أصدر المشاركون في المؤتمر الدولي الأول لكلية الدراسات الإسلامية والعربية تحت عنوان «تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم» بمركز الأزهر للمؤتمرات، اليوم الخميس، البيان الختامى والتوصيات في ختام اجتماعاتهم. وتضمن البيان الختامي عدة نقاط منها: «يرى المؤتمر أنَّ تجديد الخطاب الديني لا يعني التجرد عن أصول الدين وثوابته ومسلماته أو الخروج على مبادئه وأخلاقياته؛ وإنما يعني البحث في أدلته المعتبرة ومقاصده العامة واستنباط ما يتفق منها ومتطلبات العصر، وللتجديد أصلًا في كتاب الله الكريم وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وعمل المجتهدين من علماء الأمة، فلا يخفى على أحد أنَّ الخطاب القرآني تغير من النداء من (يا أيها الناس) في العهد المكي إلى (يا أيها الذين آمنوا) في العهد المدني، وكذلك في السنة النبوية المطهرة في أحاديث كثيرة ومواقف متعددة من أهمها الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل ابو هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: «إنَّ الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها». كما تتضمن: «تجديد الخطاب الدِّيني له ضوابطه وأسسه التي يقوم عليها، من أهمها: التخصص وامتلاك أدوات التجديد من استيعاب اللغة العربية وقواعدها وأسرارها وكيفية التعامل مع الأدلة الشرعية ومع تراثنا الخالد واحترام العلماء والالتزام بآداب الخلاف والموضوعية في المناقشة والمحاورة وغير ذلك، وأمر التجديد منوط بالأزهر الشريف بالتنسيق مع المجتمعات العلمية المختصة على مستوى العالم الإسلامي في إطار الاجتهاد الجماعي لعلماء الأمة، وتنفيذ ندوات علمية إعلامية بصفة دورية بالتنسيق مع علماء اعتمدهم الأزهر الشريف متحدين في مجال التجديد في وسائل الإعلام المختلفة ووسائل الاتصال الحديثة لطرح الأفكار والمفاهيم والتساؤلات والرد عليها». وطالب المؤتمر العلماء بالانتقال بأنفسهم إلى مواضع خطابهم من المنتديات العامة ومجتمعاتهم ومراكزهم الثقافية والتعليمية وسائر المنتديات الشبابية. وتابع البيان: «ينبغي أن يعلم أنَّ أمن الأمة وسلامتها وسلمها المجتمعي قائم على المنهج الوسطى المعتدل المستمد من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين وتراث العلماء العاملين المخلصين لدينهم ولأمتهم ولأوطانهم، وقيام العلماء بواجبهم نحو تحذير الناس من القراءات المنحرفة التي يقوم بها بعض أدعياء الثقافة والتحضر وما يبنى عليها من فهم خاطئ للنصوص الشرعية ومقاصدها، ومراعاة طبيعة المتلقي للخطاب الديني زمانًا ومكانًا وثقافة ونوعًا. حادي عشر: قيام المؤسسات المعنية بترجمة صحيح الدين وتفنيد الأفكار المغلوطة إلى اللغات الحية، وتعزيز دور المرأة في النهوض بالخطاب الديني وإبراز دورها المتميز في خدمة الإسلام عبر القرون، واتفاق علماء الأمة على كلمة سواء فيما بينهم فيما يثار من قضايا ونوازل تعرض للأمة، فإن الاتفاق من شأنه لمّ الشمل ووحدة الصف على هدي القرآن والسنة».