في الوقت الذي أعلن فيه البنك المركزي عن زيادة احتياطي النقد الأجنبي بنهاية شهر أبريل الماضي بمبلغ قدره450 مليون دولار, ليصل حجم الاحتياطي إلي17 مليار دولار, أكد الخبراء والمصرفيون أنه من المتوقع أن يتراجع سعر صرف الدولار بالسوق الموازية خلال الأيام المقبلة بعد الإعلان عن هذه الزيادة, لافتين إلي ضرورة الفصل بين الزيادة وبين حجم الطلبات الاستيرادية والمضاربات والتلاعبات التي تتم علي الورقة الخضراء بالسوق الموازية, ومتوقعين أنه مع وصول الوديعتين السعودية والإماراتية سوف يرتفع الاحتياطي الأجنبي مع نهاية الشهر الحالي ب5 مليارات دولار تقريبا. وقال الدكتور هشام إبراهيم, أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة القاهرة, إن إعلان البنك المركزي أمس ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي ليصل إلي17 مليار دولار بنهاية شهر إبريل بزيادة قدرها450 مليون دولار عن شهر مارس السابق عليه, يعد أمرا إيجابيا, وأن تأثير هذه الزيادة سوف يظهر بالضرورة علي سعر صرف الدولار خلال الأيام المقبلة. وأضاف أنه علي الرغم من أن هذه الزيادة قد جاءت خلال شهر أبريل والذي شهد إرتفاعات غير مسبوقة لسعر صرف الدولار بالسوق الموازية تخطت حاجز ال11.50 جنيه, إلا أن ذك يرجع في الأساس إلي وجود تلاعبات في شركات الصرافة, وكذلك عمليات مضاربة كبيرة علي الدولار, فضلا عن أن المستوردين يحاولون الحصول علي الدولار بأي سعر لتلبية احتياجاتهم الاستيرادية. وأوضح أنه بالنظر إلي حجم الزيادة التي بلغت450 مليون دولار, والتي طرأت علي احتياطي النقد الأجنبي بنهاية شهر أبريل والتي قد يراها البعض أنها زيادة طفيفة, إلا أنها تعد زيادة جيدة للغاية مقارنة بالزيادات الأخري التي حدثت خلال الأشهر الماضية والتي لم تتخط ال50 مليون دولار. ولفت إلي أن هناك التزامات خارجية لدي البنك المركزي خلال شهر يوليو المقبل فيما يتعلق بسداد المبلغ المستحق لنادي باريس, وكذلك الجزء الأخير من الوديعة القطرية وهي التزامات قد تصل الي2 مليار دولار, مشيرا إلي أنه علي الرغم من ذلك فإنه من المتوقع أن يرتفع احتياطي النقد الأجنبي بنهاية شهر مايو الحالي بزيادة قدرها5 مليارات دولار تقريبا, وذلك مع وصول الودائع التي أعلنت عنها كل من السعودية والامارات. من جانبه رأي الدكتور حافظ العندور, الخبير المصرفي, أنه ليس هناك ارتباط بين الزيادة التي أعلن عنها المركزي في احتياطي النقد الأجنبي, وبين سعر صرف الدولار بالسوق الموازية, موضحا أن تلبية المركزي لحجم الطلبات علي الدولار هو الذي يؤثر بشكل كبير علي سعر صرف الدولار. وأضاف أن سعر الدولار يتأثر بالعرض والطلب, وبالتالي كلما زاد الطلب وقل المعروض ارتفع بالضرورة السعر, لافتا الي أن الزيادة التي أعلن عنها المركزي تعد بسيطة, متوقعا أن يعلن عن عطاء استثنائي كبير خلال الأيام المقبلة لسد جميع الطلبات الاستيرادية, وهو الأمر الذي سوف يؤدي حتما إلي تراجع سعر الدولار بالسوق الموازية.