أكد د. عباس شومان وكيل الأزهر أن كثيراً من الأدعياء تطاولوا علي التراث الإسلامي وأن أصحاب القلوب المريضة لا تقوي عقولهم علي استيعاب وإدراك ما يحويه من أحكام ومعان. أضاف خلال كلمته في ختام المؤتمر الأول لكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة بعنوان: "تجديد الخطاب الديني بين دقة الفهم وتصحيح المفاهيم" أن علماء الأمة علمونا الاختلاف في الآراء ولكن هذا يأتي من أجل الاتفاق وصلاح الأمة فكان اختلافهم رحمة ومن مداخل التجديد في شريعتنا الإسلامية ان كثيرا من المسائل ليست قطعية وباب الاجتهاد مفتوح فيها للعلماء فيجدد فيها العلماء المتخصصون حسب الزمان والمكان والظروف المحيطة. أكد البيان الختامي للمؤتمر أن تجديد الخطاب الديني لا يعني التجرد عن أصول الدين وثوابته ومسلماته أو الخروج علي مبادئه واخلاقياته وانما يعني البحث في أدلته المعتبرة ومقاصده العامة واستنباط ما يتفق منها ومتطلبات العصر. أوضح أن للتجديد أصلاً في كتاب الله الكريم وسنة رسول الله صلي الله عليه وسلم وعمل المجتهدين من علماء الأمة. فلا يخفي علي أحد أن الخطاب القرآني تغير من النداء من: "يا أيها الناس" في العهد المكي إلي: "يا أيها الذين آمنوا" في العهد المدني وكذلك بالسنة النبوية المطهرة في أحاديث كثيرة ومواقف متعددة من أهمها الحديث الصحيح الذي رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها". أضاف أن تجديد الخطاب الديني له ضوابطه وأسسه التي يقوم عليها من أهمها: التخصص وامتلاك أدوات التجديد من استيعاب اللغة العربية وقواعدها وأسرارها وكيفية التعامل مع الأدلة الشرعية وتراثنا الخالد واحترام العلماء والالتزام بآداب الخلاف والموضوعية في المناقشة والمحاورة وغير ذلك.. موضحا ان أمر التجديد منوط بالأزهر بالتنسيق مع المجتمعات العلمية المختصة علي مستوي العالم الإسلامي في إطار الاجتهاد الجماعي لعلماء الأمة. أكد ضرورة قيام العلماء بواجبهم نحو تحذير الناس من القراءات المنحرفة التي يقوم بها بعض أدعياء الثقافة والتحضر وما يبني عليها من فهم خاطئ للنصوص الشرعية ومقاصدها.. والتحذير من قراءات أخري منحرفة لا تقل خطورة عن سابقتها. وهي القراءات المبنية علي التكفير والتبديع والتفسيق بدافع سياسي أو حزبي أو مآرب شخصية وهذا في الحقيقة تبديد لا تجديد. أشار إلي أهمية مراعاة طبيعة المتلقي للخطاب الديني زمانا ومكانا وثقافة ونوعا وقيام المؤسسات المعنية بترجمة صحيح الدين وتفنيد الافكار المغلوطة إلي اللغات الحية وتعزيز دور المرأة في النهوض بالخطاب الديني وإبراز دورها المتميز في خدمة الإسلام عبر القرون. يري المؤتمر ضرورة اتفاق علماء الأمة علي كلمة سواء فيما يثار من قضايا ونوازل تعرض للأمة بما يسهم في لم الشمل ووحدة الصف علي هدي القرآن والسنة. أهاب المؤتمر بالجهات ذات الصلة بقضايا الوعي والفكر أن تقوم بما أنيط بها حتي تخرج هذه التوصيات من حيز التنظير إلي حيز التنفيذ ومن قاعات النقاش والحوار إلي أرض الواقع.