خدت عيدية كام؟ أول سؤال يتبادله الأطفال فيما بينهم صباح يوم العيد لمقارنة ما تحصلوا عليه من الأب والأم وبعض الأقارب والوصول إلي الأغني بينهم, ولأن العيدية ترتبط بسن معين فإن الجميع ينتقل تلقائيا وبمرور الوقت من متلقي للعيدية وحاصل عليها إلي القائم بالتوزيع. ولأن المسألة تتعلق بتبادل الأدوار داخل الأسرة من طفل مدلل في أسرة أنت الابن الوحيد فيها أو حتي بين مجموعة أبناء ولكنك محسوب ضمن فئة الصغار إلي شاب يعمل بات متزوجا ويعول بل ويلعب أدوارا آخري في حياة أطفال آخرين كدور العم والخال, وقد يتحول في فترة ما من حياته إلي دور الجد صاحب العيدية والهدايا وأشياء آخري, ولكن الأهم ألا تنتهي سلسلة العيدية أيا كان دور الفرد في السلسلة ومكان تواجده في شجرة العائلة والأهم أيضا أن تبقي العادة مستمرة رغم اختلاف قيمتها من فترة لآخري. في البداية تقول هدي حنفي والتي تنتمي للصف الأعلي من شجرة العائلة حيث أنها جدة لأربعة أطفال تتراوح أعمارهم بين سنتين و7 سنوات تحرص علي منحهم العيدية حتي لأصغرهم رغم عدم استيعابها لفكرة العيدية ولكنها تريد أن تغرس بداخلها حب العيد واختلافه علي حد وصفها. وتشير إلي أن المستوي الإجتماعي للعائلة يحكم مستوي العيدية, وضربت مثلا بنفسها منذ ما يزيد علي50 عاما عندما كانت تحصل علي عيدية من والدها مبالغ زهيدة جدا لا وجود لها الآن كالتعريفة والشلن أما الآن فلا يمكن منح عيدية أقل من خمسين جنيها إلي جانب المساهمة في تكاليف ملابس العيد وبعض الألعاب. وعن أجواء العيد تقول حنان صالح طالبة بكلية التجارة- أن العيد يبدأ من يوم الوقفة حيث يجتمع الأهل وهم في أبهي صورة موضحة أن حماية العيد- كما أطلقت عليها- أساسية علاوة علي ارتداء ملابس جديدة. وتضيف أنها كانت تحصل علي عيدية من والدها لم تتعدي بضع جنيهات وكارت معايدة منه عندما يكون خارج البلاد أثناء العيد, أما الآن أصبحت عمة لأبناء أشقائها فباتت تعطي لكل منهم20 جنيها مؤكدة أنها لاتزال تحصل علي عيدية ليس من الأقارب فحسب ولكن من الأصدقاء حيث تحصل منهم علي عيدية مع إمضاء للذكري بشرط أن تكون العيدية عملة جديدة. لتقاطع حديثها رانيا محمد قائلة أنا دلوقتي في مرحلة حلوة عشان أم فولادي بياخدوا مني وأنا باخد من باباهم, مشيرة إلي أنها كانت تتلقي عيدية عشرة جنيهات من والدها وهي طفلة. وتضيف قائلة أحلي حاجة في العيد ان الكل بياخد ويدي حيث أشارت إلي زوجها الذي يحرص علي منح أبناء أخيه عيدية ولو بسيطة وكذلك شقيقه الذي يسعي لمنح أولادهم, وتري أن العيدية هي السبب الرئيسي في لمة العيد فقد اعتادت العائلات علي ذلك بسبب منح وتلقي العيديات لأولادهم ولكن يزيد في عيد الأضحي ذبح الأضحية وتناول اللحمة. ويري أحمد محمد أب لطفلين- أن العيدية التي كان يحصل عليها وهو صغير كانت أقل بكثير مما يعطيه الآن لأبنائه مؤكدا أنها تقريبا زادت إلي عشرة أضعاف فيعطي ابنته التي تبلغ من العمر ست سنوات حوالي خمسين جنيها في حين أنه كان يحصل وهو في مثل عمرها علي عيدية خمسة جنيهات مشيرا إلي أن الزمن اختلف ويصعب إرضاء الأطفال الآن. بتصور مع العجل بهذه العبارة بدأت روميساء حازم ابنة السابعة حديثها بإبتسامة خجولة مشيرة إلي أنها تحب العيد الكبير أكتر عشان الدبح علي حد قولها بالإضافة إلي استعدادات كل عيد من ملابس وألعاب جديدة, ولكن الأهم العيدية حيث أكدت أنها تحصل علي عيدية من معظم أفراد عائلة الأب والأم.