أوضحت في المقالات السابقة الأفكار الإستراتيجية للصهيونية السياسية والاستعمار البريطاني لاحتلال فلسطين بعد استقطاعها من الشام أو سوريا الكبري وحيث بدأت الصهيونية السياسية تنفيذ مخططها الاستعماري الاستيطاني والاستيلاء علي الأرض أرض فلسطين وكيف يفرغونها من أصحابها من أجل إحلال اليهود بدلا منهم, وبنو خطتهم علي أساس علماني بحت علي طريقة الفكر الاستعماري السائد في الغرب الأوروبي. ذلك أن اليهود مادة بشرية وهم جزء من الطبيعة المادية يمكن ان يستوطنوا أي أرض فطرح هرتزل العودة بقوة السلاح بمساعدة القوي العظمي في الغرب لتأسيس الدولة اليهودية ولكنه فشل في ذلك فقام هو ورفاقه من بعده من الصهاينة السياسيين بتغيير وتعديل طبيعة المشروع الصهيوني الديني وحولوه إلي مشروع صهيوني سياسي له خصائص المشاريع الاستيطانية الاستعمارية. التي تقوم علي الآتي: أ تفريغ أوروبا من اليهود فيه فائدة تعود علي الدول الغربية التي تري في وجود اليهود بها عبئا ثقيلا والتفريغ له فائدة عظمي للصهيونية. ب إن هذا المشروع( تفريغ أوروبا من اليهود وإحلالهم بفلسطين) دعم سياسي ومادي متبادل لأن الكيان الصهيوني سيشعل كل بلاد المنطقة في صراع مرير وبالتالي سيشغلها عن الأخذ بالتنمية في كل المجالات فتظل متخلفة وفي غياب تام عن الوعي بأهداف الامبريالية والاستعمار الغربي في المنطقة وبالمقابل فان الاستفادة العظمي ستكون للدول الغربية بسبب وجود هذا الكيان الصهيوني في المنطقة الغربية وذلك بسبب الدعم غير المحدود من الدول الأوروبية والاستعمارية الذي يشمل السلاح الذي يضمن تفوقه علي العرب عسكريا وتكنولوجيا بالاضافة إلي الإمداد بالخبراء في جميع المجالات وكذا الغذاء والمواد الاستهلاكية والوقوف بجانبه في المحافل الدولية وخاصة الأممالمتحدة. التقت وجهتا النظر والمصالح للقوي الاستعمارية الغربية مع وجهتي نظر والمصالح للصهيونية السياسية ومطالبها بواسطة هرتزل وأتباعه من بعده فقامت الدول الغربية الاستعمارية بزعامة بريطانيا راعية الاستعمار الحديث بالعمل علي تنفيذ القرارات التي قدمها مؤتمر لندن1907 م حيث كان من أبرز هذه القرارات إقامة حاجز بشري قوي وغريب يحتل الجسر البري الذي يربط أوروبا بالعالم القديم ويربطها معا بالبحر المتوسط بحيث يشكل في هذه المنطقة وعلي مقربة من قناة السويس قوة صديقة للاستعمار, معادية لسكان المنطقة فقامت من جانبها بعمل اتفاقية سايكس بيكو وإصدار وتنفيذ وعد بلفور وغرس اليهود بإقامة وطن قومي لهم في قلبي المنطقة العربية في فلسطين والعمل علي إقامة وتكوين كيانات عربية مستقلة عن بعضها وتقودها حكومات عربية متفرقة وذلك بعد إعلان قيام(6) ستة دول جديدة وهي العراقوسوريا الحالية ولبنان بحدوده الان وفلسطين وشرق الاردن والعمل علي القضاء علي فكرة الوحدة العربية أو القومية العربية كل ذلك في خطوات من العمل الاستراتيجي الغربي لتنفيذ السياسة الاستعمارية في المنطقة العربية لتأمين مصالحهم الحيوية في الشرق والعالم القديم وتم اختيارها لليهود ليمكن دعمهم بما يسمي الحق التاريخي لهم في فلسطين واستنادا لعقيدتهم لما جاءت به كتبهم المقدسة وبما تنادي به الصهيونية المسيحية من عقائد الآن. مستشار أكاديمية ناصر العسكرية