سبعون عاما قضاها عم أحمد ضياء الدين في شارع محمد علي أحد أهم الشوارع الفنية حتي أصبح علامة مميزة من علاماته.. إنه أشهر ترزي لبدل الرقص الشرقي, و أشهر مصمم ملابس استعراضات و كان نائبا لرئيس النقابة العامة للعاملين بالطباعة والإعلام. ويقول أحمد ضياء الدين الشارع كله يعرفني ويعرف عنواني حيث إنني من أقدم سكان شارع محمد علي, ولدت فيه وعشت الصبا و الشباب و أيام الشقاوة والفن و الإبداع أيام ما كان شارع محمد علي يأتيه كل من يريد الشهرة و عاصرت فنانين كثيرين, فقد كانت الفنانة لوسي والفنانة فيفي عبده جيراني هنا زمان وغيرهن كثير هما نسيوا ولكنني لم أنس جيراني و أصدقائي, ورثت المهنة من والدي و لكني لن أورثها لأبنائي لأن الدنيا تغيرت.. حتي شارع محمد علي الذي كان ملء السمع و البصر لم يعد كما كان كل الفنانين تركوه وأصبح شارعا تجاريا عاديا انتشرت فية تجارة الأدوات المنزلية و المنتجات الخشبية. ويضيف عم أحمد: زمان كان الشارع كله مقاهي فن و كل حارة فيها راقصة وأسطي ومعاها فرقتها كل بدل الرقص الخاص بهن كنت بفصلها أشكال وألوان, لا كان فيه بدل صيني ولاغيره كله كان صنعة إيدي. فوازير قيمة وسيما كانت كل ملابسها من تصميماتي ومن وحي خيالي ومن بعدها قطاع الإنتاج تعاقد معي علي أعمال كثيرة وملابس استعراضية وبدوية وصعيدية وأصدرت أول مجلة متخصصة في الرقص الشرقي بمناسبة إشرافي علي أول مهرجان رقص شرقي وكان ذلك في لثمانييات وبداية التسعينسات ودخلت النقابة العامة للعاملين بالطباعة والإعلام حتي وصلت لدرجة نائب رئيس النقابة بس ظروفي منعتني من الاستمرار فيها في السنوات الأخيرة. ويؤكد عم أحمد كما يناديه أهل الشارع أنه معتز بوجوده في شارع محمد علي, لأنه مثل السمك لو خرج من الشارع هيموت لذلك هو يحافظ علي ورشته وبعض العاملين بها حتي إنها الورشة الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بتاريخها ونشاطها, وتقاوم الاندثار بعد أن أغلقت كل المحلات المرتبطة بالفن ودنيا العوالم, ويضيف عم أحمد الفن كان زمان والرقص راحت أيامه دلوقتي الحال اتبدل والدنيا اتغيرت كل من هب ودب دخل المهنة.