أكد السيناريست محمد الباسوسي أنه ظل متابعا لقصة نجاح الفنان عبده السيد, باحثا وراء ما يردده البعض بأن الفنان التشكيلي يعيش في برج عاجي بمنعزل عن الناس, حتي التقي به في ألمانيا ليجده نموذجا للشباب المصري المكافح خارج حدود الوطن, مشيرا إلي أن عبده هو البطل الحقيقي لمسلسل راجعلك يا اسكندرية تأليفه وإخراج هاني لاشين ولعب شخصيته الفنان خالد النبوي. وتناول الأماكن الحقيقية التي ارتادها الفنان بفرنسا وألمانيا, وحقق أعلي نسبة مشاهدة في الوطن العربي بعد أن ظلت دبي تعرضه حصريا قبل عرضه مؤخرا بمصر وأضاف قائلا رغم إلحاحي الشديد لإقناع الفنان بالعودة إلي حضن الوطن وإقامة أول معرض لإبداعاته وحق الجمهور المصري مشاهدتها, إلا أنه رفض في البداية الظهور الإعلامي, ووافق بعد ضغط شديد أيضا من زوجته مني الأحمر علي عرض24 عملا فنيا في مجال التصوير الزيتي والأكريلك, بعنوان قصة بلا نهاية بإتيلية الإسكندرية, يستمر حتي نهاية يناير الجاري. من جانبها أشارت مني الأحمر زوجة الفنان عبده السيد إلي ارتباطها به منذ24 عاما وأنجبت ابنيهما كريم ونور, مؤكدة علي رحلة كفاحه عقب التحاقه بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية ولتميزه بالسنة الأولي أرسلته الجامعة إلي بعثة بألمانيا ضمن أوائل كلية الفنون الجميلة عام1964, وعند اندلاع حرب67, توترت العلاقات المصرية الألمانية تم ترحيل كل البعثات المصرية, إلا أنه قرر التخلف عن البعثة والإقامة لاستكمال رحلة الاعتماد علي النفس مبكرا ليقيم بحجرة صغيرة جدا بحي الرسامين بباريس, ساعيا لبيع لوحاته بأقل الأسعار ليقتات بثمنها طعامة اليومي فقط, ثم قرر استكمال دراسته الجامعية في كلية الهندسة بجامعة آخن الألمانية, ممولا أيضا من نتاج بيع مقتنياته الفنية, ليشهد فترة مريرة من الصراع النفسي عاني منها كثيرا بسبب تمسكه بالعادات والتقاليد المصرية في مجتمع منفتح يتقبل الآخر, حتي وصل في نهاية المطاف لإنشاء كبري الشركات الهندسية التي حققت نجاحا كبيرا في تصميم عدد من الإنشاءات المائية, مكنته أن يكون ضمن أبرز الشخصيات في ألمانيا. وأضافت: عقب ثورة25 يناير2011 قرر العودة إلي حضن الوطن رصدا لتجربته الفنية خلال معرضه المقام حاليا, بجانب المشروع الذي حلم به طويلا في مجال الإنشاءات المائية وتخطيط المدن وحماية البيئة.