كشفت السيول والأمطار الغزيرة التي ضربت بعض المحافظات بشراسة وأسفرت عن وقوع ضحايا ومصابين وتدمير البنية التحتية للطرق الرئيسية.. عن قصور تام للأجهزة التنفيذية بهذه المحافظات وعجزها عن مواجهة الأزمات والكوارث التي تحدثها السيول كل عام.. وعلي الرغم من التصريحات التي يطلقها المحافظون احيانا عن استعدادات المحافظاتللسيول من خلال المعدات وسيارات الشفط وتجهيز مخرات السيول وخلافة.. إلا أن سقوط هذه السيول والامطار والمعروف مسبقا موعدها وكشفت عن ان تصريحات المحافظين واجهزتهم التنفيذية تحت مسمي كلة تمام ما هي إلا حبر علي ورق.. وللشو الإعلامي فقط. فقد استمرت السيول علي مدن البحر الأحمروسوهاج وأسيوط لتلحق خسائر فادحة في الأرواح بلغت8 ضحايا بالبحر الأحمر ومئات من المصابين بينما جاءت الخسائر المادية بالملايين سواء للمنازل أو الطرق الرئيسية. كم كانت سيول أمس قاسية علي مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر علي وجه الخصوص.. فهذه المرة هاجمت السيول القادمة من المنطقة الجبلية المدينة بضراوة ليلا.. في وقت كانوا يستعدون خلاله للخلود للنوم وكانت أشد قسوة ومرارة علي السيدات حيث حملت معها ملك الموت وسط المياه المنهمرة المخلوطة بالطمي والرمال.. لتحصد سبعة من عاصمة صناعة البترول ومعظمهم سيدات. هكذا فعلت السيول برأس غارب حيث ارتفعت المياه لأكثر من مترين لتقتحم عددا كبيرا من البنايات والمولات ولتلقي بمئات الأطنان من الإطماءات الجبلية الرملية التي حملتها إلي شوارع المدينة كما كان للطريق الرئيسي الذي يربط غارب بالغردقة وغارب الزعفرانة شمالا نصيب من هذه قسوة السيول المدمرة. ومن جانبه قرر اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر صرف50 الف جنيه لأسرة كل متوفي و10 آلاف لكل مصاب. وقد تسابقت الأجهزة المختصة بمحافظة البحر الأحمر تحت إشراف اللواء أحمد عبد الله وبالتنسيق مع القوات المسلحة وشركات القطاع العام والخاص الزمن للتخلص من أثار السيول والأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة وذلك فيما يتعلق بإزالة الإطماءات والرمال وإصلاح الكسور التي حدثت في الأسفلت والطبانات الخرسانية للطرق التي تربط المحافظة بالصعيد والقاهرة. وأعادت هذه السيول للأذهان ماحدث خلال سيول نوفمبر1996 حيث تسببت تلك السيول في وفاة سبعة أشخاص معظمهم سيدات وشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة علاوة علي إصابة16 شخصا. كما أحدثت تلك السيول تلفيات في الطرق الرئيسية خاصة طريقي سفاجا- سوهاج والزعفرانة- غارب. وكانت مدينة رأس غارب قد شهدت النصيب الأكبر من الخسائر البشرية والمادية وعاش معظم سكانها خاصة منطقة ال128 والمنطقة الصناعية ليلة مرعبة حيث ارتفعت المياه لأكثر من مترين واقتحمت عددا كبيرا من المنازل والمحلات والمباني الحكومية وجرفت معها حواجز كمين نقطة مرور رأس غارب وإستمر غلق عدة طرق رئيسية لمعظم ساعات يوم أمس حيث يجري إصلاح الأضرار التي لحقت بتلك الطرق. ويبدو أن مدينة سفاجا كانت أكثر استعدادا واستفادت من الدروس السابقة في سرعة التعامل مع الحدث وكذلك مدينة الغردقة التي تعرضت لأمطار غزيرة جدا لاتقارن بسيول رأس غارب وسفاجا فقد استطاعت أجهزتها شفط كميات المياه من الشوارع وإعادة التيار الكهربائي بالمنطقة. وشكل المحافظ أحمد عبدالله لجنة موسعة لحصر الخسائر التي أصابت رأس غارب علي وجه الخصوص خاصة ان السيول قد تسببت ليلة أمس الأول وفجر الجمعة في إحداث كسرين في خط المياه الناقل لكميات من مياه نهر النيل لمدينة سفاجا. وقال اللواء هشام أمنة رئيس الوحدة المحلية لمدينة سفاجا انه تقرر ضخ كميات من المخزون الإحتياطي الموجود بخزانات مياه الشرب للمدينة وأن المهندس يحيي صديق رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي أرسل فريقا من الفنيين بالشركة وجار إصلاح هذا الخط مشيرا إلي أن الجهود الشعبية وشركات القطاع الخاص بالمدينة تضافرت في احتواء الموقف حيث شاركت عشرات اللوادر والمعدات التابعة للقطاع الخاص والعام في تصريف المياه علي الطرق وفتح جيوب لتصريفها وإزالة المخلفات. كما كان للسدود التي أقيمت في المنطقة الجبلية المواجهة لمخرات السيول المعروفة دور في توجيه المياه بعيدا عن الكتلة السكنية علاوة علي فتح بلاعات الصرف الصحي وأنه تم إنقاذ عدد من المواطنين منهم خمس فتيات كن داخل سيارة علي طريق سفاجا- القصير. وأضاف أن السيول أحدثت قطعين في طريق سفاجا- سوهاج وتم إغلاقه أمام حركة المرور وتوجيه إحدي شركات الرصف لإصلاحه في الوقت الذي تم فيه إعادة فتح بقية الطرق التي تربط سفاجا ببقية المدن. أما في مدينة رأس غارب التي هاجمتها السيول القادمة من المنطقة الجبلية.. فقد اعلن الدكتور عمرو عادل المتحدث الإعلامي لمديرية الصحة أن سبعة أشخاص معظمهم من السيدات لقوا مصرعهم وهم فاطمة محمد حسن70 سنة وزينب مبارك علي60 سنة وندي مبارك فرج15 سنة وهناء أحمد35 سنة وسميرة شحات53 سنة ومحمود أسعد سيد18 سنة ومحمد عباس وتم إيداعهم مشرحة مستشفي رأس غارب المركزي علاوة علي السيدة التي كانت قد لقيت مصرعها في حادث انقلاب سيارة بيجو علي طريق رأس غارب- الغردقة كما أصيب16 آخرون بإصابات مختلفة وجار علاجهم بالمستشفي.