المسلمون ليسوا أول من يستهدفهم المرشح الجمهوري "منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية، حتى تتمكن السلطات من تأمين البلاد من خطر الإسلاميين المتشددين"، دعوة أطلقها دونالد ترامب، الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لخوض سباق الانتخابات الأمريكية، المقرر إجراؤها في نوفمبر من العام المقبل. لكن هذه التصريحات عن منع دخول المسلمين إلى أمريكا لم تكن الأولى، إذ إنه في وقت سابق كان قال "يجب أن نكون حذرين فيما يتعلق بالمسلمين". وفي أثناء خطابه، في أحد الفعاليات الانتخابية قال "العديد من المسلمين لا يحبوننا"، مشيرًا إلى أنه شاهد بنفسه، في أعقاب حادث برج التجارة العالمي في نيويورك، الآلاف من المسلمين يحتفلون بموت الأمريكيين. وذكر في مناسبة أخرى، أنه يريد مراقبة بعض المساجد في الولاياتالمتحدة، موضحًا أن هناك شريحة عريضة من المسلمين يمثلون مشكلة كبيرة في الولاياتالمتحدة. ترامب.. تاريخ من العنصرية لم تكن تصريحات ترامب ضد المسلمين هي التصريحات العنصرية الأولى، إذ إنه كان قد استهدف المكسيكيين في بداية العام، قائلا إن "المكسيكيين الذين يتم إرسالهم إلى أمريكا مجرمون ومغتصبون". وردت نجمة البوب الكولومبية على ترامب قائلة "هذا خطاب كراهية وعنصرية يسعى إلى تقسيم البلاد التي عاشت لسنوات في تنوع وديمقراطية". وبعد تصريحات ترامب عن المسلمين خصصت صحيفة "دايلي نيوز" الأمريكية غلاف أحد أعدادها لانتقاد والسخرية، ما قاله المرشح الجمهوري، فظهر في الصفحة الأولى رسم كاريكاتوري لترامب بيده اليمنى رأس تمثال الحرية وفي يده اليسرى سيفا وجسد التمثال ملقى على الأرض وبجانبه الشعلة الشهيرة. ويقول التعليق الرئيسي للرسم "عندما تحدث ترامب عن المكسيكيين لم أهتم لأنني لست مكسيكيا، وعندما تحدث عن المسلمين لم أهتم لأنني لست مسلمًا. الآن جاء دوري..". وأثارت دعوة ترامب، التي جائت بعد مقتل 14 أمريكيا برصاص زوجين مسلمين في كاليفورنيا، ردود فعل غاضبة من جميع أنحاء العالم، باعتبارها دعوة صريحة للتحريض على الكراهية، الأمر الذي يعتبر جريمة في الميثاق العام للأمم المتحدة. وكان آخر ردود الفعل على تصريحات ترامب، تلك الحملة العالمية التي دعا إليها المخرج الأميركي مايكل مور دفاعا عن المسلمين في أميركا. ووقف المخرج، الحائز على جائزة الأوسكار، أمام أحد الفنادق المملوكة لترامب حاملا لافتة تقول "كلنا مسلمون". كما أدانت ملالا يوسف، الناشطة الباكستانية، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، تصريحات ترامب، قائلة "أمر مأساوي حقا أن نسمع هذه التعليقات المليئة بالكراهية، والتي ترسخ عقيدة التمييز تجاه الآخرين". وعلى الصعيد الرسمي، أدان البيت الأبيض بقوة تصريحات ترامب، معتبرا أنها "تتناقض" مع القيم الأمريكية. وقال بن رودس، مستشار الرئيس باراك أوباما "إنه أمر مخالف تماما لقيمنا كأمريكيين"، مشيرًا إلى أن "احترام حرية الديانة مدرج في إعلان الحقوق". وأوضح "إنه مخالف أيضا لأمننا"، مشيرا إلى أن متطرفي تنظيم "داعش" يسعون بالتحديد إلى إعطاء الانطباع بأنها "حرب بين الولاياتالمتحدة والمسلمين". من جانبه، انتقد رئيس الحكومة البريطانية، ديفيد كاميرون، أمام مجلس العموم بشدة تصريحات ترامب حول المسلمين، ووصفها بأنها "تثير الفرقة، حمقاء وكاذبة"، مشيرًا إلى أنها تستهدف الناخبين الأمريكيين الذين يسعى ترامب للحصول على أصواتهم. نصف مليون بريطاني تصريحات ترامب أثارت حفيظة البريطانيين أيضًا، إلى حد دفع أكثر من نصف مليون مواطن بريطاني للتوقيع على عريضة تطالب منع دخوله لبلادهم، وجاء في العريضة: "حظرت المملكة المتحدة دخول العديد من الأفراد لخطاب الكراهية، ينبغي تطبيق نفس المبادئ على كل من يرغب في دخول المملكة المتحدة، إذا واصلت الدولة تطبيق هذه المعايير على من يرغب في دخول حدودها، فإنه يجب أن تطبق على الأغنياء والفقراء والضعفاء والأكثر قوة أيضًا". ووفقا للقانون في المملكة المتحدة، فإن وزارة الداخلية لديها صلاحيات لحظر دخول أي شخصية إلى المملكة تحت عنوان "سياسة إقصاء السلوكيات غير المقبولة أو التطرف". المرشحون المنافسون وردًا على تصريحات ترامب، قال المرشح الديمقراطي مارتن أومالي إن "دونالد ترامب بدد كل الشكوك: هو يقوم بحملته الرئاسية بشكل فاشي وديماجوجي". بيرني ساندرز، الذي يسعى للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لخوض سباق الانتخابات الرئاسي، أدان تصريحات ترامب قائلا "يجب علينا ألا ننسى أبدا ما حدث في ظل الأيديولوجية العنصرية النازية، الأمر الذي أدى إلى وفاة الملايين والملايين من الناس، بما في ذلك أفراد أسرتي"، وذلك في لقاء له من داخل مسجد في واشنطن. أما هيلاري كلينتون التي تعتبر المنافسة الأقوى لترامب، فقالت "ما تسمعونه من ترامب وباقي المرشحين الجمهوريين، خطأ كبير لا لبس فيه، ويتعارض مع قيمنا كأمة، والآن هو الوقت الأفضل بالنسبة إلينا جميعا بما في ذلك أعضاء الحزب الجمهوري، لنقف ضد البغض والكراهية، والأقوال والأفعال الخطرة". وأضافت "اقتراح ترامب الأخير مخجل وخطير، ولكن في الحقيقة العديد من المرشحين الجمهوريين يطلقون تصريحات متطرفة ضد المسلمين، قد تكون منمقة أكثر، ولكن أفكارهم لا تختلف عن ترامب". 51% من الأمريكين لا يخافون من المسلمين وفي أول استطلاع للرأي أجرته رويترز بالتعاون مع مؤسسة "إيبسوس"، بعد تصريحات ترامب وحادثة "سان برناندينو"، أظهر أن 51 % من الأميركيين ينظرون للمسلمين، الذين يعيشون في الولاياتالمتحدة، بنفس الطريقة التي ينظرون بها للمجتمعات الأخرى، في حين أن 14.6% فقط خائفون بشكل عام.