يحاول أحمد أن يقتنص فرصته في الحياة حتي لو بالحديد!. أكل عيشه من طرق الحديد وهو ساخن لتشكله أنامله كيفما يشاء, لا وقت لديه يضيعه في الفيسبوك رغم سنوات عمره العشرين. حصل أحمد عبد الرحمن علي دبلوم المدارس الثانوية الصناعية ليقف في ورشة والده بشارع المعز لدين الله الفاطمي بعد أن مرض الأب ولم يعد قادرا علي العمل, فأكمل هو مشوار رعاية أشقاء ثلاثة من خلال حرفة الحدادة التي تعلمها منذ صغره عندما كان يقضي إجازاته المدرسية في مساعدة والده الذي كان يرفض امتهانه لهذه المهنة الشاقة لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن. يصنع أحمد كل عدد وأدوات الحدادة بدءا من المسامير التي يتم تشكيلها بحرفية بمقاسات مختلفة, ويصنع الكبشة وكل ما يلزم العمال من أدوات, يساعده أحيانا أحد أصدقاء الدراسة الذي فضل عدم انتظار الوظيفة هو أيضا, فيتحملان معا نار الفرن الذي يعمل طوال اليوم فيحيل أيام الصيف إلي جحيم لكنه يردد أن بالإرداة والعزيمة يلين الحديد ويتشكل من جديد.