نتائج المرحلة الأولي من الانتخابات البرلمانية, وخروج حزب النور خالي الوفاض.له دلالة يراها كل فريق وفق هواه, هناك من يراها وضعا طبيعيا لرفض الشارع للحزب السلفي والنور ذاته يراها خيانة ويرفع كثير من أعضائه شعار كلهم خانوك يا ريتشارد. من جانبنا نحاور د. شعبان عبد العليم, عضو المجلس الرئاسي والهيئة العليا لحزب النور, الذي أكد أن بعض قواعد حزب النور لم تشارك في الانتخابات, لقناعتهم بأن الدولة لا تريد معارضة في البرلمان, وأنه جاء لتمرير قوانين وتعديلات دستورية معينة, مشيرا إلي حزب النور كان يعمل وسط كماشة ضاغطة عليه, الإخوان وإعلامهم من جانب, وشركاء30 يونيو من جانب آخر.. وإلي تفاصيل الحوار.. علي الرغم من الآمال الكبيرة التي كان يعقدها حزب النور علي نتائج مرشحيه في الجولة الأولي من الانتخابات البرلمانية, تيمنا بانتخابات2011 والتي حصل فيها علي25% من المقاعد, فإنه قد خرج صفر اليدين في هذه المرحلة ولم يحصل علي شيء.. بما تفسر ذلك؟ لو نظرنا إلي نتائج حزب النور في غرب الدلتا, في الإسكندرية والبحيرة ومرسي مطروح, نجد أن الحزب استطاع الحصول علي572 ألف صوت من جملة مليون و900 ألف صوت, بما يوازي ثلث الكتلة التصويتية لقائمته منفردا, بينما حصلت قائمة في حب مصر وتيار الاستقلال والجبهة الديمقراطية ويمثلهم نحو56 حزبا, علي ثلثي المقاعد, وبذلك تكون قائمة حزب النور قد تبوأت المرتبة الثانية بعد قائمة في حب مصر والتي تضم عشرة أحزاب, والمرتبة الأولي علي جميع الأحزاب والائتلافات التي شاركت في القوائم, ولو كان نظام الانتخاب بالقائمة النسبية وليس المغلقة, لحصل النور علي نحو36% من المقاعد, وأعتقد أن هذه نتيجة مشرفة جدا, لكن قانون الانتخابات السيء, هو السبب في عدم حصول الحزب علي مقاعد لقائمته, علي الرغم من حصوله علي ثلث الكتلة التصويتية, بسبب نظام القائمة المطلقة, الذي يهدر أصوات المرشحين, كما أن الحزب يخوض انتخابات الإعادة علي23 مقعدا, وما زال الوقت مبكرا للقول إن الحزب خرج صفر اليدين. يضاف إلي ذلك عوامل كثيرة أخري قد أسهمت في هذه النتيجة ومنها ما شاب العملية الانتخابية من خروقات وتجاوزات خطيرة تمثلت في الحملة الإعلامية الممنهجة التي مورست ضد الحزب قبل وأثناء الانتخابات لتشويه صورة الحزب وتنفير الناس منه, وظهور المال السياسي والرشاوي الانتخابية بصورة لم تشهدها الانتخابات البرلمانية من قبل, وحدث هذا جهارا نهارا أمام الجميع, ودون أدني تحرك من أحد لوقف هذه المهزلة, والتربص الأمني الواضح بأعضاء حزب النور, في بعض الأماكن, والتضييق عليهم وترهيبهم, مع غض الطرف عن كل ما يفعله المنافسون من تجاوزات, وفي ظل هذا المناخ الصعب الذي يفتقد لأبسط قواعد العدل والحيادية والنزاهة وشرف المنافسة السياسية, خاض حزب النور الانتخابات وحقق هذه النتائج الكبيرة التي ذكرناها. كانت هناك نقاشات مفتوحة وحوارات مجتمعية حول قانون الانتخابات لماذا وافقتم عليه إذا كان بهذا السوء؟ حاولنا نحن وغيرنا أن نغير قانون الانتخابات هذا بسبب القائمة المغلقة, وبسبب الفردي أيضا, لأن49% من الأصوات لا تأخذ بهم أي شيء, و50% زائد صوت, تأخذ كل شيء, وكان يمكن أن يكون وزنك النسبي بالنسبة للفردي49% من الناخبين, لكن الحكومة لم تستجب. الإعلام ساندكم وأيد موقفكم بعد30 يونيو, و3 يوليو, وبعد عزل مرسي فلماذا أخذ منكم هذا الموقف الآن؟ هذا إعلام رجال الأعمال, ولهم أجندات خاصة, ويريدون الاستحواذ علي البرلمان المقبل, وهذه الحرب ضدنا في الإعلام ما هي إلا كيد سياسي, وللأسف بعض القنوات والجرائد الرسمية تورطت في نفس الموضوع, والدولة تسمع وتبصر ولم يردعهم أحد, وهناك الإعلام المؤيد للشرعية الذي يشتمنا ليل نهار. هل تعتقد أن الهجوم عليكم في الإعلام الرسمي موجه أم أنها مجرد انتقادات عادية؟ أنا لي الواقع ولا أعلم ما خلف الكواليس, ولا أعلم إن كانت هناك توجيهات من أحد أم لا. بصراحة.. هل تعرضتم لأي ضغوط أو تم إعطاؤكم وعودا بأشياء معينة خلال المرحلة الثانية من الانتخابات نظير عدم انسحابكم؟ أنا الأمين العام المساعد للحزب وعضو في المجلس الرئاسي وفي اللجنة العليا, ووالله لم يتصل بي أحد بهذا الشأن, ولم أسمع عن شيء من هذا القبيل. الشيخ ياسر برهامي قال في إحدي مداخلاته إنه لم يستطع إقناع أولاده بالنزول للانتخاب وواضح أن الإقبال كان ضعيفا.. لماذا فشلتم في إقناع قواعدكم بالنزول؟ من الواضح طبعا أن بعض قواعد حزب النور لم تشارك في الانتخابات, وهذا بسبب انتشار ظاهرة المال السياسي القدر, وبسبب الإعلام الذي يذبح فينا يوميا, فالكثير اعتقد أن هذا إعلام موجه, وأنه لا يعمل بطريقة تلقائية, وسواء كان هذا الاعتقاد صحيحا أم خاطئا, فالبعض أصبحت لديه قناعة أن الدولة لا تريد معارضة في البرلمان, وأن هذا البرلمان جاء لتمرير قوانين ولتعديلات دستورية معينة, لذلك أحجموا عن النزول, وهذا الكلام ينطبق علي السلفيين وغيرهم, فمعظم المثقفين لم يخرجوا أيضا. لكن هناك حديث عن صفقة من نوع ما بينكم وبين السلطة؟ لو كانت هناك صفقات لظهرت علي أرض الواقع, ولما كانت هذه النتائج, وكانوا يقولون إننا تركنا لهم الصعيد مقابل أن يتركوا لنا الإسكندرية وغرب الدلتا لقوة التيار السلفي في هذه المناطق, وها هم لم يتركوا لك شيئا, فأين الصفقة؟ هل عزوف قواعد حزب النور عن المشاركة كان بسبب وجود الأقباط علي قوائمكم؟ هذا الكلام غير حقيقي, فالقائمة التي تضم أقباطا في الإسكندرية, أخذت نحو572 ألف صوت, وفي الصعيد لم تكن لدينا قائمة ولا أقباط ومع ذلك كانت نسبة المشاركة متدنية للغاية. هناك كلام منسوب ل اللواء سامح سيف اليزل بأنه سيسعي من خلال البرلمان المقبل لزيادة صلاحيات الرئيس وتقليص صلاحيات البرلمان.. ما رأيك في هذا الكلام؟ سمعت هذا الكلام, وهذا كلام صادم, لأن الدستور لم يطبق بعد حتي تعرف صلاحيات الرئيس من صلاحيات البرلمان, وإذا كانت الأمور متجهة إلي هذا, فربنا يصلح الحال.