واصلت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي طرد الثوار من المدن التي سبق أن سيطروا عليها, حيث استولت أمس علي مدينة رأس لانوف في الشرق بعد معارك عنيفة استمرت عدة أيام, كما شنت هجوما جديدا علي مصراتة في محاولة لاستعادة البلدة من الثوار. يأتي ذلك في وقت تواصلت فيه الضغوط الدولية علي النظام الليبي عقب اعتراف فرنسا بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا وحيدا للشعب الليبي حيث تلتقي غدا وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بأعضاء المجلس الانتقالي. ورفع جنود ليبيون صور القذافي وغطوا بالطلاء كتابات المعارضين في مدينة رأس لانوف أمس عند وصول صحفيين أجانب في زيارة رسمية. وتراجع ا لمعارضون المسلحون الذين كانوا يسيطرون علي البلدة شرقا بعد قصف عنيف من جانب القوات الحكومية استمر عدة أيام. وتبعد رأس لانوف نحو590 كيلومترا شرقي طرابلس وهي تضم واحدة من خمس مصافي بترولية في ليبيا. وقال محتجون وسكان لرويتر إن قوات الحكومة الليبية شنت هجوما علي مصراتة أمس السبت في محاولة لاستعادة المدينة الأخيرة المتبقية في أيدي المحتجين في غرب البلاد. وقال أحد المعارضين المسلحين' قوات القذافي تحاول استعادة مصراتة وهم الآن علي بعد نحو عشرة كيلومترات.' نسمع قصفا. ليس أمامنا خيار سوي القتال.' وأكد أحد السكان وقوع الهجوم. من جانبه, قال زعيم المجلس الوطني الليبي المعارض أمس السبت إن المعارضة لديها عدد وافر من المقاتلين لمحاربة قوات الزعيم الليبي معمر القذافي ولكنه قال إن المدنيين قد يعانون إذا لم يجر فرض قيود علي سفنه وطائراته. ففي الشرق استعادت قوات القذافي ميناء راس لانوف النفطي وفي الغرب تم سحق الانتفاضة في الزاوية بعد ايام من الهجمات العنيفة التي شنتها القوات الحكومية. وردا علي سؤال عما إذا كان جزء من قوات المعارضة لم يرسل الي الجبهة قال مصطفي عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الليبي إن المتطوعين علي الجبهة الآن يشكلون نسبة تقل عن30% من الناس المستعدين للذهاب والقتال. وأضاف أن الشعب مستعد ومصمم علي محاربة قوات القذافي. من ناحية أخري, تلتقي وزيرة الخارجية الأمريكية مع أحد أعضاء المجلس الوطني الانتقالي الليبي غدا في باريس. ونقلت وسائل الإعلام الأمريكية عن عبد الرحمن شلقم سفير ليبيا لدي الأممالمتحدة الذي انشق عن نظام القذافي أن كلينتون ستجتمع مع محمود جبريل المكلف بالشئون الدولية من قبل المجلس الوطني الانتقالي, في العاصمة الفرنسية باريس. وفي تطور آخر, أعلن ألكسندر لوكاشيفيتش المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية أن بلاده ستطلب من فرنسا تقديم توضيحات بشأن اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي, وذلك باعتبار أن روسيا دولة تمثل مصالح فرنسا لدي طرابلس. وقال لوكاشيفيتش إن وزير الخارجية سيرجي لافروف بحث هذه القضية هاتفيا مع نظيره الفرنسي آلان جوبيه, وأكد لافروف أن القرار الفرنسي شأن داخلي لكن ضرورة تمثيل مصالح باريس لدي طرابلس تدفع موسكو لمطالبة الحكومة الفرنسية بتقديم توضيحات بهذا الشأن.