واصلت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي طرد الثوار من المدن التي سيطروا عليها منذ اندلاع ثورة17 فبراير الماضي, حيث استعادت أمس سيطرتها علي مدينة البريقة البترولية بعد معارك عنيفة اعترف خلالها المسلحون بعجزهم عن مواجهة أسلحة القذافي. في الوقت نفسه, تعطل الهجوم علي مصراتة وسط أنباء عن رفض وحدات تابعة للقذافي مهاجمة ثالث أكبر مدينة ليبية والمكان الوحيد في غرب البلاد الذي لايزال خاضعا لسيطرة المعارضة.وأعلنت وسائل إعلام رسمية في ليبيا امس أن القوات الموالية للقذافي سيطرت علي منطقة البريقة النفطية شرق البلاد وطردت منها المحتجين ضد نظام الحكم. وقالت قناة الجماهيرية الفضائية إنه تم تطهير منطقة البريقة من العصابات الإرهابية, وإن المنطقة تعتبر آمنة الآن, والخدمات العامة والمصارف تعمل بشكل طبيعي. وتضم منطقة البريقة الواقعة علي بعد نحو850 كيلومترا من طرابلس شرقا, أحد أكبر موانئ تصدير النفط في ليبيا, وهو أول ما أنشيء من هذه الموانئ وذلك منذ ما قبل ثورة الفاتح من سبتمبر عام1969. ويشكل مرسي البريقة لتصدير البترول مع منطقة رأس لانوف الواقعة علي بعد750 كم شرق طرابلس, عصب صناعة النفط الليبية, حيث تضم منطقة رأس لانوف ميناء لتصدير النفط وأكبر مجمع لصناعة البتروكيماويات في ليبيا, إضافة الي مدينة سكنية للعاملين بالمنطقة. ويقول مراسل وكالة أنباء الشرق الاوسط الذي زار منطقة رأس لانوف إن المنطقة أصبحت هي الاخري آمنة تماما.وقال أسامة جزوي(33 عاما) وهو طبيب تخدير لرويتر إن قوات المعارضة غادرت البريقة وإنه تم إجلاؤها.وأكد عبد الحكيم وهو من سكان البلدة التي تم قصفها نبأ إخلاء البريقة لرويتر.وفي وقت سابق كان التليفزيون الليبي قد قال إن قوات المعارضة تقهقرت ونقل التليفزيون الليبي الرسمي عن مصدر عسكري قوله إن البريقة تم تطهيرها من المقاتلين.وفي بلدة أجدابيا المجاورة تدنت الحالة المعنوية لدي مقاتلي المعارضة.وقال المقاتل مسعود بوصير عند البوابة الغربية للبلدة خرج من البريقة. إنه في الطريق.. ربما يكون أمامه نصف ساعة. صواريخه ستصل إلينا هنا. وقال نبيل تيجوري وهو من المقاتلين الذي دمرت بندقيته الآلية الثقيلة أثناء القتال' لم تعد هناك انتفاضة. كنا في رأس لانوف ذلك امس ثم البريقة. سيصلون إلي بنغازي غدا. وإلي مسافة ابعد في الشرق تمكنت قوات القذافي من طرد المعارضين من رأس لانوف بعد يوم من قيامها بهجوم برمائي علي المدينة البترولية الساحلية استخدمت فيه دبابات ومقاتلات ضد معارضين مسلحين بأسلحة خفيفة ورشاشات مثبتة علي شاحنات صغيرة. وذكر مقاتل قال إن اسمه يونس طالبا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما المساعدة العسكرية أوباما. يمكن أن تأخذ ما يحلو لك من البترول.. فقط ارسل إلينا قوات مشاة البحرية للتخلص من القذافي. وذكر مسئول رفيع في قوات المعارضة طلب عدم نشر اسمه هؤلاء الأشخاص لا يصغون, إنهم يدفعونني للجنون, لا توجد قيادة. كنا نسيطر علي( بلدة) بن جواد لكنهم لم يصغوا. إنهم يدفعونني للجنون. وقال عبد الهادي عمر وهو مقاتل متطوع من المدنيين: الشعب الليبي يحتاج المساعدة. نحن في خطر. الشرق في خطر متحدثا من بلدة أجدابيا المجاورة.\ وقال لرويتر: الشعب الليبي لا يمكنه مواجهة أسلحة القذافي. لدينا العنصر البشري لكن ليس لدينا الوسائل. من ناحية أخري, قال اثنان من المعارضة المسلحة أمس إن الهجوم علي مدينة مصراتة الخاضعة لسيطرة المعارضة تعطل أمس نتيجة اندلاع قتال جديد بين أعضاء من قوات الامن التابعة لمعمر القذافي لكن الحكومة نفت حدوث تمرد بين الجنود. وقال سكان إن القتال اندلع امس الأول بعد أن رفضت وحدات من القوة التي أرسلها الزعيم الليبي معمر القذافي مهاجمة مصراتة ثالث اكبر مدينة في ليبيا والمكان الوحيد بغرب البلاد الذي مازال يتحدي حكم القذافي صراحة.ولم يتسن التحقق من صحة التقارير بانشقاق الوحدات لأن السلطات الليبية تمنع دخول الصحفيين للمدينة التي تقع علي بعد200 كيلومتر شرقي العاصمة. ونفي مسئول حكومي في طرابلس هذه التقارير ووصفها بأنها شائعات. وقال محمد وهو من مقاتلي المعارضة المسلحة بالهاتف لرويتر امس منذ الصباح الباكر يقاتلون( قوات الأمن) بعضهم البعض. نسمع صوت القتال. وأضاف: هذا الانقسام بينهم جاءنا من عند الله. حين اعتقدنا أن النهاية قادمة حدث هذا. الآن نحن ننتظر لنري ما سيحدث. وقال سكان إنهم سمعوا دوي إطلاق نار كثيف من مطار عسكري الي الجنوب من البلدة تمركزت فيه القوات الموالية للقذافي. وأضافوا أنه لم تجر اشتباكات بين المعارضين وقوات الأمن. وقال متحدث باسم المعارضة المسلحة كان في المدينة: الوضع في وسط البلدة هادئ جدا. ليس هناك قتال الآن. الناس في الشوارع لشراء مايحتاجونه. واستطرد قائلا: المشكلة علي مشارف البلدة. هناك إطلاق نيران بين الكتائب.