زحام وتكدس واختناقات مرورية لا تنتهي بشوارع مدينة بني سويف.. باتت معها المدينة الجميلة الهادئة خانقة ولا تستوعب قاطنيها فالشلل المروري عرض مستمر بخلاف مزلقانات السكة الحديد, فيما ساهمت المدارس والكليات والمواقف العشوائية في إحداث فوضي عارمة, وعن السيارات الملاكي التي توجد أمام الأبراج بالعشرات فحدث ولا حرج فلا جراجات ولا متسع بشوارع المدينة الضيقة التي لم تعد مسبقا لتستوعب التمدد العمراني في ظل عدم إنشاء طرق بديلة أو محاور تقلل من الزحام الرهيب الذي أصبح يتنافس مع القاهرة الكبري. يقول محمد شحاتة موظف زادت أعداد السيارات الملاكي بمدينة بني سويف أضعاف ما كانت عليه خلال العشر سنوات الأخيرة بخلاف سيارات التاكسي والسرفيس في الوقت الذي لا يتعدي فيه عدد شوارع مدينة بني سويف الرئيسية أصابع اليدين وجميعها مكتظة بالمحلات التجارية والمدارس والمصالح الحكومية وهو ما يجعل الضغط عليها شديدا ولا تتحمله وبالتالي تصاب المدينة بالشلل التام منذ السابعة صباحا حتي الرابعة عصرا. ويضيف الدكتور باسم إبراهيم بالبحوث الزراعية امتلأت محافظة بني سويف بشكل غير مسبوق بالأبراج السكنية فالجميع يقوم بهدم بيته المكون من طابق أو طابقين ليبني محله برجا سكنيا دون مراعاة لقوانين المحليات التي تلزمه ببناء جراج أسفل البرج لتصبح الشوارع التي تقام بها تلك الأبراج دون جراجات عمومية وبالتالي تضيق المساحات بالشوارع علي السيارات المارة فضلا عن تسبب التوسعات في البناء شرق النيل والتي أيضا يصب قاطنوها داخل المدينة لقضاء مصالحهم في ظل وجود السواد الأعظم من المصالح الحكومية والمدارس الخاصة وسط العاصمة. ويشير وائل مصطفي موظف الي المصيبة الكبري علي حد قوله بوجود4 مزلقانات داخل مدينة بني سويف مطورة وهي تعني غلق تلك المزلقانات أكثر من16 ساعة في اليوم بمعدل ربع ساعة أو أكثر عند مرور كل قطار في ظل وجود قطار كل5 دقائق يمر بالمحافظة وهو ما يتسبب في غلق شارع بورسعيد بأكمله وحي الغمراوي ومحيي الدين والكورنيش لتصاب الحياة بالشلل التام الأمر الذي يستوجب من المسئولين إنشاء كباري أعلي تلك المزلقانات أو إقامة أنفاق للحد من الزحام الذي نعيشه داخل المحافظة بشكل مستمر. وتري عبير مجاهد ربة منزل ان كورنيش النيل الذي يعتبر المتنفس الوحيد للمدينة أصبح يعد من أكثر المناطق الخانقة بالمحافظة فالكورنيش برغم انه اتجاهان ذهابا وإيابا إلا انه لا يتسع الا لمرور سيارة واحدة في ظل استغلال أصحاب السيارات للكورنيش كجراج لسياراتهم علي الجانبين وهو ما نعاني منه ليلا ونهارا ناهيك عن شارع عبد السلام عارف الموازي للكورنيش الذي يشهد الاختناق الأكبر فالشرطة العسكرية أغلقت الشارع تماما أمامها تأمينا لها ووحدة الإطفاء أغلقت أيضا الشارع أمامها لتضطر السيارات للسير عكسيا في الاتجاهين وهو ما يتسبب في الحوادث والاختناقات أيضا طيلة اليوم. ومن جانبه أكد العميد حسام الشايب مدير إدارة مرور بني سويف, أن أهم أسباب الزحام والتكدس المروري ببعض شوارع وأحياء مدينة بني سويف يرجع إلي عدة عوامل منها عدم وجود مهندسي تخطيط طرق طيلة السنوات السابقة, ما أدي إلي انتشار المواقف العشوائية وعدم خلق محاور مرورية جديدة لتنظيم الحركة المرورية وتناسبها مع الزيادة في عدد السيارات والمواطنين. وأضاف الشايب أن من بين أسباب الزحام والتكدس المروري ظاهرة انتشار الأبراج السكنية في مختلف مدن المحافظة وعدم التزام المحليات بتطبيق القانون الذي يلزم هذه الأبراج بوجود جراجات أسفل تلك الأبراج لاستيعاب سيارات قاطنيها وهو سبب آخر رئيسي في تكدس السيارات في الشوارع الرئيسية خاصة في ظل عدم وجود بديل أو مساحات أراضي فضاء لركن السيارات. وطالب الشايب المحليات بضرورة التطبيق الحرفي للقانون وعدم التحايل وإلغاء أي استثناءات, متسائلا كيف يسمح ببناء مستشفي دون توفير جراج به للسيارات, مشيرا إلي أن الفوضي وعدم احترام القانون يجب ألا يصلا لذلك المستوي من التدني, الذي يدفع المدينة خلال سنوات إلي الشلل المروري التام. ولفت إلي أنه يتم إنشاء الأبراج وتتحول الجراجات إلي محلات وهو ما يزيد عدد السيارات المتوقفة أمام هذه الأبراج ورجال المرور يعانون من كل تلك التجاوزات ومخالفة القانون خاصة في ظل وجود عيادات وبعض المستشفيات الخاصة تستقبل المرضي وكبار السن. وطالب مدير المرور بالتدخل العاجل والسريع لتقنين هذه المخالفات, قائلا اخشي أن تزداد المشكلة حتي نصل لمرحلة عدم وجود حل.