اختلفا حول الإسلام وسورياوإيران وأمن الخليج واتفقا علي إسرائيل تحت عنوان ترامب وكلينتون وجها لوجه في السباق إلي البيت الأبيض, نشرت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية تقريرا أشارت فيه إلي أن فصل الخريف سيشهد سباقا شرسا بين المرشحين الرئاسيين, خاصة بعد انسحاب المرشح الجمهوري جيب بوش شقيق الرئيس السابق جورج بوش من سباق الانتخابات الأمريكية وهو ما يخدم منافسه دونالد ترامب صاحب الشخصية المثيرة للجدل نظرا لآرائه وأقواله التي يصفها البعض بالطريفة والغريبة. وجاءت خسارة المرشح الديمقراطي بيرني ساندرز في الانتخابات التمهيدية لولاية نيفادا بعد فشله في إقناع الناخبين السود, لتصب في صالح منافسته داخل الحزب هيلاري كلينتون التي تحظي بشعبية كبيرة ويصفها الأمريكيين بالمرأة الحديدية. ورغم أن الكثيرين يرون أن للولايات المتحدة سياسة خارجية وأجندة واضحة علي أي رئيس أن يلتزم بها إلا أن كلا من المرشحين لديهما أجندة مختلفة تماما تعهدوا بتنفيذها حال فوزهم بالرئاسة. وفي الوقت الذي اتفق فيه المرشحان علي أن تنظيم داعش الإرهابي صناعة أمريكية رأت النور عقب الغزو الأمريكي للعراق إلا أنهما اختلفا علي كيفية محاربة التنظيم, فنجد أن ترامب كان أشد قسوة علي التنظيم, إذ تعهد بمحاربته ولن يكتفي بتصفية عناصره فقط بل سيشن الحرب علي عائلات مقاتلية في كل مكان, بينما أكدت كلينتون أنه في حال فوزها بالرئاسة لن تعلن الحرب علي التنظيم لأن بلادها غير مستعدة لتلك الخطوة في الوقت الحالي وأنها تحتاج إلي تحسين جهودها, وميزانيتها لمحاربته. ويعرف ترامب بعدائه الشديد للإسلام والمسلمين إذ طالب بمنع دخولهم أمريكا, كما قام بطرد محجبة من إحدي مؤتمراته الانتخابية لمجرد أنها مسلمة وهو ما يكشف أفكاره ومعتقداته العنصرية, بينما أكدت كلينتون أن الإسلام بريء من الإرهاب وأن تشويه ترامب للإسلام يخدم في المقام الأول الاإهابيين وأجندتهم, رافضة استخدام مصطلح الإسلام المتطرف لأنه يظلم معظم المسلمين حول العالم. واختلف المرشحان أيضا حول الاتفاق النووي الذي أبرم مع إيران إذ اعتبره ترامب وصمة عار علي جبين أمريكا مشيرا إلي أن المفاوضات النووية كانت أسوأ مفاوضات شاهدها في حياته, بينما رحبت كلينتون بالاتفاق واعتبرته إنجازا مهما للدبلوماسية التي دعمتها الضغوط الدولية. وفيما يتعلق بالأزمة السورية أشاد ترامب بالرئيس السوري بشار الأسد ودوره في الحرب السورية مؤكدا أن الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين والعقيد الليبي معمر القذافي خلقت الفوضي في البلاد وأنه تعهد فور فوزه في الانتخابات بغزو سورياوالعراق للاستيلاء علي البترول, بينما رأت كلينتون أن شمس سوريا لن تشرق إلا بعد رحيل الأسد. وحول أمن الخليج واستقراره أكد ترامب أنه علي دولة الكويت دفع50% من ناتجها القومي لمدة15 عاما تعويضا عن تحريرها من العراق عام1991, في وقت أكدت فيه كلينتون أن واشنطن ملتزمة بالحفاظ علي أمن واستقرار الخليج تلك المنطقة الحيوية من العالم محاولة توطيد علاقتها بملوكها وقادتها. وكما اعتدنا فالمرشح ترامب دائما ما يغير آراءه بين لحظة وأخري فبعد أن كان رافضا لفكرة غزو العراق لأنها أدت إلي ظهور التنظيم الإرهابي داعش وخلقت الفوضي إلا أن برنامجا تليفزيونيا مسجلا في عام2002 كشف أكذوبة المرشح إذ أعلن وقتها تأييده الكامل لفكرة الغزو خاصة إذا استغلت أمريكا الموقف واستولت علي بترول العراق, بينما اعتذرت كلينتون وأبدت ندمها علي الغزو الذي كانت تؤيده في البداية رافضة تكرار هذا الخطأ من جديد. وفي الوقت الذي دعا فيه ترامب لترحيل المهاجرين الذين هربوا من ويلات الحرب في بلادهم كسورياوالعراق وأفغانستان وغيرهم, وطردهم خارج البلاد لأنهم ينشرون الفوضي والجريمة في أمريكا فضلا عن أنهم مغتصبون, ردت كلينتون علي تصريحاته مؤكدة أنه يجب استيعابهم ودمجهم داخل المجتمع مشيرة إلي أن أمريكا قامت علي أكتاف المهاجرين وهم من سيصنعون مستقبلها. وللأسف لم نجد سوي القضية الفلسطينية التي اتفق حولها المرشحين الذين أظهرا تعنتهما تجاه الفلسطينيين إذ طالب ترامب بتوطين الفلسطينيين في جزيرة بورتوريكو الأمريكية تعويضا لهم علي بلادهم التي يجب أن يتنازلوا عنها لصالح إسرائيل, مؤكدا أن الفلسطينيين يربون أطفالهم منذ الصغر علي الكراهية. ويأتي ذلك في وقت نشرت فيه صحيفة الجارديان البريطانية وثيقة مسربة لكلينتون أرسلتها إلي الملياردير اليهودي الأمريكي حاييم صابان أشارت فيها الي أن في حال توليها منصب الرئيس ستمكن تل أبيب من قتل ما يزيد عن200 ألف فلسطيني وليس ألفين فقط وهو عدد الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الأخير علي غزة, وتعهد المرشحين علي حماية أمن واستقرار إسرائيل, وهو ما يكشف نوايا كل منهما تجاه شعب الأراضي المحتلة.