جدد عدد كبير من أهالي مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر مطالبهم المتعلقة بضرورة تطوير ورفع كفاءة طريق القصير- قفط الذي يخترق الصحراء الشرقية ليربط بين مدينة القصير علي ساحل البحر الأحمر ومدينة قفط بمحافظة قنا لاستخدامه في أغراض التفويج السياحي بين المقاصد السياحية الشاطئية علي ساحل البحر الأحمر والمقاصد السياحية الثقافية بالأقصر وقنا وأسوان. مشيرين إلي ان هذا الطريق يعد الأشهر والأقدم علي مستوي طرق مصر الصحراوية قاطبة وربما يتميز دون غيره بعدة نواح تاريخية, لافتين إلي انه أول من ربط وادي النيل بالعالم الخارجي وكانت له صولات وجولات منذ القدم, حيث كان الطريق إلي بلاد بونت نظرا لاستخدامه في التجارة مع بلاد بونت حين ذاك كما سمي بطريق وادي الحمامات لكونه طريقا أثريا من الطراز الأول. فكما يقول محمد أبو عاصي أحد أبناء القصير فإن هذا الطريق شهد تعاقب عدة حضارات قديمة فقد سلكه الفراعنة القدماء ونقلوا منه الحجارة لبناء معابدهم بالصعيد وتركوا نحو1200 نقش أثري علي جانبيه كما أقاموا بجواره وتحديدا في منطقة تسمي الفواخير أول مصنع لإنتاج الذهب علاوة علي عدة مواقع أثرية أخري ترجع للعصر الفرعوني وغيره من العصور الأخري وهذه المواقع منها ماهو موجود علي قمم الجبال المحيطة به. ويضيف أنه طالما نادي أبناء المنطقة بضرورة تهيئة هذا الطريق لاستغلاله في خدمة حركة التفويج السياحي بين المقاصد السياحية الشاطئية الموجودة بمدينة القصير ومجاوراتها علي ساحل البحر الأحمر في القطاع الجنوبي للمحافظة وبين المقاصد الأثرية الثقافية بالأقصر وغيرها بما يتيح فرص عمل جديدة من خلال الخدمات التي يمكن إقامتها علي جانبيه لخدمة هذا التفويج علاوة علي استغلال المواقع الأثرية الموجودة كمزارات سياحية ولكن لا أحد يستجيب لهذا المطلب. ويؤيده في ذلك محمد حمدان عضو مجلس محلي المحافظة سابقا مؤكدا أن المطالبة بتطوير ورفع كفاءة هذا الطريق من قبل أبناء مدينة القصير وغيرهم من أصحاب المنشآت السياحية الموجودة بالمنطقة لم تأت من فراغ حيث إن تحويله لطريق سياحي سوف يخلق أنشطة اقتصادية علي جانبيه علي امتداد أكثر من170 كم متمثلة في محطات وقود وكافتيريات وغيرها كما حدث مع طريق سفاجا- قنا بما يتيح فرص عمل جديدة كما أنه سيساعد علي تنشيط سياحة اليوم الواحد بين مقاصد البحر الأحمر وجنوب الصعيد السياحية, كما أن هذا الطريق نفسه يمكن أن يكون مزارا سياحيا نظرا لوجود نحو أكثر من200 نقش أثري تخلد أعمال الفراعنة وغيرهم علي جانبيه ووجود مواقع أثرية أخري وأطلال منجم الذهب الذي كان يستخدمه الفراعنة. من جانبه, أكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر ان طريق القصير- قفط هو أقدم طريق مصري علي الإطلاق وله تاريخ معروف وتحويله لخدمة أغراض التفويج السياحي إلي جانب استغلاله في خدمة حركة المرور العادية سوف يسهم في عدة مجالات, مشيرا إلي ان المحافظة تنسق حاليا مع الجهات المختصة ومنها هيئة الطرق والقوات المسلحة ووزارة الداخلية وغيرها لتطوير هذا الطريق وتحويله لطريق سياحي وخدمي في آن واحد, حيث يحتاج لرفع كفاءته وتطويره وتعديل المنحنيات الخطرة به, كما يحتاج لقيام شركات المحمول بتوصيل الخدمة له وقيام وزارة الداخلية بإنشاء نقاط أمنية علي هذا الطريق لتأمين الحركة السياحية وغيرها من حركة المرور العادية.