خدعوك فقالوا, أن صناعة الحرير قاصرة علي إنتاج الملابس والسجاد, ففي السنوات الأخيرة تم إدخال الحرير في العديد من الصناعات الطبية مثل خيوط الجراحة والعديد من الأدوية التي تستخدم في دول جنوب شرق آسيا لعلاج ارتفاع ضغط الدم والسكر وخفض الكولسترول والوقاية من أمراض السرطان وعلاج أمراض القلب. وطبقا للدراسات العالمية فإن خيوط الحرير عبارة عن بروتينات مماثلة في تركيبها وطبيعتها لجسم الإنسان وهو مايفسر إدخال الحرير الطبيعي و بعض المنتجات الأخري من يرقات أو عذاري أو بيض ديدان الحرير في صناعة الكريمات ومستحضرات التجميل للحفاظ علي رطوبة ونضارة البشرة وتأخير ظهور التجاعيد وعلامات الشيخوخة وحماية البشرة من تأثير الأشعة فوق البنفسجية بالإضافة الي تجديد خلايا البشرة. كل ما سبق كما يوضح الدكتور أسامة غازي رئيس قسم بحوث الحرير بمعهد بحوث وقاية النباتات هو مقدمة هامة كي نعي حجم التحول التكنولوجي بصناعة الحرير وفرص مصر من هذه الصناعة الرائدة. وبشكل عام فإن العالم ينتج100 الف طن من الحرير80% من هذا الإنتاج يأتي من الصين و14% من الهند. ونظرا لارتفاع مستوي معيشة الفرد في الصين في السنوات الأخيرة وقلة إقبال الأجيال الجديدة علي الزراعة وزيادة الاستهلاك المحلي بالصين فإن العالم مهدد بعجز في توافر الحرير ما لم تدخل دول أخري مضمار هذه الصناعة الهامة. ويؤكد الدكتور أسامة غازي أن عددا كبيرا من الدول الإفريقية مرشحه لسد الفراغ الناتج عن انسحاب الصين ومنها مصر والتي تتمتع بمميزات تنافسية منها وجود قري عديدة بالصعيد تنتج الحرير وانخفاض سعر العمالة. علي الجانب الآخر, فإن إنتاج مصر السنوي من الحرير في الوقت الراهن حوالي طن واحد فقط في حين نستورد سنويا300 طن من الصين وباكستان والهند وأوغندا وكينيا لاستخدامه في صناعة السجاد حيث يقدر سعر كيلوجرام الحرير في مصر مابين400 و650 جنيها في حين يتغير سعره دوليا كل فترة. ولقد وجهت المنظمات الدولية عدة مطالبات لمصر لدعم صناعات الحرير حيث من الممكن لو زادت الاستثمارات في هذا القطاع أن تغطي مصر20% من احتياج العالم من الحرير خاصة إذا ما تم الاستفادة من مياه الصرف الصحي لزراعة الصحاري بشجر التوت وتم إنشاء مصانع لإنتاج الحرير ورفع القيمة الاقتصادية للحرير بإدخاله في الصناعات الطبية وبالفعل هناك مشاريع واعدة لزراعة التوت وإنتاج الحرير بواحة الفرافرة. ويضيف الدكتور أسامه غازي أن منتجات أخميم بمحافظة سوهاج مازالت تنعم بشهرة عالمية في إنتاج صناعات الحرير الطبيعي من أصناف متعددة من الأقمشة و السجاد, غير أن أخميم في اشد الحاجة إلي إعادة إحياء الصناعة وأصبح الآن الوقت ممهدا لكي نغزو العالم اجمع بمنتجات الحرير المختلفة ونتبوأ مكانة عالمية في الإنتاج و التصدير لمختلف دول العالم حيث يحتاج إعادة إحياء صناعات الحرير الي زراعة التوت بكميات كبيرة يعقب ذلك القيام بتربية دودة الحرير وإنتاج الشرانق ثم القيام بتجهيز الخيط للنسيج. إضافة لذلك فإن هناك جهودا بحثية لتقييم أصناف شجر التوت من حيث إنتاجيتها حيث يحتوي البنك الجيني بقسم بحوث الحرير علي56 صنفا من أصناف التوت و يوصي قسم الحرير بالصنف الهندي و الروماني و الياباني و الصيني نظرا لأن الأشجار المتناثرة علي الترع و المصارف من الصنف البلدي والذي يعتبر من الأصناف الرديئة, بالإضافة إلي أنه لا يتم إضافة المعدلات السمادية له و بالتالي فان تربية دودة الحرير باستخدام التوت البلدي تعد من المشاريع قليلة الإنتاجية. كما يوجد العديد من أنواع ديدان الحرير منها دودة حرير التاسار والموجا ودودة حرير الخروع ودودة الحرير التوتية والتي تمثل95% من الإنتاج العالمي للحرير بالإضافة الي أنها تنتج أغلي أنواع الحرير وإذا تم خلطه مع أي نوع آخر قل سعره. و دودة الحرير التوتية لا يمكن أن يتم تربيتها علي شيء غير التوت ومن الشائع عند بعض الناس استخدام أوراق البرتقال أو الخس أو غيرها في تغذية دودة الحرير وهذه المعلومة خاطئة حيث لا يمكن استخدام إلا أوراق التوت في تغذية دودة الحرير.