أكد البيان الختامي للمؤتمر الدولي الأول لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة, الذي عقد تحت عنوان تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم علي مدار اليومين الماضيين أن تجديد الخطاب الديني لا يعني التجرد عن أصول الدين وثوابته ومسلماته أو الخروج علي مبادئه وأخلاقياته; وإنما يعني البحث في أدلته المعتبرة ومقاصده العامة واستنباط ما يتفق منها ومتطلبات العصر. وأضاف البيان الختامي أن للتجديد أصلا في كتاب الله الكريم وسنة رسول الله- صلي الله عليه وسلم- وعمل المجتهدين من علماء الأمة, فلا يخفي علي أحد أن الخطاب القرآني تغير من النداء من يا أيها الناس في العهد المكي إلي يا أيها الذين آمنوا في العهد المدني, وكذلك في السنة النبوية المطهرة في أحاديث كثيرة ومواقف متعددة من أهمها الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة, رضي الله عنه, عن رسول الله, صلي الله عليه وسلم, أنه قال: إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها. وأوضح أن تجديد الخطاب الديني له ضوابطه وأسسه التي يقوم عليها, من أهمها التخصص وامتلاك أدوات التجديد من استيعاب اللغة العربية وقواعدها وأسرارها وكيفية التعامل مع الأدلة الشرعية ومع تراثنا الخالد واحترام العلماء والالتزام بأداب الخلاف والموضوعية في المناقشة والمحاورة وغير ذلك, مشيرا الي أن أمر التجديد منوط بالأزهر الشريف بالتنسيق مع المجتمعات العلمية المختصة علي مستوي العالم الإسلامي في إطار الاجتهاد الجماعي لعلماء الأمة. وشدد علي أن تنفيذ ندوات علمية إعلامية بصفة دورية بالتنسيق مع علماء اعتمدهم الأزهر الشريف متحدين في مجال التجديد في وسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال الحديثة لطرح الأفكار والمفاهيم والتساؤلات والرد عليها. وطالب المؤتمر العلماء بالانتقال بأنفسهم إلي مواضع خطابهم من المنتديات العامة ومجتمعاتهم ومراكزهم الثقافية والتعليمية وسائر المنتديات الشبابية وأنه ينبغي أن يعلم أن أمن الأمة وسلامتها وسلمها المجتمعي قائم علي المنهج الوسطي المعتدل المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين وتراث العلماء العاملين المخلصين لدينهم ولأمتهم ولأوطانهم. وشدد المؤتمر علي ضرورة قيام العلماء بواجبهم نحو تحذير الناس من القراءات المنحرفة التي يقوم بها بعض أدعياء الثقافة والتحضر وما يبني عليها من فهم خاطئ للنصوص الشرعية ومقاصدها وأنه يجب علي العلماء أن يحذروا الأمة من قراءات أخري منحرفة لا تقل خطورة عن سابقتها, وهي القراءات المبنية علي التكفير والتبديع والتفسيق بدافع سياسي أو حزبي أو مآرب شخصية, وهذا في الحقيقة تبديد لا تجديد.