تعد صناعة الحرير من أقدم وأجمل الألياف الطبيعية علي وجه الأرض, حيث تم اكتشاف تلك الصناعة منذ اكثر من5000 سنة, حيث اكتشفت زوجة الامبراطور الصيني شي لينغشي شرنقة حرير علي ورقة شجرة توت, ومنذ ذلك الحين, صار الحرير كساء الحكام والموسرين ورمزا للنعومة والفخامة. ثم انتقلت تلك الصناعة إلي أوروبا ودول البحر الأبيض المتوسط ودول آسيوية أخري بخلاف الصين والهند. وظلت صناعة الحرير سرا احتكرته شعوب آسيا لفترة طويلة. ولايزال سوق كوزاهان بمدينة البورصة التركية يقيم معرضه السنوي, إذ كان هذا السوق مركزا لتجمع تجار الحرير من الماضي, ولايزال حتي الآن من أهم محطات تجار الحرير, وتعرض فيه الأقمشة الفاخرة والمصنوعات الحريرية الرائعة, ليعبر عن إصرار اهل البلدة علي الحفاظ علي هذه الصناعة التقليدية المهددة بالانقراض. وقد أصبح إنتاج الحرير واحدا من أهم الصناعات الحرفية المنزلية في عدد من الدول مثل الصين واليابان والهند وكوريا والبرازيل وروسيا وإيطاليا وفرنسا. واليوم, تعد كل من الصين والهند هما المنجتين الرئيسيتين للحرير, فإنتاجهما معا يمثل أكثر من60% من الانتاج العالمي السنوي, وتعتبر دودة القز واالاسم العلمي لهاBombyxmori هي النوع الأكثر استخداما علي نطاق واسع في إنتاج الحرير, حيث تبدأ تلك الصناعة بشرنقة لا يتجاوز طولها خمسة سنتيمترات وتتكون من خيط حرير طوله تسعمائة متر. وتعتبر أهم الدول المصدرة للحرير ومنتجاته هي كل من الصين وإيطاليا وفرنسا وألمانيا واليابان. ومن الجدير بالذكر أن صناعة الحرير قد عرفها المصري القديم, والدليل علي ذلك هو وجود قماش حريري في مقبرة فرعونية لم يصب بسوء بالرغم من مرور آلاف السنوات عليه. وباستبعاد معرفة المصري القديم لتلك الصناعة واستخدامه لمنتجاتها, يمكن أن نقول إن تلك الصناعة قد عادت إلي مصر مجددا علي يد محمد علي بك الكبير, وكانت تحظي بازدهار منقطع النظير نظرا لمثالية المناخ والعمالة وتوافر الإمكانيات الخاصة بالمشروع مع مصر, حتي تعرضت صناعة الحرير لتدمير مقصود نتيجة احتكار السوق المحلي, واستغلال حاجة المصنعين للحرير في مصر, ورفعهم للأسعار. هذا ويصل إنتاج مصر من الحرير إلي700 كيلو فقط سنويا, وفقا لاحصائية الاممالمتحدة للدول المنتجة للحرير في عام2012, وذلك علي الرغم من أن حاجة السوق المحلي المصري تصل إلي حوالي350 طن سنويا, وبالتالي يغطي الإنتاج المحلي حوالي2 في الالف فقط من احتياجات السوق المحلي, ويتم استيراد الباقي, ويتحمل الصناع في سبيل ذلك العديد من المخاطر منها ارتفاع اسعار الدولار وعدم انتظام التوريد. يوجه انتاج الحرير في مصر بالكامل للتصدير, نظرا لان سعر متر السجاد اليدوي الواحد يصل الي عدة آلاف من الجنيهات المصرية وهي اعلي من ميزانية المواطن المصري, وتقدر صادرات مصر من الحرير ومنتجاته بحوالي15 مليار دولار كمتوسط الفترة2012-2016, وأهم الدول المستوردة للإنتاج المصري كل من تركيا والسعودية وإيطاليا والمغرب والولايات المتحدةالامريكية, ثم الإمارات والأردن وإسبانيا. ويحتل السجاد اليدوي الحريري المرتبة الاولي في صادرات منتجات الحرير في مصر, وهناك بعض الطلبات القليلة جدا لتصدير القماش الحريري في منطقة الخليج كطلبات خاصة. وتتركز صناعة السجاد اليدوي والقماش الحريري اليدوي في مصر بشكل عام في كل من المنوفية وسوهاج. ويعتبر إنتاج الحرير مشروعا زراعيا صناعيا متكاملا, يبدأ بزراعة التوت وتربية دودة القز وينتهي بصناعة المنتجات الحريرية والسجاد اليدوي, وهو الامر الذي نحتاج أن نعمل علي تنميته.