رغم التقدم السريع في العلاقات السياسية التي توجت بالزيارات المتبادلة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين, تبحث علاقات التعاون الاقتصادي بين القاهرةوموسكو, عن خارطة طريق جديدة تنقل البلدين إلي آفاق أوسع. خاصة في ظل قوة دفع قوية وتكليفات واضحة من القيادتين في البلدين بالوصول بالعلاقات إلي الشراكة الاقتصادية الحقيقية التي تفتح الأبواب التجارية بين مصر وروسيا دون قيود ولا معوقات, إذ إن القاهرة تستعد لاستقبال أكبر وفد روسي يضم ما يزيد علي100 شركة روسية من أكبر الشركات الأسبوع المقبل, للدخول في شراكات استثمارية, وتجارية تعد الأكبر منذ ثورة25 يناير, وسط رغبة مشتركة في الإسراع بالتوصل إلي اتفاق منطقة تجارة حرة يفتح المجال بين البلدين في تبادل حر للصادرات والواردات, ويوفر للمنتجات المصرية فرصة الدخول إلي سوق روسية- آسيويةضخمة دون قيود. وقد تصدرت هذه القضية قائمة الموضوعات التي ناقشها أمس وزير الصناعة والتجارة منير فخري عبد النور مع السفير الروسي بالقاهرة سيرجي كيريتشينكو, ولعل الملفات الساخنة التي تعوق حركة التعاون الاقتصادي بين البلدين لا تزال في حاجة إلي إجراءات حاسمة من البلدين خاصة في ظل استمرار المعوقات التي تواجه الصادرات المصريةفي السوق الروسية,وكان آخرها ما تناقلته وسائل إعلام روسية قبل يومين حول رفض موسكو دخول شحنات برتقال مصرية بسبب عدم صلاحيتها, وهو ما لم ترد عليه وزارة التجارة, بل وترفض التعليق عليه واكتفي منير فخري عبد النور بالقول إنه يجري حاليا التنسيق مع الجانب الروسي لإيفاد لجنة من جهات الفحص الروسية إلي مصر, لفحص المنتجات المصرية من الحاصلات الزراعية قبل شحنها إلي السوق الروسية أسوة بما هو متبع عند تصدير القمح الروسي لمصر, مشيرا إلي أن هذا الأمر سيسهم في انسياب وتدفق صادرات الحاصلات الزراعية وبصفة خاصة الخضر والفواكه للسوق الروسية علي حد قوله. وحول زيارة الوفد الروسي لمصر قال: إنه يضم100 شركة وسيترأس الوفد دينيس مانتورف وزير الصناعة, ومن المقرر أن يلتقي الوفد عددا كبيرا من الوزراء إلي جانب لقاء مع رئيس الوزراء, فضلا عن المشاركة في منتدي الأعمال المصري الروسي الذي سيتم خلاله توقيع اتفاقيتين, الأولي في مجال ضمان مخاطر الصادرات والثانية بين هيئة الرقابة علي الصادرات والواردات المصرية وسلطة الجمارك الروسية. وتناول الوزير, خلال لقائه مع السفير الروسي, الترتيب والإعداد لزيارة وفد الشركات الروسية, وكذا متابعة أهم الموضوعات المتعلقة بحركة التجارة البينية والاستثمارات المشتركة بين البلدين.