بيروت أ.ش.أ: قبل يومين من استئناف المشاورات النيابية لتسمية رئيس الوزراء اللبناني الجديد اشتعلت الحرب الكلامية بين الأكثيرية والمعارضة, حيث نفي سعد الحريري رئيس حكومة تصريف الأعمال التوقيع علي بنود ورقة التسوية السعودية السورية التي عرضها النائب وليد جنبلاط أمس الأول, ونشرتها بعض الصحف اللبنانة أمس فيما اتهم نبيه بري رئيس مجلس النواب الحريري بتسليم وزيري خارجية قطر وتركيا ورقة بنود تضليلية في محاولة استباقية لافشال مهمتهما. وأوضح الحريري- في بيان لمكتبه الاعلامي- ان الأمور بقيت في إطار النقاش من خلال سلة متكاملة وفقا لخريطة طريق وعلي قاعدة التوجيهات التي سبق أن عبر عنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.ولفت الحريري الي ان موافقته علي صيغة التسوية في اطار المشاورات السعودية السورية ومن خلال الجهود القطرية التركية الأخيرة تتناول عدة مستويات ولا تقف عند حدود الورقة التي عرضها النائب جنبلاط وانما كانت مجرد خطوة في مسار دبلوماسي وسياسي. وأضاف أن هذا المسار كان من المفترض أن يؤدي الي صيغة متكاملة للمصالحة الوطنية من ضمن آلية متابعة تتولاها عدد من الدول الشقيقة والصديقة وتؤكد تطبيق إتفاق الطائف وإلتزام إتفاق الدوحة ومعالجة معضلة إستخدام السلاح في بت الخلافات السياسية ومعالجة البؤر الأمنية في كافة المناطق اللبنانية وتنفيذ مقررات الحوار الوطني. في الوقت نفسه, اتهم نبيه بري رئاسة الحكومة اللبنانية بأنها سلمت وزيري خاجية قطر وتركيا خلال قيامهما بمساعي الوساطة الاخيرة في بيروت ورقة بنود تضليلية في محاولة استباقية لافشال مهمتهما. وقال بري في رد فند فيه بيان الحريري الذي اتهم فيه المعارضة بانها قدمت ورقة بنود لا هدف لها سوي الالتفاف علي اتفاق الطائف وحصار رئاسة الحكومة بان المعارضة هي من طالب بصيغة متكاملة للمصالحة الوطنية تلغي صفة المعارضة والموالاة عبر حكومة انقاذ وطني وتطبيق اتفاق الطائف دون استنسابية والالتزام باتفاق الدوحة وتنفيذ مقررات الحوار الوطني. واشار بري الي ان ورقة المعارضة تضمنت ايضا مطلب وضع نظام داخلي لمجلس الوزراء منعا للتزوير الذي يحدث حاليا في المقررات ونشرها بخلاف واقع صدورها واعادة توزيع الحقائب الوزارية السيادية حتي لا تبقي وزارات حكرا علي طوائف دون اخري خاصة للنهب المالي القائم علي قدم وساق منذ حوالي عقدين من الزمن والغاء الهيئات غير الشرعية. وأكد استعداد المعارضة لتنفيذ الاتفاق المعقود بينه وبين الحريري حول القوانين ال69 التي اتخذتها حكومة فؤاد السنيورة بأن يوقع الحريري مع الرئيس ميشال سليمان علي مراسيم ارسالها مجددا الي مجلس النواب وليس بمخالفة القواعد الدستورية وتجاهل موقع رئاسة الجمهورية كما فعل السنيورة. وطالب بري الحريري بالكف عن التحريض والتلطي بالدفاع عن موقع رئاسة الحكومة للتستر في الدفاع عن مصالح وأشخاص وتجيير مؤسسات لامارة وهمية بحسب تعبيره. وشدد علي حرص المعارضة علي رئاسة الحكومة من ضمن الدستور معتبرا ان المشكلة في لبنان هي ان هناك من يحاول امتطاء صهوة الطائفية والمذهبية للقفز فقط فوق القوانين والدساتير.واتهم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع, المعارضة بأنها دفعت الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلي تأجيل الاستشارات البرلمانية لتسمية المرشح لتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة.واعتبر جعجع- في مؤتمر صحفي عقده أمس السبت- أن الحريري كان سينال70 صوتا من أصوات النواب خلال الاستشارات مما يؤهله لتكليفه بتشكيل الحكومة, مشيرا إلي أن المعارضة استخدمت المسعي القطري التركي حجة عرضتها علي الرئيس سليمان الذي اقتنع بها لتأجيل الاستشارات.