طالبت شعبة الجيولوجيا بنقابة المهن العلمية بضرورة إنشاء وزارة مستقلة للثروة المعدنية حتي تستطيع المساهمة بشكل كبير في دفع عجلة الاقتصاد المصري, ووضع برنامج شامل للاستغلال الأمثل للثروة المعدنية. التي تتمثل في توزيع العمل علي ثلاث جهات حكومية مستقلة مع مجلس أعلي للثروة المعدنية, كما أن عوائد إنتاج المحاجر لا يمثل سوي400 مليون جنيه تمثل نسبة25% من ثرواتها حتي يتم تحقيق التنمية الاقتصادية. جاء ذلك في ندوة عقدت أمس بمقر نقابة المهن العلمية حول اقتصاديات الثروة المعدنية ودعم فرص الاستثمار بعد ثورة25 يناير والتي افتتحها الدكتور حسن بخيت أمين شعبة الجيولوجيا بالنقابة, بتحية الشهداء الذين دفعوا دماءهم ثمنا لتطهير البلاد من الفساد. أضاف بخيت أن المجتمعات البشرية تعتمد منذ فجر التاريخ علي ركيزتين أساسيتين في التنمية والتقدم والرفعة هيما الزراعة والتعدين, موضحا أهمية التعدين. وقال إنه تغيب في الفترات الماضية فالمعادن أساسية وضرورية في كل ما ننتجه أو نستورده في حياتنا اليومية. وأكد أن نهضة أوروبا وأمريكا اعتمدت علي التعدين, وقال إنه يسهم بنسبة30% من الدخل القومي للدول المتقدمة أما في مصر فلم يمثل نصيب التعدين في الدخل القومي إلا قدرا ضئيلا جدا يصل إلي1% بالرغم من أن أرض مصر صحراء شاسعة وأن97% من سكانها يعمرون5% من مساحتها. من جانبه طالب ممدوح عبدالغفور, رئيس هيئة المواد النووية السابق, بضرورة العمل علي استغلال الامكانيات الخاصة باستخراج الثروة المعدنية فيوجد الآن آلاف من مواقع التعدين للخامات الفلزية وغير الفلزية, بالإضافة إلي امتلاك مصر بعض الخامات التي تدخل في إطار الخامات التقليدية العملاقة أو المتوسطة مثل حديد أسوان وفحم المغارة وفوسفات أبوطرطور والرمال السوداء وهي كلها غير مستغلة بل إنها تستنزف من الدولة مبالغ طائلة. وأضاف أن مصر تملك ثروة معدنية في مجال الفلزات النادرة مثل البربليوم والزكيرلونيوم والنيوبيوم التي تغتبر دعامات التكنولوجيات المتقدمة, مشيرا إلي ضرورة استخراج من باطن الأرض والتجهيز بالطرق السلمية التي لا تهدر الخامة ولا تركز علي الاستخراج الأجزاء الغنية جدا وتهدر الباقي, وذلك للحصول علي الربح السريع وعدم النظر إلي الاستدامة أما التجهيز فهو العلم الذي يعالج الخام بالطرق العلمية السليمة للتغلب علي سلبياتها وتعظيم ايجابياتها. وقال الدكتور عبدالعاطي سالمان, رئيس هيئة المواد النووية السابق, إن الثقافة التعدينية لدي الشعب المصري قاصرة جدا إن لم تكن معدومة وأنه بدون هذه الثقافة ستظل الأجيال المتعاقبة واقعة في أوهام أملا في أن تتولي استغلال الثروة المعدنية في مصر ثلاث جهات حكومية مستقلة مع مجلس أعلي للثروة المعدنية. أضاف سالمان أن المساحة الجيولوجية تقوم بإعداد الخرائط الجيولوجية والتنسيق مع الجهات التي تقوم بأي نشاط في المجالات الجيولوجية والثروة المعدنية مثل هيئة المواد النووية والجامعات ومراكز البحوث وتحديث هذه الدراسات باستمرار مع التطورات العلمية الحديثة مع نشرها داخليا وخارجيا لجذب أنظار المستثمرين, بالإضافة إلي عملها كجهاز استشاري للمستثمرين نظير أجر محدد الذي يحول صندوق تمويل البحوث والدراسات المتعارف عليها في الجهات البحثية الحكومية. ودخل في الحوار الدكتور باهر عبدالحميد, أستاذ بكلية العلوم جامعة عين شمس, قائلا إن الجهة الثانية تتمثل في إصدار التصاريح التي تعمل علي تحديد مناطق التعدين والتحضير المعتمدة من المساحة الجيولوجية ووضع مواصفاتها وكل بياناتها علي خرائط مناسبة وفي ملف واحد يحصل عليه المستثمر لقاء مقابل مادي مناسب يختلف باختلاف التفاصيل التي يحتويها الملف بالإضافة إلي تحديد الشروط والالتزامات التي يتقيد بها المستثمر في الاستغلال بما يتمشي مع الأصول المتعارف عليها في استغلال خامات المناجم والمحاجر بما يحقق أقصي استفادة في الخامة بكل مكوناتها ونوعياتها وبما يحافظ علي البيئة وعلي مبدأ التواصل والاستدامة, وتعمل أيضا علي الحصول علي كل التصاريح المطلوبة للمناطق من جهات سواء حكومية أو غير حكومية.