علي فرشة بسيطة في مدخل حي الغورية يقف عم أحمد رزق باحثا عن رزقه يبيع الصحف وبجواره حفيدتيه اللتين تصران علي مساعدته بعد انتهاء يومهما الدراسي يقول عم أحمد وابتسامته الصافية ووجهه الهادئ يعكسان صورة راقية لإنسان بسيط: الثقافة مش بالتعليم, صحيح أنا متعلمتش في المدارس لكن اتعلمت من الدنيا وشفتها من خلال الجرايد, ما فيه ناس كتير متخرجين من الجامعة ولا يعرفوا حاجة عن الثقافة لأنهاهواية وحب, علشان كدة بقالي40 سنة واقف علي الفرشة دي بسافر الدنيا كلها وأنا قاعد في مكاني من خلال الصحف وبعرف أميز الناس وبحب صفحة الرياضة بالذات, أنا صحيح أكل عيشي منها لكن أنا بحقق أمنية كان نفسي فيها زمان وأنا صغير, كان والدي راجل بسيط وكان نفسي أدخل مدرسة واتعلم لكن ظروفنا كانت صعبة ومقدرشي أبويا يعلمني, كنا عايشين في أسيوط ومن50 سنة اتجوزت وجبت مراتي وابني وجيت عشت في منشية ناصر,علمت ابني هو واخته والحمد لله هما دلوقتي موظفين أما أنا فعلمت نفسي ومحيت أميتي واتعلمت إزاي أقرا وأكتب وتركت شغلة المعمار وعملت فرشة الجرايد دي منها أكل عيش ومنها معرفة وثقافة, ولما بلاقي واحد واقف يتفرج ويقرا العناوين واحس انه مش معاه ثمن الجريدة بقوله أقعد علي الكرسي جنبي إقرا وحافظ علي الجرنال زي ما هو, علشان حاسس بالناس الغلابة, ونفسي واحدة من حفيداتي تبقي صحفية واشوف اسمها منور في الجريدة.