يظل البحث عن سرداب سحيق, أو مقبرة تحوي كنوزا ظلت قابعة لأكثر من7 آلاف سنة هدفا لتحقيق حلم الثراء السريع لمواطني الفيوم, حتي لو دفعهم ذلك للتخلي عن المنطق باللجوء إلي الدجالين والبخور المغربي وصياح الديك, أو وقوعهم تحت طائلة القانون,أو عمليات النصب المنظمة,أو حتي فقد حياتهم باسم هوس التنقيب عن الآثار حيث بلغ عدد ضحايا التنقيب بالمحافظة خلال العام الماضي15 شخصا. الإحصاءات الرسمية تؤكد أن محافظة الفيوم,ضمن أكثر المحافظات التي تشهد عمليات تنقيب عن الآثار وخاصة خلال العام الماضي,وتضم المحافظة مواقع أثرية متنوعة شاهدة علي عصور الفراعنة, والرومان, واليونان وغيرها من الكنوز التي لا يزال باطن أرض الفيوم يزخر بها.. كما تؤكد إحصاءات وزارة الآثارأن جميع عمليات التنقيب هي عبارة عن عمليات نصب منظمة,حيث إن1% فقط من عمليات التنقيب هي التي تسفر عن وجود قطع أثرية بالفعل. يقول حسن عبد الرحمن, من مركز طامية بالفيوم: المركز له ظهير صحرواي يمتد حتي طريق أسيوط الغربي ووسط هذه المساحات الصحراوية تزداد عملية التنقيب,مشيرا إلي أن هناك العديد من وقائع النصب حدثت وكان شاهدا علي بعضها.. مشيرا إلي أن عمليات التنقيب هذه تتم خلسة, وغالبا في جوف الليل; خشية تعقب الأجهزة الأمنية..كما يقوم البعض بمحاولات التنقيب أسفل منازلهم لعلهم يصلون في ليلة وضحاها إلي أملهم في الثراء. ويستكمل حسن حديثه: ذهب أحد الفلاحين بقري مركز طامية لرجل ذاع صياته بالبحث والتنقيب عن الآثار, وبالفعل أتي الرجل وحصل علي900 جنيه في أول جلسة نظير معلومات عن القرية والأماكن التي قد تتواجد بها الآثار, وفي الجلسة الثانية حصل علي1400 جنيه, حيث قام بتحضير الجن في هذه الجلسة, بعد أن طلب من الفلاح عظام طيور مطحونة, ودماء حيوانات,وبخور مغربي, وأخذ يتلو التمائم والتعاويذ للسيطرة وتجنيد خادم المقبرة ليدله علي مكان الآثار وفقا لما قاله الدجال للفلاح. وأكد الدجال أنه استعان بخدام المقبرة, لإرشادهم إلي طريق القطع الأثرية والمقابر الفرعونية, فكل مقبرة لها حارس خاص من الجن, وليس في استطاعة أي من البشر أن يعرف مكانها, لذلك يستعين الدجال أو من يطلقون عليه المهوسون بالآثار ب الشيخ العارف. وبالفعل دلهم الدجال أو العارف, علي مكان المقبرة وتوجه إليها بصحبة الفلاح ورافقه صديقه واثنان من أولاده, وعدد من العمال, وقاموا بعمل حفرة علي عمق15 مترا ووصلوا إلي سرداب طويل, وشهدت عملية التوسعة تساقط الصخور والرمال, بسبب تسرب المياه من الترعة المجاورة, وعلي الفور هرب العمال خارج القرية, واستمر الفلاح ومرافقوه في الحفر حتي حتي انهار فوق صديقه ومعه أحد أبنائه, فأخرجهما بمساعدة ابنه الثاني, وأهل البلد. وأكد سيد الشورة, مدير عام آثار الفيوم,أن مواطني المحافظة يتعرضون لعمليات نصب منظمة من قبل عصابات من الدجالين والمشعوذين والنصابين الذين يوهمونهم بوجود كنوز آثرية في منازلهم وأراضيهم الزراعية ويحصلون منهم علي مبالغ طائلة في ظل هوس الكثيرين بالبحث عن الآثار والرغبة في الثراء السريع. وأضاف الشورة إلي أن أكثر من60% من مجهود مفتشي الآثار في المحافظة خلال الاشهر الماضية يضيع في إجراء المعاينات للأماكن التي يتم التنقيب غير المشروع بها بناءا علي قرارات النيابة العامة بالإضافة إلي التوجه للنيابات لإتمام هذه المحاضر. وأوضح أنه لايمر أسبوع إلا ويقومون بإجراء4 أو5 معاينات لمنازل وأراضي مواطنين يقومون بالحفر في منازلهم, وأن مركزي طامية والفيوم, من أكثر المراكز التي تجري فيها عمليات الحفر والتي تؤدي الي خسائر كبيرة للمواطنين خاصة وأن هؤلاء المشعوذين يحصلون منهم علي مبالغ تصل الي مئات الآلاف بدعوي أن الكنوز الموجودة في منازلهم لن تخرج الا بشراء بخور من المغرب او إثيوبيا بعد ان يكونوا قد استنزفوهم في عمليات الحفر التي تصل الي عدة اشهر. وأشار إلي تمادي بعض هؤلاء المشعوذين في طلباتهم والتي وصلت إلي ضرورة ذبح طفل صغير حتي يتم فتح الكنز,منوها إلي أن بعض عمليات الحفر نتج عنها مصرع اكثر من15 مواطنا العام الماضي من بينهم خمسة مواطنين في قرية العجميين بمركز ابشواي وكان آخرهم مواطن في إحدي قري مركز الفيوم منذ ثلاثة أسابيع, بالإضافة إلي تهدم العديد من البيوت,مؤكدا أن جميع هذه المعاينات أثبتت عدم وجود أية شواهد أثرية في عمليات الحفر أوخروج آثار منها. وطالب مدير عام آثار الفيوم, بإجراء تعديل تشريعي للحد من عمليات الحفر في المنازل والأراضي بغرض البحث عن الآثار في ظل القصور التشريعي في هذا الجانب وعدم وجود نص يجرم البحث عن الآثار في المنازل والاراضي, كما ناشد أجهزة الإعلام بضرورة توعية المواطنين الي أن ما يتعرضون له هوعمليات نصب تلحق بهم أضرارا مادية واجتماعية.