أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أن مصر ستخرج من الاحتجاجات والمظاهرات التي اندلعت في الآونة الأخيرة أقوي مما كانت وأن تلك الأحداث ستكون علامة فارقة في تاريخها مضيفا أن مصر محسودة ومستهدفة من قبل الكثير من القوي الخارجية منذ قديم الأزل وقال: واجبنا الآن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. واستنكر مفتي الديار المصرية خلال زياراته أمس المصابين نتيجة الأحداث الأخيرة الموجودين بمستشفي الحسين الجامعي التغطية الإعلامية لبعض القنوات الفضائية خاصة قناة الجزيرة وتدخل بعض الدول الأجنبية في شئون مصر الداخلية. وردا علي الدعوة المشبوهة لقناة الجزيرة لإسقاط مصر قال لهم: روحوا اسقطوا أرواحكم. وعن مرشد الثورة الإيراني آية الله خامنئي والعديد من الدول التي دأبت أخيرا علي التدخل في شئوننا الداخلية قال انه يهرفون بما لا يعرفون, مطالبا بضرورة وجود إعلام مهني وقوي يستطيع توصيل الرسائل الإعلامية بمصداقية ويكسب ثقة المواطنين لأن الإعلام الجيد يطرد الإعلام الرديء, مؤكدا أن أحد الدروس المستفادة من الأحداث الأخيرة حاجتنا إلي إعلام جيد وقوي يغني عن الجزيرة وأخواتها. أضاف أننا نفعل ما نشاء لصالحنا وهذا أمر مشروع.. وتساءل عن سكوت الجزيرة عندما أغلقتها أمريكا أثناء حربها علي العراق وكذلك السعودية والإمارات من قبل وما سمعنا لهم من صوت؟ وشدد علي ضرورة الإسراع بحل مشكلات البطالة والفقر والمرض أو ما يسمي بدائرة الفقر المدقع المغلقة لأنها إحدي أكبر المصائب التي تواجه المجتمع وأحد الأسباب التي دفعت الشباب للتظاهر وباعتبارها أحد الحقوق الأساسية للإنسان. وقال: إن مؤسسة مصر الخير ستتولي التنسيق مع كل المستشفيات علي مستوي الجمهورية لتقديم مساعدتها للمصابين المحتاجين, مؤكدا أن المؤسسة ستقدم خدماتها لكل المصابين بغض النظر عن انتماءاتهم وهل هم معارضون أو مؤيدون للحكومة. مضيفا أن المساعدات ستتضمن توفير الأدوية والإعانات للمصابين بعاهات مستديمة وتكلفة العمليات وذلك حسب حالة كل مصاب. أضاف أن المؤسسة لديها العديد من الأفكار للقضاء علي المشكلات التي تواجه المجتمع ومنها مشروع يمكن أن يوفر10 ملايين فرصة عمل من خلال عمل ممر للتنمية وتوطين الشباب بعرض8 كيلو مترات علي جانبي قناة السويس, معربا عن إعجابه بالتجربة الهندية في التنمية والإدارة قائلا: التجربة الهندية تجربة غريبة وعجيبة وتختلف عن المدرسة الأمريكية لأن الهند ثاني أكبر دول العالم من حيث السكان ومن أشدها فقرا ورغم ذلك لديها معدلات نمو عالية وتقارب الدول المتقدمة. وقال إن ميدان التحرير من الصعب عليه أن يستوعب مليون شخص كما تقول بعض القنوات فخلال زيارتي الأخيرة للهند حضر ما يقرب من مليون شخص إحدي الخطب التي ألقيتها هناك وكانوا علي امتداد8 كيلو مترات علي الشمال واليمين, أما ميدان التحرير فمساحته250 مترا في180 مترا فكيف يستوعب هذا الرقم الكبير وأظن أنه لا يستوعب أكثر من20 ألفا وأثناء جنازة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خرج3 ملايين شخص بالقاهرة ملأوها في ذلك الوقت. أضاف: من حق الشباب أن يتظاهر لأنه حق من حقوق الإنسان كما أنه حق دستوري ونوع من أنواع التعبير عن الرأي وأحد وسائل الضغط علي الحكومات ولكن بشرط أن تكون بعيدة عن شلل البلاد وتعطيل مصالح العباد لأن هذا دمار غير مقبول ولدينا حدائق كثيرة يمكن استغلالها لممارسة هذا الحق مثل الأورمان والأزهر والحديقة الدولية, كما أنني أتمني أن تعود الحياة لطبيعتها فهم يمكنهم الاحتجاج في أي مكان يصل صوتهم فيه لوسائل الإعلام والحكومة وليس شرطا أن يكون ميدان التحرير مضيفا: عمر الديمقراطية ما سمحت للحرية أن تتعدي لإيذاء الغير. وقال إن استمرار التظاهر سيؤدي إلي انتشار البطالة وانخفاض مستوي المعيشة وخسائر بالمليارات فضلا عن انخفاض مستوي الائتمان لدي المؤسسات العالمية وذلك سيؤدي للهلاك ويضع البلاد علي حافة الانهيار, مؤكدا أن الجميع يرفض ذلك.