قررت ثمانية فصائل تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية الامتناع عن المشاركة في حكومة التوافق الوطني الجاري العمل علي تشكيلها منذ اتفاق المصالحة في القاهرة. واعتبرت الفصائل وهي: الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وحزب الشعب الفلسطيني والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني وجبهة التحرير الفلسطينية وجبهة التحرير العربية والجبهة العربية الفلسطينية في بيان صحفي أمس أن حركتي فتح وحماس احتكرتا قرار تشكيل الحكومة. وقالت الفصائل إنها لن ترشح أية أسماء لرئاسة وعضوية الحكومة, وأعربت عن أملها في الإسراع بتشكيل حكومة قادرة علي النهوض بالمهمات الجسام التي يسندها إليها اتفاق المصالحة وفي مقدمتها التعجيل بتهيئة الأجواء اللازمة من أجل إجراء الانتخابات العامة في أسرع وقت. وأكد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية بحركة فتح أنه لا يوجد في الحكومة المقبلة أية أعضاء من الفصائل الفلسطينية, وأن كافة الوزراء سيكونون من المستقلين وأن التشاور مع كافة الفصائل أمر ضروري وحيوي جدا ولا يوجد أي إقصاء وسيتم قريبا مشاورتهم وابداء آرائهم في كافة القضايا. ودعا جميع الفصائل إلي مراجعة موقفها من أجل الوصول إلي حكومة توافق وطني تخدم الشعب وصولا إلي إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية. من جانبه, قال عبدالرحيم ملوح نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن جميع الفصائل قررت عدم المشاركة في الحكومة بشكل قطعي وعدم إدراج أية أسماء بسبب هذا الإقصاء الغريب وإنه لا يجوز احتكار ثنائية بين حركتي فتح وحماس في الاتفاقات في الشأن السياسي الذي يهم الشعب. من جانبها.. قالت زهيرة كمال الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني فدا إن الفصائل المجتمعة قررت عدم المشاركة في تسمية رئيس واعضاء الحكومة المقبلة نتيجة إقصائها من المناقشات حول كافة بنود المصالحة وأهمها الحكومة. وأضافت: إن الجانب المصري طلب منا ومن كافة الفصائل التوقيع علي اتفاق المصالحة رغم تحفظنا علي بعض البنود التي من المفترض أن تتم مناقشتها من قبل كل الفصائل وألا تقتصر علي حركتي فتح وحماس فقط. أكد سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس إن حركة حماس لم تبلغ رسميا بقرار الفصائل الثمانية وستعقب علي الموضوع حين تبلغ به بشكل رسمي. وقال أسامة القواسمي الناطق باسم حركة فتح إن الفصائل المختلفة شركاؤنا في العمل الوطني.. ونحن في حالة حوار معهم وسيتم مشاركتهم في مختلف التفاصيل. وأضاف:: نحن علي ثقة عالية بكافة الفصائل الوطنية.. ونحرص بشدة علي إنجاح الحكومة لأجل مصالح شعبنا العليا. وأضافت الفصائل في بيان صحفي إن الأخوة في حركتي فتح وحماس استمرأوا الإمعان في نهج الاحتكار الثنائي للقرار وانفردوا ببحث وإقرار الآليات والخطوات المتعلقة بالتنفيذ بما في ذلك الاتفاق علي تشكيل الحكومة ورئيسها دون التشاور الجاد والاتفاق مع سائر القوي والفعاليات الوطنية الأمر الذي لا يبشر بفتح صفحة جديدة من الشراكة الوطنية الشاملة التي ترسو علي أساسها ركائز متينة لوحدة وطنية راسخة. وأكد شعث أن دور الفصائل الفلسطينية هو المساهمة في ترشيح أسماء لرئيس الحكومة وأعضائها وليس ترشيح أي من أعضائها.. منوها بأن حركتي حماس وفتح لهما الدور الأساسي بحكم وزنهما السياسي. ونفي شعث, في تصريح صحفي أمس, أن يكون ترشيح الأسماء خطوة لاستبعاد تلك الفصائل.. لافتا إلي أهمية الآراء المطروحة من قبل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية. واعتبر أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات أن التحدي الأصعب في المصالحة الفلسطينية يكمن في نجاح تطبيق الاتفاق وليس التوقيع فقط, مؤكدا ضرورة التكاتف لمواجهة محاولات إسرائيل لإفشال المصالحة. وقال أبو العردات- في سياق كلمته خلال الندوة السياسية التي نظمها تيار المستقبل اللبناني أمس بمناسبة الذكري الثالثة والستين لنكبة فلسطين- إن مشهد المصالحة أثار ذعر إسرائيل وعبر عنه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو حين قال إن علي الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية أن يختارا بين المصالحة مع حماس وبين السلام مع إسرائيل. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينه, في تصريح خاص لراديو سوا الأمريكي أمس إن ما شهدناه أمس الأول في البيت الأبيض هو إعلان رسمي إسرائيلي بأن نتنياهو غير مستعد للدخول في سلام حقيقي قائم علي أساس حدود67 وعلي أساس الشرعية الدولية وعلي أساس خارطة الطريق وعلي أسس كل مرجعية السلام.