست يد إكرامي ومنها إلي الشباك معلنة الهدف الأول للتوانسة. بعدها دب الحماس والنشاط الهجومي في صفوف المنتخب الوطني الذي بدأ يتحرر من القيود الدفاعية التي وضعها هيكتور كوبر, وتحول محمد النني إلي لاعب وسط مهاجم بجوار عبدالله السعيد وتقدم رمضان صبحي ومحمد صلاح لدورهما الطبيعي الجناح المهاجم وفي الدقيقة55 كانت أخطر فرص المنتخب المصري, حيث تلقي كهربا كرة في العمق ومرر لمحمد صلاح علي الجانب الأيمن الذي رد للنني ومنه مرر لعبدالله السعيد الذي لاحظ تقدم الحارس التونسي ولعبها لوب مرت بجوار القائم, ثم أنقذ بن شريفية تسديدة لوب من محمد صلاح بيسراه من داخل منطقة الجزاء, ويجري هيكتور كوبر تغييرا بإشراك عمرو جمال رأس الحربة بدلا من عبدالله السعيد ثم مصطفي فتحي بدلا من رمضان صبحي وتتغير طريقة اللعب إلي2/2/2/4 باللعب برأسي حربة, ويتراجع نبيل معلول إلي الدفاع لتأمين تقدمه مع اللجوء إلي سلاح الهجمات المرتدة ويدفع المدير الفني بلاعبه حمدي الحرباوي بدلا من طه الخنيسي المجهد لتنشيط الهجوم في المرتدات. ويشهد اللقاء في آخر15 دقيقة هبوطا لافتا في الأداء, حيث لجأ نبيل معلول إلي قتل المباراة من خلال تبادل الكرات واللجوء إلي التمريرات في وسط الملعب, وفشل عمرو جمال في الدقيقة85 من هز الشباك من فرصة جيدة تصدي لها بسهولة بن شريفية, ورد أمين بن عمر بتسديدة قوية علت العارضة, وفشل مصطفي فتحي في انطلاقات عديدة في التمرير وفقد الكرة بعد فاصل سرعة ومرت الدقائق الأخيرة بدون جديد ليطلق الحكم صفارة النهاية معلنا فوز تونس علي مصر بهدف مقابل لا شيء في أولي مباريات التصفيات.