خيط رفيع ذلك الذي يفصل بين الرحمة والتجاهل فهناك من يصدق أن حالة ما في حاجة إلي أن يقدم لها يد المساعدة, وهناك من لا يقتنع وقد تكون قناعة من يصدق ترجع لطيبته أو رغبته في التقرب إلي الله عز وجل وتكون قناعة من لم يقدر حاجة الحالة ولم يصدقها أنه تعرض لكثير من هذه الحالات كان أصحابها يتاجرون بمآسيهم من شخص لآخر ومن مؤسسة خيرية لغيرها., ولكن تبقي الرحمة بداخلنا جزءا لا يتجزأ في قلوبنا بعيدا عن مزايدات التشدق بالخير أو حتي ألاعيب من يتصيدون الخير في نفوس الخيرين وقلوبهم مهنة يتاجرون بها ويتكسبون منها. أردت أن أقول إن رسولنا الكريم صدق القول الخير في وفي أمتي إلي يوم القيامة. ومن يفعل الخير لا ينظر إن كان قد راح لأهله أم ضاع سدي فليس هو من يجازي عنه ولكنه يقع في يد صاحبه حيث رب العزة هو من يجازي عنه أو يسلط عقابه علي من تجرأ واتجر بأناه البسطاء وعطايا المحسنين. وفي يقيني أن مبلغ العلم ان يصنع المرء لنفسه مقاييس للخير و لكن علي أن تكون وفق المقاييس التي حددها القرآن الكريم. قال تعالي: انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون( سورة التوبة:41) وهكذا فإن بذل المال والنفس في سبيل مرضاة الله هو الخير وذلك مقياس من آلاف المقاييس التي حددها القرآن. ومنها أيضا أفمن أسس بنيانه علي تقوي من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه علي شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين( سورة التوبة:109) وأسس بنيانه هنا تعني بالتأكيد أنه اختار عمله المشروع والذي يرضي الله عز وجل, وينفع المسلمين. ليتنا نخصص من أموالنا وأعمالنا شيئا من خير نتقرب به إلي الله عز وجل مسترشدين بالقرآن الكريم وهدي نبينا الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم. خ. ح.ا [email protected]